تعادل سلبي عقّد مهمة تونس وزاد فرص الغابون لربع النهائي

شحاتة: منتخب مصر جاهز لأي مواجهة بدور الثمانية

TT

عقّدت تونس بطلة نسخة 2004 مهمتها في التأهل للدور ربع النهائي عندما سقطت في فخ التعادل أمام الغابون صفر - صفر أمس على ملعب توندافالا أبايرو شيوكو في لوبانغو في افتتاح الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي تستضيفها أنغولا حاليا، وهو التعادل الثاني لتونس بعد الأول المخيب أمام زامبيا فرفعت رصيدها إلى نقطتين وباتت مطالبة بالفوز على الكاميرون الخميس المقبل لضمان تأهلها للدور ربع النهائي.

في المقابل، عززت الغابون آمالها في بلوغ الدور ربع النهائي ورفعت رصيدها إلى 4 نقاط بعدما كانت تغلبت على الكاميرون 1 - صفر في الجولة الأولى وباتت بحاجة إلى نقطة واحدة في مباراتها الأخيرة أمام زامبيا الخميس أيضا للتأهل لربع النهائي للمرة الثانية في تاريخها بعد الأولى عام 1996 في جنوب إفريقيا عندما خسرت 1 - 4 بركلات الترجيح أمام تونس بالذات.

وهو التعادل الثالث بين تونس والغابون بعد تعادلهما 1 - 1 في ليبروفيل في إياب الدور الأول من تصفيات كأس أمم إفريقيا في 2 يونيو (حزيران) 2001 بعدما فازت تونس 4 - 2 ذهابا في تونس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2000.

وأهدرت تونس مجددا نقطتين ثمينتين بالنظر إلى الفرص الحقيقية التي سنحت أمام مهاجميها خصوصا أمين الشرميطي الذي انفرد بالحارس ديدييه أوفونو في الشوط الأول وراوغه خارج المنطقة لكنه فقد توازنه عندما حاول التسديد باتجاه المرمى الخالي. وأجرى كل من مدربي المنتخبين تبديلين على التشكيلة التي لعبت المباراة الأولى، فأشرك فوزي البنزرتي المدافع سهيل بالراضية والمهاجم عصام جمعة مكان خالد السويسي وأسامة الدراجي، فيما أشرك الفرنسي آلان جيريس المهاجمين بيار إيمريك أوبامييانغ وإريك مولونغي مكان روغوي مايي وسيدريك موبامبا.

وكانت الأفضلية لتونس في بداية المباراة وضغطت بقوة على مرمى الغابون من أجل تسجيل هدف مبكر يريح أعصاب لاعبيها بيد أن الحارس الغابوني ديدييه أوفونو كان حاضرا لكل التمريرات العرضية باتجاه الشرميطي.

في المقابل، كادت الغابون تفتتح التسجيل من أول فرصة لها عندما تلقى أوبامييانغ كرة من دانيال كوزان داخل المنطقة فتلاعب بالمدافعين كريم حقي وعمار الجمل بيد أن الحارس أيمن المثلوثي تدخل في توقيت مناسب وقطع الكرة في الدقيقة التاسعة، ثم سدد القائد دانيال كوزان كرة قوية من ركلة حرة حركها له فارتطمت بالحائط وذهبت فوق المرمى بسنتيمترات قليلة.

ودفع البنزرتي بشوقي بن سعادة مكان يوسف المساكني لإعطاء دفعة جديدة لخط الوسط، ثم أشرك أحمد العكايشي مكان الشرميطي.

وأهدر جمعة فرصة سانحة لمنح التقدم لتونس عندما تلقى كرة عرضية من بالراضية من الجهة اليمنى لكنه فشل في متابعتها داخل المرمى الخالي في الدقيقة 77، ثم كاد العكايشي يفعلها من تسديدة من مسافة قريبة إثر كرة عرضية بيد أن العارضة حرمته من ذلك (81). ولعب البنزرتي ورقته الأخيرة بإشراك محمد علي نفخة مكان الذوادي (88) لكن دون جدوى.

من جهة أخرى قال حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم إن فريقه جاهز لمواجهة أي منتخب في دور الثمانية للبطولة الإفريقية.

وأضاف شحاتة بعد تأهل الفريق المصري رسميا لدور الثمانية، بأنه غير راضٍ على الإطلاق عن المستوى الذي ظهر عليه اللاعبون في مباراة موزمبيق رغم الفوز بهدفين، وأن المستوى جاء مختلفا تماما عن الذي ظهروا عليه في المباراة الأولى أمام نيجيريا.

واعترف شحاتة بأن اللاعب محمد زيدان لم يظهر حتى الآن بمستواه ولكنه بالتدريج يكتسب الثقة، «ونأمل أن يعيد إلينا ذكريات كأس الأمم الإفريقية في غانا 2008».

وأشار شحاتة إلى أن مجموعة من اللاعبين ظهروا بمستوى متميز في تلك المباراة ومن بينهم أحمد حسن وأحمد فتحي ووائل جمعة وعصام الحضري وسيد معوض وعماد متعب.

