الدوحة تستضيف بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات بمشاركة 160 دولة

استنفرت طاقاتها لاستقبال أكبر حدث رياضي في تاريخ أم الألعاب خلال مارس المقبل

TT

تتجه أنظار العالم خلال الفترة من 12 مارس (آذار) المقبل وحتى الـ14 منه، إلى العاصمة القطرية الدوحة، عندما تستضيف الحدث الدولي الرياضي الأبرز للاتحاد الدولي لألعاب القوى هذا العام «بطولة العالم لألعاب القوى الـ13 داخل الصالات»، التي تحظى باهتمام كبير من قبل المهتمين بألعاب القوى بعد أن أعلنت 160 دولة مشاركتها، وهذا الرقم يفوق عدد الدول التي شاركت في آخر بطولة بمدينة فالنسيا الإسبانية عام 2008 وبلغت 101 دولة فقط، يشار إلى أن العاصمة الفرنسية باريس استضافت أول بطولة للعالم لألعاب القوى داخل الصالات عام 1985.

ويتوقع أن تشهد بطولة الدوحة منافسات شرسة في 26 مسابقة، منها 13 مسابقة للرجال ومثلها للسيدات، وتتوقع اللجنة المنظمة أن تشهد البطولة تحطيما للأرقام القياسية على نطاق واسع. ومن بين المشاركين بطلة القفز بالزانة، الروسية إيلينا إيسينباييفا، والبرازيلية فابيانا مورير، ومن نجمات سباق الحواجز المتوقع مشاركتهن، الأميركية لولو جونز، حاملة اللقب عن جدارة في النسخة الـ12 من بطولة العالم لألعاب القوى للصالات التي أقيمت بمدينة فالنسيا الإسبانية.

وستكون بطلة الحواجز الكندية، بارسيلا لوبيز الحائزة على ميداليتين، في الألعاب الأولمبية ببكين وبطولة العالم لألعاب القوى ببرلين حاضرة في البطولة.

وتشارك الكرواتية بلانكا فلاسيتش للدفاع عن لقبها في الوثب العالي لألعاب القوى للصالات، عندما تخوض منافسات اللعبة مع نظيراتها بطلات العالم. بينما تشارك قطر بنحو 14 لاعبا، في مقدمتهم البطل العالمي سيف شاهين.

ومن أجل نجاح هذا الحدث العالمي، تصاعدت وتيرة التحضيرات والترتيبات داخل أروقة اللجنة المنظمة للبطولة برئاسة أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني لضمان تنظيم استثنائي ومثالي للحدث الكبير، حيث جاء تشكيل اللجنة من الكوادر الإدارية التي تملك خبرة تراكمية عالية عملت على مدار الأعوام الماضية في بطولات قطر للسوبر غراند بري وغيرها من الملتقيات الدولية لألعاب القوى.

وكانت اللجنة قد أقامت ورشة عمل بالتعاون مع الاتحاد الدولي لألعاب القوى خلال الأيام الماضية، شارك فيها 80 لاعبا يمثلون 16 دولة عربية وآسيوية، بهدف الوقوف على استعداداتها. وضمن إطار التحضيرات للمرحلة الأخيرة لبطولة العالم لألعاب القوى للصالات المغلقة، أقام الاتحاد الدولي لألعاب القوى مشروع التطوير الإعلامي في الدوحة الأسبوع الماضي، حضره ممثلو وسائل الإعلام العالمية، وتضمنت مجموعة من الشروحات التفصيلية قدمها كل من مدير البطولة عبد الله الزيني ورئيس اللجنة الإعلامية عبد الله الملا.

كما ألقى متحدثون من الاتحاد الدولي لألعاب القوى عددا من المحاضرات، تمحورت حول صحافة ألعاب القوى والأداء والعلاقة بين الرياضيين والإعلام، وجميعها من العوامل المهمة التي تؤثر في تغطية الأحداث الهمة مثل بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات.

