ليوناردو مدرب الميلان: خسرنا نقطتين وهدفنا الآن الفوز على مانشستر

مدرب روما يلقي باللوم على الإجهاد في الخروج متعادلا على ملعبه أمام ميلان

TT

فرض التعادل السلبي نفسه على لقاء روما والميلان، الثالث والثاني في الترتيب، في المباراة التي أقيمت بينهما ضمن منافسات الأسبوع السابع والعشرين للدوري الإيطالي.

وأصبح يتعين على الميلان أن يبدأ في التفكير في البحث عن بديل لباتو أمام مانشستر يونايتد في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال.

وقال نجم ميلان المخضرم، أندريا بيرلو، عقب اللقاء: «كانت مباراة لا بد من الفوز بها، وخسرنا نقطتين. كما أن مباراة مانشستر المقبلة، أيضا، لا بديل فيها عن الفوز. إننا نفكر الآن في ذلك، ونفكر في تسجيل الأهداف، ولم ننجح هذه المرة في ذلك، لكنها تعتبر تجربة طيبة».

ويعد أندريا بيرلو هو «مهندس» الفريق، ولا تروقه الخطوط المعوجة. وبالعكس، فقد أعجبته الطريقة التي لعب بها الميلان أمام روما، هونتيلار في الجهة اليمنى، وبورييللو في الوسط. وليس ثنائي الهجوم كما توقع البعض، لكنه فريق ما زال أكثر عشقا للمغامرة. والآن بات المركز الثاني هو الأقرب، ولقب الدوري حلما صعب المنال، وتفكير اللاعبين اتجه نحو المباراة في إنجلترا، الأهم التي يتعين على الفريق أن يلعبها، ربما من دون النجم البرازيلي الموهوب أليكساندر باتو. ومن المقرر أن تتم آخر الفحوصات الطبية للاعب، لمعرفة إمكان مشاركته في اللقاء من عدمه، إلا أن ليوناردو قام ببعض التجارب بالفعل، وقد خاطر بكل شجاعة، وهو ما يروق مهندس فريقه، الذي يتابع قائلا: «أجل، كانت مباراة علينا الفوز فيها وحاولنا تحقيق ذلك، كل شيء يتوقف على الإنتر، أيضا من قبل، لكننا حاولنا. وقد أعجبتني التجربة وقام هونتيلار بعمل ممتاز». وهو ما يؤكده بورييللو أيضا: «كنت متفاهما مع هونتيلار، وكلانا أكمل الآخر».

من جهة أخرى، أضاف الميلان مقعدا لمأدبة الغداء الخاصة بالفريق للرئيس برلسكوني الذي توجه لمشاركة اللاعبين، وتبادل أطراف الحديث ومزح مع رونالدينهو، وسرد بعض النكات للجميع. ويقول بيرلو: «لم يحدثنا عن لقب الدوري، وبث فينا الحماس لمباراة الأربعاء، وكان لطيفا للغاية». والآن تبدأ عملية مانشستر الحاسمة. ومع ذلك، فإن الميلان مؤمن بالفوز، سواء كان ذلك رسميا أو بين السطور، مع باتو أو من دونه. وقال هونتيلار: «سنهاجم لنباغتهم، وإذا ما سجلنا مثلما فعلنا في بداية مباراة الذهاب ففي إمكاننا تحقيق الفوز». وهو، كهولندي، يعرف فقط الهجوم التام. وأبدى باقي لاعبي الميلان إيمانهم بهذا اللقاء، وكما يقترح بيرلو لا بد بعد ذلك محاولة التهديف، على الأقل هدفان لتجاوز هذا الدور من البطولة. ورأى الميلان أمام روما حلم الدوري يتبخر فيما تضاعفت رغبته القوية في الاستمرار على المستوى الأوروبي.

وربما ادخر الميلان أهدافه للقاء مانشستر، فاللعب بشكل جيد وحده لا يكفي في أولد ترافورد، وسيكون لا بد من التسجيل من خلال استغلال الفرص على النحو الأفضل التي قد يمنحها لاعبو الفريق الإنجليزي. لن تكون كثيرة، كما لم تكن كذلك، لكن كان يكفي، في الملعب الأولمبي، تحويل فرصة واحدة لهدف لهزيمة روما عبر تسديدة بيسرى بورييللو أمام مرمى جوليو سيرجيو، أو الفرصة التي جاءت لرونالدينهو من مكان متميز، أو حتى رأسية هونتيلار الذي يجيد ألعاب الهواء. وعلى العكس، فقد طارت الكرة فوق العارضة، ومعها أحلام الميلان.