ويدين المنتخب المصري بتأهله إلى ربع النهائي لمهاجم الاتحاد السكندري محمد ناجي جدو الذي يُعتبر ورقة رابحة عقد عليها حسن شحاتة آمالا كبيرة في حملته نحو إنجاز تاريخي يتمثل في الظفر باللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي.

ولفت جدو الأنظار منذ مباراته الأولى في الكأس القارية عندما دخل بديلا لحسني عبد ربه، أفضل لاعب في النسخة الأخيرة في غانا، ونجح في تسجيل الهدف الثالث الذي حسمت به مصر نتيجة مباراتها أمام نيجيريا 3 - 1، وكرر جدو الإنجاز ذاته في المباراة أمام موزمبيق عندما دخل مكان لاعب وسط الزمالك محمود عبد الرازق (شيكابالا) وسجل الهدف الثاني على طريقة اللاعبين الكبار من تسديدة «طائرة» وبطريقة نصف مقصّية مانحا منتخب بلاده بطاقة الدور ربع النهائي.

وكان جدو عند حسن ظن مدربه شحاتة وجاء تسجيله الهدفين بمثابة رد «للمعلم» على كل من انتقد اختياره لمهاجم الاتحاد السكندري ضمن التشكيلة النهائية المشاركة في العرس القاري وفضله على أسماء رنانة أبرزها مهاجم الزمالك أحمد حسام (ميدو) صاحب الخبرة الكبيرة في الملاعب الأوروبية.

وأثبت جدو نفسه ولم يتأخر في الرد على المنتقدين بتحقيق إنجاز شخصي مع منتخب بلاده في هز الشباك، فهو نجح 3 مرات في 4 مباريات خلافا للأمر مع ناديه حيث سجل 7 أهداف فقط في 44 مباراة.

وقال جدو: «أنا سعيد جدا بما حققته، لا أريد الدخول في جدال مع المنتقدين، لكني هنا من أجل مهمة وطنية، وأنا سعيد لقيامي بها على أحسن وجه». وأضاف: «الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني شرف كبير بالنسبة إلى أي لاعب، وأنا فخور بذلك ومدين به للجهاز الفني الذي وثق في إمكاناتي ومؤهلاتي على الرغم من قلة خبرتي، بالإضافة إلى زملائي لأنه لولاهم لَمَا حققت ما حققته حتى الآن»، معربا عن أمله في مواصلة «هز الشباك، ليس من أجلي بل بغية تحقيق هدفنا الأسمى وهو الحفاظ على اللقب للمرة الثالثة على التوالي وتعويض خيبة أمل المونديال».

من جهته، قال المدرب العام شوقي غريب: «جدو ورقة رابحة في صفوف مصر على غرار جميع اللاعبين الاحتياطيين، وأنا متأكد من أنه سيلعب دورا بارزا في صفوف المنتخب»، مضيفا: «ليس هناك لاعب يقوم بما فعله جدو، لا أقول إنه أفضل لاعب في العالم، لكن المؤهلات التي يملكها تجعله مختلفا عن باقي اللاعبين. إنه رائع فنيا ويعرف أين يوجد ويشمّ رائحة الأهداف».

من جهته اعتذر محمد زيدان مهاجم المنتخب المصري وفريق بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم عما بدر منه عقب تغييره في مباراة المنتخب أمام موزمبيق بقيامه بركل مقعد البدلاء في سلوك غريب أثار غضب أفراد الجهاز الفني.

وأكد زيدان خلال اجتماعه بالجهاز الفني للمنتخب المصري عقب الوصول إلى مقر إقامة البعثة أن ما قام به لم يكن اعتراضا على التغيير وإنما كان لعدم توفيقه في مباراة موزمبيق وعدم ظهوره بالمستوى المطلوب، ومن ثم فإنه يكنّ كل الاحترام والتقدير للجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة حسن شحاتة.

واعتذر زيدان لزملائه بالمنتخب المصري وكذلك الجهاز الفني وأكد أنه يحترم أي قرار يتخذه الجهاز الفني للفريق ولن يعترض عليه لأنها وجهة نظر فنية في المقام الأول والأخير.

في المقابل اعترف الهولندي مارت لوينغ المدير الفني للمنتخب الموزمبيقي لكرة القدم بأنه كان على دراية كاملة بأنه يواجه خصما عنيدا وقويا في مباراة المنتخب المصري، وإمكانيات لاعبيه لم تساعده على تحقيق حلمه بتفجير مفاجأة.

وأضاف أنه جاء إلى أنغولا ليثبت أن موزمبيق دولة تلعب كرة قدم وبها لاعبون على أعلى مستوى لكن الإمكانيات لديه محدودة لا ترقى للدخول في دائرة المنافسة مع الكبار، ومن ثم فإنه يسعى إلى ترك انطباع جيد عن الكرة الموزمبيقية.

وأشار لوينغ إلى أن المباراة المقبلة أمام نسور نيجيريا ستكون بمثابة حياة أو موت لا بديل فيها عن الفوز وانتزاع نقاطها الثلاث لضمان التأهل مع المنتخب المصري إلى الدور الثاني.