التفاؤل يعود لمعسكر الميلان للحاق بالإنتر والمنافسة على لقب الدوري

غالياني نائب رئيس النادي يأمر اللاعبين بعدم السهر والنوم مبكرا

TT

انطلقت عملية «صحوة الميلان» منذ أسبوع تقريبا، وفي صالة التلفاز بفندق «فيلا دي بيشيليي»، حيث كان لاعبو الفريق حاضرين لمشاهدة لقاء الإنتر وسمبدوريا في مستهل مباريات الأسبوع الخامس والعشرين لبطولة إيطاليا، ومع صافرة الحكم بانتهاء المباراة بالتعادل، صاح رينو غاتوزو، وهو أحد أبرز اللاعبين في صفوف الميلان، قائلا: «الآن نفوز في باري وفي اللقاء المؤجل في فلورنسا، وبعدها سنذهب لملاحقتهم». وقد تمت المهمة، بمعنى أن الميلان أضاف 6 نقاط إلى خزينته، وما كان يعتبر حلما في الماضي بات مشروعا، وهو الصحوة الممكنة. ولفهم حساسية اللحظة الحالية بدءا من الأيام التي سبقت لقاء ميلان - أتالانتا، فقد يكفي ذكر وصية أدريانو غالياني التي وجهها للفريق بأسره، حينما قال: «أولاد، لا تسهروا في المساء، وناموا مبكرا لأن مباراة الأحد مهمة للغاية». ولتأكيد تركيز النادي ككل، ها هو نائب رئيس الميلان يذهب إلى مقر تدريب الفريق صباح أمس، حيث تناول الغداء مع المدرب ليوناردو وظل في الملعب طوال المران. من الضروري في هذه المواقف عدم ترك أي شيء للصدفة، فالتفاصيل التي تبدو بلا أهمية من الممكن أن تصنع الفارق. كما أنه ليس محظورا استخدام كلمة «لقب الدوري»، في أوساط الميلانيللو، حتى لو كان الخوف من الحسد يفرض طقوسا معينة. وعلى سبيل المثال، إذا نوقش هذا موضوع مع لاعبين مثل بيرلو ونيستا فإن المرء يفاجأ بنظراتهم وتنطلق على الفور الأفعال التي تمارس لإبعاد الحسد. من المنطقي عدم وجود رغبة في الميلان للتفكير بصورة زائدة عن الحد في موضوع ليس واقعيا تماما في الوقت الحالي. لكن ليوناردو يقر بهدوء أنه ينطق كلمة «لقب دوري» ولا يخفيها، فما المانع من أن يحلم ما دام الحلم ممكنا؟ وكما يقول المدير الفني للميلان: «الأحلام مفيدة لأنها قد تتحول إلى واقع». كما أنه يركز كثيرا للغاية على الدوافع، والمهارة وكذلك على الجانب المرتبط بالأحلام، فهو يريد، قبل كل شيء، أن يستمتع لاعبوه، ويبدعوا ويرقصوا في الملعب. ويعد رونالدينهو هو التجسيد الأمثل لهذه الفلسفة. وأول شيء قام به اللاعب البرازيلي، بعد الفوز علي فيورنتينا، هو تشغيل الموسيقى بأعلى صوت داخل صالة اللياقة البدنية، فهو يبذل المجهود بسرور أكثر وهو يستمع إلى إيقاعات موسيقى الروك. كما أن العمل الأصعب تخف حدته على المدى البعيد. وتعد السعادة بالنسبة إلى هذا الفريق هي الوقود الأكثر تماشيا. ويكون الضحك والمزاح هو عنوان الفريق في غرفة خلع الملابس، عقب المران فهناك أودّو الذي يدهش الجميع من خلال تقليده للشخصيات، ويقولون إنه يجيد تقليد مورينهو وإنه استعرض ذلك من قبل، لكن ليست هناك تأكيدات بهذا الشأن فأسرار بعينها لا تخرج من الغرفة. وعموما، بخلاف أودّو، هناك بالطبع أباتي، وغاتوزو، وبيرلو الذين يلقون النكات والإسقاطات. لم يكن اللاعبون مشحونين أبدا، والسعادة هي البنزين اللازم عند الالتزام بتنفيذ مهمة كتلك التي تشكل شغلهم الشاغل في الوقت الحالي. هناك واحد فقط لم يتعلم أن يقول كلمة «لقب الدوري»، ألا وهو ديفيد بيكام، ليس لأنه غير مؤمن بها، لكن نظرا لأنه إلى الآن من الأسهل بالنسبة له أن يلعب كرة عرضية من قلب الملعب من أن يتحدث بالإيطالية. وفي جو كهذا، يأتي الوجه العبوس، مثل وجه كالادزه، في المرتبة الثانية من حيث الاهتمام. المشكلات تنطفئ والآمال تشتعل.