تونس مطالبة بالفوز على الكاميرون.. ومواجهة ساخنة بين زامبيا والغابون اليوم

المنتخبات الأربعة للمجموعة الرابعة تملك فرصة التأهل لربع النهائي

TT

سيكون المنتخب التونسي مطالبا بالفوز على الكاميرون، بينما يسعى المنتخب الزامبي لعرقلة نظيره الغابوني في مباراة حامية الوطيس، اليوم، في لوبانغو بالجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة التي ستحسم المتأهلين إلى الدور ربع النهائي لنهائيات كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في أنغولا.

ولا يملك المنتخب التونسي خيارا غير الفوز لمواصلة مشواره في العرس القاري، ولتفادي خيبة أمل جديدة بعد تلك التي مني بها في التصفيات عندما تخلى عن بطاقة مونديال جنوب أفريقيا في المباراة الأخيرة أمام موزمبيق حيث خسر أمامها صفر – 1 وأهدى البطاقة التي كانت في متناوله منذ بداية التصفيات إلى المنتخب النيجيري.

ووضع المنتخب التونسي نفسه في وضع حرج في النسخة الحالية، كونه سقط في فخ التعادل في مباراتيه الأوليين أمام زامبيا 1 - 1 والغابون صفر - صفر، وبات لزاما عليه الفوز لانتزاع إحدى البطاقتين وإقصاء الأسود غير المروضة من البطولة.

وتشارك تونس في النسخة الحالية بمنتخب شاب أغلب لاعبيه يشاركون في الكأس القارية للمرة الأولى، بيد أن مستواهم تحسن في المباراة الثانية مقارنة مع الأولى، لكن مواجهة الأسود غير المروضة تستوجب الجاهزية التامة وترجمة الفرص إلى أهداف، وهو ما أكده قائدها المخضرم كريم حقي اللاعب الوحيد من التشكيلة التي نالت اللقب القاري الأول والوحيد حتى الآن لنسور قرطاج عام 2004 في تونس.

وقال حقي «بعد خيبة أمل التصفيات جئنا إلى أنغولا بفريق شاب لا يملك خبرة كبيرة على الصعيد القاري، لكنه بدأ يكتسبها تدريجيا. أهدرنا فرصا كثيرة في مباراتينا الأوليين أمام زامبيا والغابون بسبب قلة الخبرة، لكننا عازمون على فك النحس أمام الكاميرون وبلوغ الدور ربع النهائي على الرغم من أن المهمة لن تكون سهلة».

وأكد مدرب تونس فوزي البنزرتي «مهمتنا صعبة، لكنها ليست مستحيلة، المنتخب الكاميروني قوي، لكن له نقاط ضعف سنحاول استغلالها. الغابون تغلبت على الكاميرون، وزامبيا أحرجتها وكانت قاب قوسين أو أدنى من التغلب عليها، سنبذل كل ما في وسعنا من أجل ذلك».وتعتبر المباراة ثأرية بالنسبة إلى المنتخب التونسي الذي خرج علي يد الكاميرون من الدور ربع النهائي للنسخة الأخيرة في غانا عندما خسر 2 - 3 بعد وقت إضافي.

في المقابل، يحتاج المنتخب الكاميروني إلى الفوز لتفادي الحسابات المعقدة والتأهل إلى ربع النهائي، وليلحق برفقاء دربه في المونديال الأفريقي الصيف المقبل، الثلاثي ساحل العاج وغانا والجزائر، إلى جانب أنغولا المضيفة ومصر حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين.

وقد يكون التعادل كافيا للكاميرون لبلوغ الدور المقبل، لكن شرط تعادل أو خسارة زامبيا أمام الغابون، فيما ستعني خسارته أمام نسور قرطاج خروجه خالي الوفاض من المسابقة التي يحمل لقبها 4 مرات، أعوام 1984 و1988 و2000 و2002.

وشدد قائد الكاميرون وهداف النهائيات منذ نسختها الأولى عام 1957 برصيد 17 هدفا، صامويل إيتو على ضرورة الفوز على تونس للتأكيد على جدارة المنتخب الكاميروني بالتأهل إلى الدور ربع النهائي ورفع معنوياته فيما يتبقى من مشوار البطولة «التي نسعى إلى الظفر بلقبها».

وقال إيتو «نحن الآن اسود جائعة، ونرغب في التهام كل من يقف أمامنا ابتداء من تونس»، مضيفا، «نكن الاحترام للمنتخب التونسي، لكننا مصممون على تحقيق الفوز وبنتيجة كبيرة، تعرضنا للإحراج أمام الغابون وزامبيا، بيد أن فوزنا على الأخيرة حررنا من الضغط النفسي الذي كنا نعيشه، قدمنا مستوى رائعا في المباراتين، لكن الحظ لم يسعفنا في حسمهما بعدد كبير من الأهداف».

وأكد مدرب الكاميرون الفرنسي بول لوغوين أنه واللاعبين غير راضين على الإطلاق بما قدموه حتى الآن في النهائيات وقال، «لسنا سعداء جدا بما قدمناه حتى الآن، لم نظهر بالمستوى الذي لعبنا به في الخريف في تصفيات كأس العالم»، مضيفا «لم أكن أنتظر شيئا كبيرا من المنتخب الكاميروني في العرس القاري، لأنني كنت أعرف بأن هناك أمورا كثيرة يجب تصحيحها والبداية المخيبة في أنغولا تؤكد ذلك».

