زاكيروني يعترف بمهارة ليفورنو وكوزمي يشيد بلاعبيه

التعادل الثاني على التوالي لليوفي منذ تغيير المدرب.. ودييغو يلوم الفريق على سوء الأداء

TT

انتهت مباراة ليفورنو/يوفنتوس بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، وحملت الأهداف توقيع كل من فيليبيني وليغروتالي في الدقيقتين 26 و42 من عمر المباراة.

بيد أن هذه النتيجة لن تغير شيئا في صفوف فريق السيدة العجوز، حيث لن يتمكن المدير الفني الجديد، ألبرتو زاكيروني، من تغيير خططه الفنية والتكتيكية في الوقت الحالي، مما يعني المضي قدما على الشاكلة نفسها، لكن الأمر قد يتطلب عقد جلسة مطولة مع لاعبي الفريق، من أجل الاطلاع على أسباب الحالة المعنوية السيئة التي يعانيها الجميع في تورينو، ثم يتعين على المدير الفني بعد ذلك جمع لاعبيه حول طاولة واحدة ليعملهم أصول الأساليب الفنية والتكتيكية الجديدة وقواعدها، وبخاصة أنه قد تم إجراء بعض التغييرات في جبهة الدفاع، بيد أنها لم تؤت ثمارها في مباراة ليفورنو.

جدير بالذكر أنه لن يسهل على فريق يوفنتوس التعامل مع خطة اللعب الجديدة (3/4/1/2)، ليس فقط بسبب التغييرات الدفاعية، بل لوجود بعض التغييرات المحورية في مختلف الجبهات، بدءا من جانبي الملعب إلى خط الوسط الذي يعاني الركود الشديد، وهو ما بدا جليا في مباراة الأمس، حين استلم فيليبي ميلو الكرة، فأخذ يبحث عن تغطية كافية، بينما كان كاندريفا خارج المنطقة تماما، وكانت النتيجة أن نجح مدافعو ليفورنو في قراءة هجمات أماوري وديل بييرو، وكذلك محاولات دييغو المحدودة في اختراق شباك منافسيه.

وبدا زاكيروني هادئا طوال الوقت، حيث لم تبد عليه إمارات الغضب أو الانفعال، ربما لأنه أول العارفين بأن المرض الذي يعانيه الفريق، لن يشفى بقرص واحد من الدواء، بل هو في حاجة إلى برامج علاجية مكثفة. من ناحية أخرى، لم يحصد يوفنتوس في المباراتين الأخيرتين سوى نقطتين فقط، ما يهدد وبقوة حلم اللحاق بركب الفرق المتأهلة لدوري الأبطال الموسم المقبل، وهو ما عقب عليه المدير الفني قائلا: «لا يمكننا استبعاد الفرق التي تعاني بعض الصعوبات في الظهور بشكل جيد من الصورة، فما زال أمامنا متسع من الوقت حتى الأسبوع الأخير من الدوري المحلي. هناك بعض الفرق التي تعد عدتها وتشحذ هممها من أجل خوض هذه المنافسة، ويوفنتوس واحد منها، ولكننا انطلقنا للتو من مرحلة صعبة للغاية، وما زلنا نبحث عن أفضل الطرق للوصول إلى الهدف، وسوف ننجح في ذلك بعد وقت قصير. أما بالنسبة إلى المباراة، فأنا أعترف بأننا ارتكبنا الكثير من الأخطاء في وسط الملعب نظرا إلى وجود خطة جديدة تماما على اللاعبين، غير أن المؤشر الإيجابي الوحيد هو أننا لم نقع في فخ الهزيمة». وعن الأداء السيئ للفريق وإخفاقه في تهديد مرمي ليفورنو، يعقب المدير الفني قائلا: « كانت الهجمات تبدأ دائما بشكل سيئ، ومن ثم أصبح من السهل قراءتها من قبل المنافسين. وأخيرا، أود تهنئة لاعبي ليفورنو، لأنهم بارعون للغاية، ونجحوا في وضعنا في مأزق حقيقي. لقد هبطوا إلى أرض الملعب مشبعين بالعزيمة القوية والحماس، غير أن الهدف الذي سجله فيليبيني لم يكن من المفترض أن يكون بهذه السهولة أمام فريق كبير مثل اليوفي».

