الشعور بالمسؤولية.. والابتعاد عن السهر أعادا رونالدينهو للتألق

12 خطوة أخرجت فريق الميلان الجديد للنور.. بينها «عودة الروح» إلى النجم البرازيلي

TT

إنه يتدرب كما كان يفعل من قبل، ووزنه لم يتغير كثيرا، كما أنه يلعب إلى حد كبير في المركز ذاته في الملعب، ومن ثم فما سر ميلاد رونالدينهو من جديد؟ ويقول عن ذلك مدرب الأحمال دانيلي تونياتشيني: «من المؤكد أن مفتاح هذا التألق لا يتعلق بالناحية البدنية واللياقة حتى وإن كنا قد قمنا بمجهود كبير من أجل استعادة القوة العضلية التي كان عليها من قبل». وتابع: «لكنه نوع من المجهود الذي كنا نقوم به في الموسم الماضي أيضا». وبالتالي فإن السر يكمن في شيء آخر، وعلاوة على أنه سر فهو شخص أيضا: إنه المدرب ليوناردو. نجاحات المدير الفني لكرة القدم لا تعتمد على نجومه في الفريق فقط، وقد تحدث بصفة خاصة مع رونالدينهو بعد الأداء غير اللامع في بداية الموسم وذكره بمسؤوليته تجاه الفريق، وقد أفاده ذلك كثيرا. والآن فنادرا ما يتغيب رونالدينهو عن التدريب ودخل في روح الفريق بطريقة القائد، وهذا ما تظهره علاقته القوية بغاتوزو الذي كان يمكن تخيله حينما كان بعيدا عن أسلوب رونالدينهو ورفاقه، كما أن هذا الثنائي يعمل كما هو حال رونالدينهو مع كافة زملائه. ويقسم القائمون على مركز التدريب الخاص بميلان أن رونالدينهو لم يغير نظامه الغذائي، حيث كان قد حضر في أول تجمع صيفي للفريق ووزنه زائد لكن هذا يحدث للكثيرين وقد حدث أيضا حينما جاء من برشلونة، وقد تم حل مشكلة الوزن الزائد خلال وقت قصير، أما الباقي فقد كان السبب فيه أساليب اللعب الجديدة التي أدخلها ليوناردو والتي تستخدم الكرة أكثر من سابقه أنشيلوتي. وفيما يتعلق بحياته الخاصة، فإنه يعيش مثلما كان دائما، في منزله في مقاطعة غالياتي لومباردو على بحيرة فاريزي، مع أخته ديزي وزوجها سيرجيو، وبالتالي فهناك دائما أناس كثيرون متواجدون بالمنزل، وبخاصة بالنسبة للجانب الموسيقي والتي يعشقها برفقة أصدقائه العازفين على آلات النقر، والتي تمثل هواية العائلة وتأتي ثانية بعد كرة القدم فقط. وبات من النادر ظهوره في حانات ميلانو بخلاف المطاعم البرازيلية، ويتناول العشاء في المنزل غالبا حيث الطعام المزيج بين المطبخ الإيطالي والبرازيلي لكن من دون طباخ فعائلة رونالدينهو تقوم بطهي كل شيء. لقد تغيرت حياة رونالدينهو منذ أن منحوه مفاتيح الميلان في يده، من دون كاكا، فالنجم البرازيلي اضطر أن يمنح أكثر، وبعد كل شيء فهذا هو عام المونديال وهو دافع ليس بالقليل. وقال مارادونا الذي يعد معشوق رونالدينهو في عالم كرة القدم: «إنني لن أفهم انتقادات بعينها تجاهه، كما أتابع مباريات الميلان وبالنسبة لي فهناك رونالدينهو فقط. فهو أحد كبار اللاعبين على الإطلاق وأتمنى رؤيته في المونديال». وليس مارادونا فقط هو الذي يرى ذلك، فهناك العديد من اللاعبين البرازيليين السابقين، والمحليين، والصحافيين وجماهير المنتخب البرازيلي العاديين ممن يطالبون بضمه إلى المنتخب البرازيلي، كما أن مستوى روبينهو في انخفاض ملحوظ. لكن المدير الفني دونغا الذي يدعم روبينهو بقوة آل على نفسه ألا يدلي بتصريحات حتى منتصف فبراير (شباط) المقبل عندما سيتم الإعلان عن قائمة اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم للمشاركة في اللقاء الودي في مارس (آذار) أمام أيرلندا. ومن ثم فكل شيء سيتضح في حالة اكتمال ارتفاع مستوى رونالدينهو. أما بالنسبة لأريغو ساكي مدرب المنتخب الإيطالي السابق فيقول: سنعلم يوم الأحد القادم هل حُسِمت بطولة الدوري أم لا. لقد كانت جماهير الميلان تشعر بالإحباط خلال الصيف بسبب بيع كاكا وبسبب الإعداد للموسم الجديد الذي لم يتضمن صفقات عالية القيمة بسبب الميزانية. وأكدت فترة الإعداد وأول ثماني مباريات ونصف في بطولة الدوري تلك التوقعات السيئة. لقد كان الميلان يلعب مباراته الثامنة أمام فريق روما الذي كان متقدما مع نهاية الشوط الأول، وسألني أشخاص مقربون من إدارة نادي الميلان عن احتمال هبوط الميلان لدوري الدرجة الثانية. لكن فريق الميلان فاز بتلك المباراة وبدأت عملية صعود في النتائج والأداء اللذين تطورا وأصبحا أكثر إقناعا مع مرور الوقت.

