أصداء هزيمة يوفنتوس المذلة أمام فولهام ما زالت تدوي في إيطاليا

انتقادات حادة تطالب بـ«رأس المسؤولين»

TT

عقب المهزلة التي شهدها ملعب فولهام، عاشت مدينة تورينو الإيطالية يوما مرا بدأ باجتماع في الصباح الباكر بين إحدى روابط المشجعين واللاعبين، تلته انتقادات حادة من الصحافة، قبل أن ينتهي بمواقع على الإنترنت تطالب برأس المسؤولين عن إدارة النادي وإعادة إطلاق «شبح» لوشيانو موجي في جنباته.

وانتظرت إحدى روابط المشجعين فريق يوفنتوس في مطار «كازيللي» ودخلت في حوار لنحو ربع الساعة مع روبرتو بيتيغا وقائد الفريق أليساندرو دل بييرو، حيث طالبتهما بتوضيح أسباب هزيمة الفريق الثقيلة أمام نظيره الإنجليزي، التي أطاحت به من دور الستة عشر لبطولة الدوري الأوروبي، وكذلك إشارات بعض اللاعبين تجاه جماهيرهم.

ولم تأخذ الصحافة الإيطالية شفقة بالفريق بعد خروجه من آخر بطولاته الأوروبية هذا الموسم، وقالت صحيفة «توتوسبورت» على موقعها الإلكتروني: «إنه العار». ودلل خروج الفريق أولا من دوري أبطال أوروبا ثم هزيمته الخميس الماضي 1/4 أمام فريق فاز عليه ذهابا 3/1، على الموسم الضعيف الذي يقدمه فريق «السيدة العجوز»، رغم أنه بدأه بصورة واعدة.

وقال دل بييرو بأسى: «لم أكن أتخيل الخروج بهذه الصورة»، مضيفا أن «المسؤولين الوحيدين عن هذه الهزيمة هم نحن، أقصد اللاعبين». ومع ذلك، لا يوجد لدى دل بييرو ما يلوم عليه نفسه كثيرا، فقد شارك في المباراة في الوقت بدل الضائع، الأمر الذي تدور حوله علامات استفهام مع لاعب كثيرا ما أخرج يوفنتوس من مواقف صعبة. لكن مع سنواته الخمس والثلاثين يبدو أنه بات في نهاية مشواره، وأصبح مستقبل الفريق يعتمد على آخرين.

لكن لا بد من التساؤل عما إذا كان هؤلاء الآخرون قد لعبوا مباراة لندن أم لا. فالبرازيلي دييغو الذي احتفل به الجميع قبل بضعة أشهر كنجم جديد للفريق، أثبت بكل وضوح أمام فولهام أنه يمر بمرحلة من المستوى المتواضع. بدوره، اضطر المدافع المخضرم فابيو كانافارو لمغادرة الملعب عقب طرده بعد مرور نصف الساعة على انطلاق المباراة. فقط المهاجم الفرنسي ديفيد تريزيغيه تمكن من إحراز هدف الفريق الوحيد الذي بدا كخط من ضوء وسط سماء من الظلام، إلا أنه أيضا أحد اللاعبين المؤكد رحيلهم عن صفوف الفريق بنهاية هذا الموسم. كيف ستمضي الأمور في مدينة صناعة السيارات؟ فبينما النادي العريق يبحث عن هويته، يشعر مشجعوه بالغضب. وعقب فضيحة فولهام، أحاطت جماهير يوفنتوس بالحافلة التي كانت تقل لاعبي الفريق وسبوا الكثير منهم، خاصة المدافع الفرنسي زيبيتا.

وبعد طرده قرب نهاية اللقاء، توجه اللاعب إلى الجماهير بإشارة غير لائقة، ليتسبب في إطلاق ثورة غضب بينهم. ولم يفعل زيبيتا بإشارته أي شيء قد يفيد فريقه، الذي يعاني في الدوري الإيطالي لضمان مقعد يضمن له المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

وباحتلاله المركز الخامس في الترتيب، قد يفقد فريق السيدة العجوز بهذا الأداء حتى أمل احتلال أحد المراكز المؤهلة لبطولة الدوري الأوروبي في الموسم المقبل. وأشار موقع «فيكياسنيورا» (السيدة العجوز) إلى أن «80 في المائة من الأصوات تعتقد أن تغيير الإدارة هو المفتاح وراء إعادة بناء النادي في موسم 2010 - 2011». وطالب الموقع بشغل أندريا أنجيللي موقع رئيس النادي بدلا من جان كلود بلانك. أما موقع «توتويوفي» فقال: «أيتها الإدارة، إلى الخارج».

ويبدو أن عهد المدير الفني ألبرتو زاكيروني، الذي حل قبل فترة قليلة محل تشيرو فيرار، قد اقترب من نهايته، وباتت هناك أسماء كثيرة يتم تداولها لتولي مقاليد الفريق اعتبارا من أغسطس (آب) المقبل. وبمجرد انتهاء مباراة فولهام، قال أسطورة النادي الشهير دييغو تارديللي: «لا بد أن يأتي أحد يفهم بحق في كرة القدم، أحد مثل موجي».

وكان لوشيانو موجي هو بطل فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي أثيرت عام 2006 وتسببت في معاقبة يوفنتوس بالهبوط إلى الدرجة الثانية. لكن إذا كان أكثر الأندية تحقيقا للألقاب في إيطاليا بحاجة إلى أشخاص مثل موجي كي يعود إلى قمة القارة الأوروبية، فإن «السيدة العجوز» سقطت بالتأكيد في مستنقع عميق.