وفي الجهة المقابلة، برهن ليفورنو في المباراة على كونه فريقا صعب المنال، وهو ما عقب عليه سيرسي كوزمي، المدير الفني في الفريق، قائلا: «لقد نجح الفريق في إحراز تعادلين ثمينين، ما يدل على صلابة الفريق على المستويات الفنية والتكتيكية جميعها. غير أنني معجب للغاية بالتماسك المعنوي الذي يربط بين لاعبي الفريق، فهو مصدر قوتنا والخطوة الأولى للنجاة من الهبوط». وبدا كوزمي سعيدا بهذه النتيجة، ثم استأنف المدير الفني حديثه قائلا: «كان من المفترض أن يقوم الحكم حامل الراية بفعل شيء ما حيال هدف ليغروتالي، ولكننا نعرف كيف نغلق المساحات أكثر من وضع الفرق المنافسة في مأزق. وأود التأكيد أننا الوحيدون الذين لعبوا جيدا في هذه المباراة، وكان في استطاعتنا الفوز، غير أننا لم ننجح في الاستفادة من شجاعة الفريق بشكل صحيح. يالها من خسارة! لقد كان اليوفي في مأزق حقيقي».

إنه القدر الذي دفع بنيكولا ليغروتالي إلى أرض الملعب، حين شعر دي تشيلي بألم شديد في الساق على أثر إصابته بشد عضلي قبل ساعات قليلة من انطلاق المباراة، مما دفع المدير الفني إلى البحث عن بديل آخر لتولي هذه المهمة الصعبة، وأخيرا هداه تفكيره إلى ليغروتالي الذي سجل آخر هدف له في 21 ديسمبر (كانون الأول) 2008 في مباراة أتلانتا - يوفنتوس. وفي أعقاب المباراة، جاءت تصريحات اللاعب على النحو التالي: «إنني سعيد للغاية بهذا الهدف، وهو ثمرة العمل الشاق الذي قمت به طوال الفترة الماضية، لقد كنت أتمنى الفوز، ولكن لا بأس بهذا التعادل، حتى إن كان في استطاعتنا تقديم المزيد. تروقني فكرة الدفع بثلاثة مدافعين، وبخاصة أنني قمت بتطبيقها من قبل في الكثير من المنافسات المهمة. ولو أننا نعرف السبب الحقيقي في الأزمة التي يشهدها الفريق، لقمنا بحل هذه المشكلات على الفور، ولكننا سنمضي قدما، محاولين التغلب على هذه العقبة في مباراة الأحد المقبل».

لقد كان هناك حوار مطول بين المدير الفني الجديد وأليساندرو ديل بييرو، نظرا إلى القبول الكبير الذي يتمتع به القائد مع باقي اللاعبين، ومن ثم يمكنه تقديم يد العون في هذه المرحلة الصعبة. وفي وقت لاحق، التقى زاكيروني لاعبه البرازيلي دييغو، الذي يشهد مستواه تدهورا ملحوظا في الفترة الأخيرة، بيد أنه نجح في الظهور بشكل جيد. وفي أعقاب المباراة، انتقد دييغو نفسه ورفاقه قائلا: «لقد كان إيقاع اللعب بطيئا للغاية في الشوط الأول من المباراة، ولكننا بذلنا قصارى جهدنا في الشوط الثاني من أجل الفوز ولكن هذا لم يكن كافيا. إنها لحظات صعبة للغاية، وعلينا أن نكف عن الحديث ونعمل من دون توقف. وفي الوقت نفسه، يتعين عليّ تقديم المزيد لهذا الفريق، وكذلك باقي اللاعبين، ولكنني سأفكر فيما يخصني فقط، وسأعمل من أجل تسجيل الأهداف وتمثيل خطورة أكبر على المنافسين». على صعيد آخر، سيقوم الطاقم الفني في يوفنتوس بتقييم الحالة البدنية لكل من كنافارو وجروسو نظرا إلى شعورهما بآلام مفاجئة في الفخذ.