مورينهو غاضبا: سنخسر فقط إذا أنهينا المباراة بستة لاعبين

عقب تعادل الإنتر وسمبدوريا سلبا .. الرئيس موراتي يأمر اللاعبين بالصمت استعدادا للقاء تشيلسي المهم

TT

فرض التعادل نفسه في مباراة الإنتر وسمبدوريا في المرحلة الخامسة والعشرين من الدوري الإيطالي لكرة القدم، وذلك على الرغم من طرد اثنين من لاعبي الإنتر، وهما والتر صامويل وكوردوبا في الدقيقتين 31 و38 من الشوط الأول.

بدأ إنترناسيونالي المباراة مشدودا، وفي النهاية كان أداؤه رجوليا ويستحق الإشادة كما في كثير من الأحيان، وعقب انتهاء المباراة وقفت جماهير سان سيرو لتحيي أبطال الفريق، الذي لعب ما يقارب أربعين دقيقة تقريبا بتسعة لاعبين ضد أحد عشر لاعبا، الذين أصبحوا عشرة في ربع الساعة الأخير من عمر المباراة. ولم يكن فريق المدرب جوزيه مورينهو مهددا بأي خطورة على الرغم من النقص العددي، بل إن كرة المباراة الحقيقية خرجت من بين قدمي صامويل إيتو.

وعقب المباراة مباشرة، نزل رئيس الإنتر، ماسيمو موراتي، إلى غرفة خلع الملابس، ووصل إليها قبل الفريق تقريبا. كان يشعر بالفخر، وهنأ الجميع على هذا الأداء، خصوصا مورينهو. ثم أصدر الأمر بعد ذلك «بعدم الإدلاء بتصريحات للصحافة». هناك أكثر من سبب وراء هذا القرار، فالصمت أولا وأخيرا يعد مفيدا لتوجيه المجهود البدني والذهني على الفور نحو لقاء دوري الأبطال المهم أمام تشيلسي الإنجليزي الأربعاء المقبل، وهو لقاء العام بالنسبة إلى ماسيمو موراتي، الذي لا بد من الدخول فيه والفريق في أفضل حالاته فنيا ونفسيا.

وبالتالي، كان لا بد من كتم الأنفاس أيضا لتجنب «إثارة» الحكم من خلال تغذية توتر كان مؤثرا داخل الملعب. وليكن واضحا أن الإنتر لن يحتج على الأحداث الجلية للجميع، لكن السبب هو انعدام الفطنة لدى بعض الحكام. وقد أثارت البطاقة الصفراء لكوردوبا الإعجاب قليلا بعد طرد صامويل بدقائق قليلة. لكن ما خلق الحيرة لدى مسؤولي الإنتر هو التعامل بصورة مختلفة مع سقوط كل من بوتزي وإيتو، فقد منح حكم المباراة بطاقة صفراء للاعب الكاميروني، بينما لم يتخذ أي إجراء مع لاعب سمبدوريا، الذي سقط على الأرض وهو تحت ضغط من جانب أحد لاعبي الإنتر، وكان قد حصل على بطاقة صفراء من قبل.

وعقب طرد صامويل، شبّك المدير الفني للإنتر معصميه في إشارة بالطبع إلى القيود، وهي الفعلة التي كررها في الشوط الثاني أيضا، التي قد يواجه العقوبة بسببها، حيث سيتم استدعاؤه لشرح كل شيء.

بينما ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة تكتنفها السخرية بعد حصول إيتو على البطاقة الصفراء. فيما ظهر التلويح بالمناديل البيضاء في المدرجات على الطريقة الإسبانية، بالإضافة إلى الأوراق الصحية والأعلام البيضاء المهلهلة، والمصحوب بصافرات الاستهجان المدوية للاحتجاج على التحكيم.