وكان رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى الأمين دياك خلال زيارته للدوحة الشهر الماضي أبدى إعجابه بمنشآت «أسباير» التي ستقام عليها البطولة، وأشاد بالجهود التي تبذلها اللجنة المنظمة واللجان المنبثقة.

من جانبه، أشاد نائب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى ورئيس لجنة التنسيق بالاتحاد بوب هيرش، بالنهضة الرياضية التي تشهدها قطر، والمنشآت والمرافق الرياضية التي تمتلكها، معربا في الوقت نفسه عن ثقته الكاملة في نجاح بطولة العالم لألعاب القوى للصالات، لسمعة القطرية في استضافة مختلف الأحداث الرياضية، وقال «ستشهد البطولة نظاما جديدا للمسابقات، خصوصا فيما يتعلق بالنهائيات، والتي لن تكون إقامتها قاصرة على اليوم الأخير، ولكن ستقام النهائيات علي يومين لإعطاء مزيد من الإثارة واجتذاب الجماهير. كما أن النظام الجديد يخفف الضغط على وسائل الإعلام، خصوصا قنوات التلفزيون، التي ستتولى عملية النقل التلفزيوني للمنافسات».

على صعيد آخر، أكد مدير التسويق باللجنة العليا المنظمة للبطولة عبد الرحمن مسلم الدوسري أن قطر سخرت إمكاناتها لإنجاح البطولة، التي تعتبر ثاني أكبر حدث رياضي في أجندة الاتحاد الدولي لألعاب القوى، وقال «تنطلق رؤيتنا لاستضافة هذا الحدث باعتباره إرساء وتعزيزا لأواصر التلاقي الرياضي بين شباب العالم وترجمة الأهداف النبيلة، من ترسيخ قيم التواصل والإخاء والمحبة بين الشعوب العالم». وأشار إلى أن اللجنة المنظمة للبطولة برئاسة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني نجحت في الإيفاء بكل التزامات وشروط ومعايير الاتحاد الدولي لألعاب القوى الخاصة بتنظيم البطولة، وأضاف: «نحن جاهزون لاستقبال ضيوفنا من شتى أنحاء العالم لتقديم صورة مشرفة عن قطر وقدراتها العالية في التنظيم والإبداع الرياضي»، مبينا أنهم نجحوا في استقطاب كثير من الشركات لدعم البطولة، أما على صعيد الحملة الترويجية، فقد اكتست شوارع الدوحة باللون البرتقالي تأهبا للحدث، مبديا سعادته بإشادة الاتحاد الدولي لألعاب القوى بالترتيبات الخاصة بتنظيم البطولة، سواء من حيث المنشآت أو العملية التسويقية والترويجية وهذا سيدفعهم لبذل المزيد من الجهد لتنظيم بطولة أكثر تميزا.

وقال مدير التسويق بالبطولة «أعلنا من قبل أن بطولة العالم لألعاب القوى بالدوحة ستكون بطولة تحطيم الأرقام القياسية على صعيد المشاركة الدولية الواسعة، حيث تجاوزنا بطولة فالنسيا بمراحل بعد أن أكدت 160 دولة مشاركتها رسميا». وكشف عن مفاجآت تنتظر الجماهير وضيوف البطولة من خلال منطقة الجمهور خارج «أسباير زون» بجوار برج «أسباير» حيث تقيم اللجنة المنظمة بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية الكثير من الفعاليات التراثية، إضافة للألعاب الترفيهية للجماهير، وهي عبارة عن مسابقات رياضية وترويحية لكل الأعمار وستقدم خلالها هدايا للمشاركين.

وأوضح أن تذاكر الدخول لبطولة العالم للصالات تشهد عملية شراء مكثفة من الجماهير، عقب طرحها عبر منافذ البيع. وأعلن أن لجنة التسويق حرصت على توفير أجواء من الترفيه والاسترخاء للاعبين المشاركين عبر ألعاب رياضية في مقر إقامتهم في الفنادق أو ملاعب التدريب لمنحهم الراحة الذهنية والاسترخاء المطلوب، مشيرا إلى أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى وافق على هذا الأمر.