ليوناردو: تكفي كلمة واحدة من الرئيس كي أتنحى عن الفريق

المدير الفني للميلان يرد على برلسكوني ويقول: لا مساس بحريتي

TT

لقد اقتضى الأمر مرور أربعة وعشرين عاما، ليجد سيلفيو برلسكوني في النهاية مدربا يرد عليه بشكل مباشر. ليوناردو في الميلان واحد من أفراد الأسرة، التي يدور عليها النقاش حول عدم قبول الانتقادات أو الأوامر من دون الاستماع إلى الرأي الآخر. وكان برلسكوني قد انتقد بشكل غير مباشر ولأول مرة يوم الخميس المنصرم مدربه الجديد، قائلا: «ميلان فريق عظيم، يملك كل شيء من أجل الفوز، وذلك سيتحقق إذا جعلوه يؤدي بشكل جيد». ويوم أمس وأثناء الاحتفال بالذكرى الـ24 لشراء برلسكوني للميلان، وصل رد ليوناردو القوي، وقال المدرب البرازيلي: «أنا هادئ تماما؛ لأن بنود اتفاقي مع النادي لا لبس فيها، فالكل يعرف كيف وصلت إلى هنا، وكيف كانت عملية الاختيارات دقيقة للغاية مثل سياسة التوفير المتبعة. إذا كان رئيس النادي يرى أنني يجب أن أتنحى، فسوف تكفيني كلمة واحدة منه كي أترك الفريق، ولن تكون ثمة تكاليف إضافية؛ لأنني لن أتقاضى أية أموال لا أعمل بها، والميلان لن يدفع أبدا أجر مدربين اثنين. غير أنه من أجل المضي قدما مع الفريق، أرغب في أن يسود جو الاستقرار النفسي للاعبين وهو الشيء الذي أدافع عنه دائما، تماما مثل دفاعي عن فريق نجح حتى الآن في إنجاز أشياء غير عادية. لقد نجح الجميع في عمل أكثر مما طلب منهم في حدود إمكاناتهم البدنية، وقدموا أداء غير عادي وبروح عالية، وبشكل أفضل من أداء مانشستر يونايتد يوم الثلاثاء الماضي».

وأضاف ليوناردو: «لا يصب هذا الجدل في مصلحة الفريق، وأعتقد أنه لا يسبب له أي ضرر؛ لأن اللاعبين لديهم النضج الكافي من أجل التغلب على تجاوز مثل هذه الأمور. إن تاريخي هنا شديد الوضوح، فثمة تقدير، صداقة، ومودة. أمارس عملي برأسي، باستقلاليتي وبحريتي التي لا أتنازل عنها لأي سبب كان، وهي من الأمور التي لا يمكن المساس بها».

وردا على سؤال أحد الصحافيين عما إذا كان سيتقدم باستقالته حال صدور مزيد من تصريحات رئيس النادي بشأنه، أوضح ليوناردو: «أفكاري شديدة الوضوح، فأنا أدافع عن الاستقرار النفسي للفريق، وأتصرف بناء على ذلك. لقد كانت آخر مرة سمعت فيها صوت برلسكوني عبر الهاتف قبل مباراة مانشستر يونايتد».

لم يكن ثمة أحد في ميلانيللو (مقر المركز الرياضي للميلان) يتوقع رد فعل بمثل هذه القوة والحسم على تصريحات رئيس النادي. وإذا قرأنا ما بين السطور، فسوف نلاحظ الشجاعة والشرعية التي اتسم بها الدفاع عما تم إنجازه (الموضوعية هنا تقتضي منا أن نشير إلى أن الميلان يسير بخطى أفضل مما كان مفترضا منذ بضعة أشهر)، وكذا كبرياء من احترم الشروط من خلال موافقته على صفقات بديلة (على سبيل المثال: هونتيلار بدلا من لويس فابيانو أو دزيكو) في إطار الالتزام الصارم بسياسة النادي التقشفية.

وأخيرا ثمة اعتبار آخر: لقد بدا ليوناردو، في بعض مواضع من تصريحاته أمس، كما لو كان يقضي هذه الأشهر وكأنها بداية النهاية لتجربته مع الميلان. وإذا كان الأمر هكذا بالفعل، فسوف نكتشف في القريب العاجل ما إذا كان ليوناردو يعرف أو يخمن شيئا ما، هذا ما سوف نراه.

إن الأمر الذي لا شك فيه هو أن الفريق، ونحن في نهاية شهر فبراير (شباط)، يتمركز في منطقة الفرق المتأهلة لدوري الأبطال (وهو الهدف الذي حدده غالياني في بداية الموسم)، وما زال ينافس في دوري أبطال أوروبا (حتى وإن كان يقترب من الخروج منها)، بعد أن قدم على مدى شهرين أداء استعراضيا. هذا هو إذن ما دفع ليوناردو إلى الرد على برلسكوني.