وقال مورينهو فور خروجه من غرفة خلع الملابس، وتلقيه التهاني من الرئيس موراتي: «لا بد أن يجعلونا نلعب بستة لاعبين حتى يتمكنوا من هزيمتنا». وتأتي هذه الجملة عبر صحافيي شبكة «سكاي» الذين كانوا موجودين في هذا المكان، وهذا هو كل ما أدلى به للصحافيين الإيطاليين، لأن هذا الصمت لم يسر على الصحافة الإنجليزية، والذين توقف مورينهو معهم، حيث كان لقاء تشيلسي المقبل هو محور الحديث، حتى وإن كان قد صرح ببعض الأشياء المتعلقة بمباراة أمس. وعلى سبيل المثل، أشاد المدرب البرتغالي بتماسك فريقه وانسجامه، مؤكدا عدم اختبار سيزار بصورة حقيقية، بينما كان ستوراري حاسما في الكرة التي سددها إيتو قبل نهاية المباراة بلحظات، وهي التصريحات التي سترونها غدا على صفحات الصحف الإنجليزية فقط.

من جهة أخرى، لا بد من تسجيل اللحظات الساخنة بين شوطي المباراة الأول والثاني، وربما تطايرت بعض الكلمات شديدة اللهجة بحق حكم المباراة، وما كان بوتزي ليصل لغرفة خلع الملابس الخاصة بفريقه بسهولة، فقد كان مستهدفا فعليا من جانب فريق الإنتر بأسره. لم يستمتع مشجعو الإنتر بأهداف في مباراة أول من أمس، لكن حماس اللاعبين وصل عنان السماء في استاد سان سيرو، فقد وجد الإنتر نفسه في الدقيقة 38 مضطرا إلى اللعب بتسعة لاعبين أمام فريقي يحتفظ برقم قياسي في حالات الطرد، 7 حالات قبل هذه المباراة، وعليه أن يبذل ضعف المجهود الطبيعي قبل أيام قليلة من «أمّ المعارك». وقال ماسيمو موراتي، رئيس النادي، قبل المباراة: «نفكر في سمبدوريا لحصد نقاط مهمة للترتيب خلال اللقاء، وللوصول إلى دوري الأبطال، ونحن في راحة تامة. وبعد ذلك يعلم الجميع أن هناك لقاء مهمًا، الأربعاء، هذا مؤكد وإلا سنكون سطحيين. لكننا نعلم أننا لا نريد التواني في الدوري. وعما إذا كنت أشعر بالحزن لوصولنا للقاءات مهمة هكذا والفريق ليس في أفضل حالاته ويعاني الكثير من الغيابات للإصابة، فأجل، لكن هذا ليس بالنسبة إلينا فقط في هذه المرحلة من الدوري، فالفرق جميعها لديها مشكلات. وربما يحالفك الحظ في اللحظة الأخيرة ليكونوا متاحين أمامك، ونتمنى أن يكون الأمر هكذا».

كما أن هناك الكثير من لاعبي الإنتر الذين بذلوا أقصى ما لديهم من طاقات بطريقة مؤثرة، وأولهم دييغو ميليتو، وهو اللاعب الذي تطالبه جماهير الإنتر بهدف واحد على الأقل في مرمى تشيلسي، أيضا لأن في آخر ثلاثة لقاءات في دوري الأبطال أمام الفرق الأوروبية الكبرى، ليفربول، مانشستر يونايتد وبرشلونة، لم ينجح الإنتر في هز الشباك ولو بهدف وحيد، حيث ظل المهاجم الأرجنتيني بمفرده في الهجوم بعدما تعين على إيتو أن يتحول للعب في الجهة اليمنى في طريقة 4/3/1، ولعب «الأمير» ميليتو وحده ضد أربعة لاعبين، وسعى لجذب زملائه معه إلى الأمام. وفي الدقيقة 71، شعر بالمشكلات الأولى في العضلات، وعلى الفور غيّره مورينهو، وأشرك بانديف بدلا منه. ميليتو مهم للغاية، وهو الحال بالنسبة إلى شنايدر الذي أدخره مورينهو في الدقائق العشر الأخيرة من عمر المباراة، على الرغم من أنه من المفترض أن يخرج ستانكوفيتش العائد من إصابة طويلة، لكن اللاعب الصربي ذاته أظهر أنه في حالة جيدة.