وهذه هي التغيرات التي سمحت للفريق بتحقيق الانتفاضة: 1) عودة بعض اللاعبين الكبار لمستواهم بعد أن كانت مساهمتهم مع الفريق متواضعة للغاية، لأسباب مختلفة، خلال المواسم الماضية. وأبلغ مثال على ذلك هو رونالدينهو الذي استعاد، بفضل تشجيع النادي والمدرب والمونديال القادم، بعض الحماس والاحترافية لتغذية موهبته الكبيرة. وكذلك نيستا الذي استعاد حالته الصحية الجيدة والأداء الرائع، وينطبق الشيء نفسه على ديدا.

2) الدفع ببعض الشباب مثل تياغو سيلفا وبوريللو، الذين أضفوا حيوية وحماس ومهارة وسرعة على أداء الفريق. وقد أضاف أنطونيني وأباتي دماء جديدة لفريق يتمتع بالمهارة لكنه عانى كثيرا من الركود. 3) المهارة العالية وخبرة اللاعبين الناضجين الذين أرادوا إثبات أنهم لا يعتمدون على كاكا. 4) المزيج السليم بين اللاعبين من أصحاب الخبرة والشباب. 5) قدرة النادي والمدير الفني على خلق مناخ إيجابي وهادئ، ومهارة ليوناردو في اختيار اللاعبين الأكثر نفعا للفريق مع استبعاد بعض الأسماء المهمة (إنزاغي).

6) البحث عن أكثر طرق اللعب الملائمة لإبراز مهارات اللاعبين (أولا طريقة 4 - 3 - 1 - 2 وبعد ذلك طريقة 4 - 2 - 4 والآن طريقة 4 - 3 - 3). 7) زيادة الاقتناع بقدرات الفريق والثقة بالنفس والانسجام بين اللاعبين. 8) شراء بيكام الذي أسهم في تحسين الأداء الفني للفريق ومن قدراته الخططية.

9) زيادة لاعبي الميلان لإيقاع اللعب وسرعته وللتعاون فيما بينهم ولفترات الأداء الجيد والقدرة على الإفلات من الرقابة.

10) لقد كانت قدرات الفريق وأداؤه الفني ممتازين منذ البداية، لكن الميلان يستطيع الآن التسجيل من خلال استغلال قدرات اللاعبين الفردية (رونالدينهو، سيدورف، باتو، بيرلو)، وقوة بوريللو أو من خلال ألعاب منظمة.

11) لم يكن امتلاك الفريق للكرة يتميز بالاستمرارية أو السرعة، كما أن الانطلاقات والتحركات كانت قليلة للغاية، وقد تغير كل ذلك الآن.

12) كان الدفاع مسؤولية لاعبين قلائل لكن الجميع الآن يتعاونون في الدفاع.