وتابع «كنت أشك في قدرتنا على صدارة المجموعة، الآن نحن في وضعية صعبة شيئا ما، وبالتالي طلبت من اللاعبين الحذر أمام المنتخب التونسي الذي يعتبر فريقا قويا ويملك مهاجمين بإمكانهم تشكيل خطورة كبيرة على خط دفاعنا، كما أن خط دفاعهم قوي بقيادة القائد كريم حقي». وأضاف «نملك فريقا قويا وقادرا على تحقيق أفضل النتائج على غرار ما قمنا به مؤخرا في التصفيات، ينقصنا التركيز واستغلال الفرص التي تسنح أمام مهاجمينا من أجل ترجمتها إلى أهداف».

وختم، «سنلعب من أجل الفوز أمام تونس، لأن اللعب من أجل التعادل الذي يكفينا لبلوغ الدور ربع النهائي، فيه مجازفة وخطورة كبيرة».

ويقف التاريخ إلى جانب الكاميرون في مواجهاتها مع تونس، حيث فازت 7 مرات في 12 مباراة جمعت بينهما حتى الآن مقابل خسارتين و3 تعادلات. والتقى المنتخبان 3 مرات في نهائيات كأس أمم أفريقيا أعوام 1982 و2000 و2008، وتعادلا في الأولى 1 - 1 في الدور الأول في طرابلس في 5 مارس (آذار) 1982، وفازت الكاميرون في المباراتين الأخريين 3 - صفر في ربع النهائي في أكرا في 10 فبراير (شباط) 2000، و3-2 بعد وقت إضافي في ربع النهائي في تامالي في 4 فبراير 2008.

وفي المجموعة ذاتها، يلتقي المنتخبان الغابوني والزامبي في قمة حامية الوطيس من أجل بطاقة الدور ربع النهائي.

وتبدو حظوظ المنتخبين متكافئة من أجل تحقيق الفوز بالنظر إلى المستوى الذي ظهر به كل منهما في المباراتين الأوليين وتحديدا أمام الكاميرون. كما أنهما يتقاسمان الفوز في 4 مباريات جمعت بينهما حتى الآن في تصفيات كأس أمم أفريقيا. وتحتاج الغابون إلى التعادل فقط لضمان تأهلها إلى الدور ربع النهائي للمرة الثانية في تاريخها بعد الأولى عام 1996 في جنوب أفريقيا عندما خرجت على يد تونس بعد التمديد، فيما تحتاج زامبيا على الفوز وخسارة الكاميرون أمام تونس لتحرم الغابون والأسود غير المروضة من التأهل إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ عام 1996 في جنوب أفريقيا.

وقال لاعب وسط زامبيا إيساك تشانسا «سنواجه الغابون، وسنكون مطالبين بتحقيق الفوز للتأهل مع الثمانية الكبار إلى الدور المقبل».

أما مدرب زامبيا، الفرنسي هيرفيه رينار، فطالب لاعبيه بالفوز، وقال «الشعب الزامبي لن يكون فخورا بمنتخبه إذا خرج خالي الوفاض من الكأس القارية، يجب أن تكونوا واقعيين وتثقوا في إمكاناتكم من أجل تحقيق الفوز والتأهل إلى ربع النهائي».

وبعد دفاعه عن بلاده زامبيا كعسكري، حيث يشغل رتبة سرجنت، يسعى كريستوفر كاتونغو إلى تعويض فشله في النسخة الأخيرة في غانا عندما خرجت زامبيا من الدور الأول.

ويعتبر كاتونغو بطلا قوميا في بلاده، لكونه صنع التأهل إلى غانا بتسجيله ثلاثية في مرمى جنوب أفريقيا في عقر دار الأخيرة في الجولة الأخيرة من التصفيات. وإذا كان كاتونغو قد توقف عن ممارسة عمله في الجيش الزامبي عندما قرر الاحتراف في فريق بروندبي الدنماركي، ومنه إلى أرمينيا بيليفيلد الألماني، فإن بإمكانه العودة إلى عمله إذا رغب في ذلك، لكن حبه الجنوني للكرة المستديرة دفعه إلى مواصلة مسيرته الاحترافية.

وأوضح كاتونغو أنه يحلم بتحقيق إنجاز تاريخي مع منتخب بلاده عبر بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى منذ 14 عاما، و«لم ليس إحراز اللقب وتحقيق ما عجز عنه جيل كالوشا بواليا؟!».

وقال كاتونغو «لن تكون مهمتنا سهلة، لكنها ليست مستحيلة أمام الغابون التي أبلت بلاء حسنا أمام الكاميرون».

في المقابل، تسعى الغابون إلى مواصلة عروضها ونتائجها الرائعة في البطولة، وتحقيق التأهل إلى الدور المقبل ورفع معنويات لاعبيها على اعتبار أنها البلد المضيف للنسخة المقبلة مشاركة مع غينيا الاستوائية. وتعول الغابون على قائدها، مهاجم هال سيتي الإنجليزي دانيال كوزان واريك مولونغي، الذي كان أكثر نشاطا في المباراة أمام تونس.