وقال ليوناردو المدير الفني للفريق: «إننا آسفون، لأننا خلقنا الكثير من الفرص، وفي الهجمة الأخيرة نجح بورديسو، مدافع روما، في إيقاف هونتيلار الذي كان يسدد الكرة. عموما، ما زلنا مؤمنين بالدوري، لأن ما يعزينا هو أداؤنا، ونركز في مباراة تلو الأخرى، غير أن الحسرة تظل كبيرة، وكنا لنستحق شيئا أكثر، وخصوصا في الشوط الثاني. وليس من السهل اللعب بهذه الطريقة على الملعب الأولمبي أمام روما. وبخلاف ربع الساعة الأول من اللقاء، الذي عانينا فيه قليلا، فقد كنا مسيطرين معظم أوقات اللقاء. والفريق كان متألقا، وسيطرنا على مجريات اللعب، وقدمنا مباراة مبهرة. وقد أعجبتني تحركات لاعبي الوسط، وهذا هو المفتاح للفوز بالكثير من المباريات».

وهناك مفتاح مهم آخر تمثل في الخطط المختلفة، في ظل غياب باتو والاحتفاظ ببيكام احتياطيا من أجل مباراة مانشستر، دفع ليوناردو بهونتيلار وبورييللو معا، وطلب من المهاجم الهولندي زيادة قوته الهجومية، وعن ذلك يقول المدير الفني: «ليس من السهل التأقلم مع مهام مختلفة، وهونتيلار كان رائع التقدم في هذا الجانب وقدّم مباراة كبيرة ليس فقط من الناحية الخططية، وبذل مجهودا عظيما واقترب من التسجيل وأعجبني في كل شيء. إنني أتفق مع الفريق في الكثير من الآراء، وقد ناقشت مسألة الدفع بهونتيلار مع بورييللو، وبعد ذلك، أقيّم الأمر وأقوم بالاختيار، لكنني أنظر بعين الاعتبار إلى آراء اللاعبين». ويتابع ليوناردو عن لقاء مانشستر: «إننا مؤمنون بالفعل بقدرتنا على الفوز، وهذا الفريق يمنحنا التأكيدات. وبالطبع سيتعين علينا أن نلعب كما نعرف، ونحاول أن نستغل الفرص التهديفية من دون تخاذل. وإذا ما نجحنا في تحقيق نتيجة لصالحنا، فسيكون انتصارا تاريخيا». وفي الدقائق الأخيرة أمام روما، أشرك ليوناردو إنزاغي «الجوكر»، الذي كان بعيدا عن الأضواء من الناحية الفعلية، نظرا إلى مشاركته القليلة للغاية في الأشهر الأخيرة، إلا أنه اعتاد أن يقدم إسهاماته المعتادة في أصعب اللحظات. وبالأمس، لم تمنح له فرصة حقيقية ليحولها إلى هدف، ومن يعرف ماذا سيحدث في أولد ترافورد. لا يهم كم من المهاجمين سيلعب في مانشستر، ولكن كم من الأهداف سيسجل الميلان.

إجهاد: وفي نهاية المباراة، لم يتوار كلاوديو رانييري، مدرب روما، وقال: «قلت للاعبين قبل المباراة: (لقد نجحتم في جلب سبعين ألف مشجع إلى الاستاد، وعليكم أن تقدموا لهم مباراة رائعة)، لكن للأسف لم ننجح في الفوز. كنا هذه المرة مجهدين إلى حد ما، وظهر ذلك على أداء الفريق. بالطبع، بدأنا اللقاء بقوة، إلا أن الميلان أمسك بزمام الأمور، وعانينا بعد ذلك. ونجحنا في البقاء متماسكين في الشوط الأول، لكننا في الثاني منحنا الخصم فرصتين. في البداية، ضغطنا على بيرلو من خلال بيروتا، وبعدها احتجت إليه في الجهة اليسرى، لأن بابتيستا لم يتمكن من تغطية فلاميني، وكان ريزي بمفرده دائما أمام اثنين من لاعبي الميلان، وهكذا اخترت طريقة 4 - 4 - 2 الأكثر تقليدية. خلاصة القول، مستوانا انخفض قليلا، لكنني شعرت باطمئنان أكثر بوضع سيموني لخدمة اللاعب النرويجي، حتى وإن كان أصبح صعبا على بيرلو إبعاد الكرة عنه. وعن تغيير مركز هونتيلار، فإنني لم ألتفت إلى توقعات الصحف بخصوص التشكيل، وبالتالي كنت أتوقع ذلك».

ويضيف رانييري حول التغييرات التي أجراها: «من خلال مينيز، منحت جانب الملعب للخصم بصورة زائدة على الحد، وعندما أشركت توني تحسنت الأمور، حتى ولو كانوا تمكنوا في الضغط علينا واستخلاص الكرة. وعلى العموم، لم يكن فريق روما متعاليا، وأعطينا 100% من مجهودنا، لكن علينا أن نتقبل النتيجة. وقد قمنا بكل ما كان في وسعنا. وعلينا أن نتعلم خفض الرأس عند الضرورة، والبطولة صعبة. كما أن الميلان يمتلك لاعبين من أصحاب المهارات الكبيرة داخل الملعب، وأتمنى له الفوز الأربعاء المقبل في مانشستر».