«التجريبيات» الثقيلة.. والاستعانة بمدير فني بجانب بيسيرو ستعيدان وهج الأخضر

خبراء كرويون يكتبون روشتة النجاح بعد تجديد الثقة في الجهاز التدريبي

- المدرب البرتغالي بيسيرو يستعد لخوض مرحلة جديدة مع المنتخب السعودي بعد تجديد الثقة به
TT

أجمع عدد من المدربين الوطنيين على أن قرار تجديد الثقة في مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، البرتغالي بيسيرو من قبل فريق عمل تطوير المنتخبات السعودية برئاسة الأمير نواف بن فيصل، جاء في محله.

وأكدوا أنه لا بد من منح المدرب فرصة العمل وإظهار ما لديه من مخزون تدريبي حتى نهاية عقده من خلال بطولة الخليج للمنتخبات، وبطولة آسيا 2011 المقبلة في الدوحة، إضافة إلى إعلان استحداث منصب مدير فني للمنتخب السعودي.

وكانت «الشرق الأوسط» استطلعت القرار مع مجموعة أصحاب الاختصاص الفني، حيث أكد المدير الفني السابق للمنتخب السعودي محمد الخراشي في البداية، أن «تجديد الثقة في المدرب بيسيرو جاء بعد دراسة مستفيضة وكافية، والآن حان الوقت لأن يتكاتف الجميع؛ إعلاما وجمهورا ومسؤولين ولاعبين، ويمنحوا بيسيرو الفرصة الكافية والصلاحية الكاملة وعدم العودة للماضي بذكر السلبيات والإخفاقات السابقة للمدرب أو حتى المطالبة بلاعبين معينين، فهذا من شأنه أن يسبب القلق والتوتر للمدرب، أيضا قد يؤثر على نفسيات اللاعبين. إذن فلندع المدرب يتحمل المسؤولية كاملة في اختيار من يراه مناسبا ويقوم أيضا بتحديد المعسكرات والمباريات الودية وفقا لما يراه، وأعتقد أن أمامه فرصة كافية لتحقيق ما نصبو إليه جميعا، وسواء استبدل اللاعبين أو استمر على الأسماء ذاتها، فإن الجميع يعرف أن اللاعب لا يستمر على مستوى واحد، فهناك هبوط في مستوى لاعب وبروز في مستوى لاعب آخر، وهو أعرف بما سيفعل. وأعتقد أنه يبحث عن النجاح وتحقيق إنجاز كبير على صعيده التدريبي». وواصل الخراشي حديثه عن ضرورة تعيين مدير فني بمسؤوليات مختلفة عن الأمور التكتيكية داخل الملعب: «المتعارف عليه أن المدير الفني هو صاحب القرار، فهو من يضع البرامج ويقوم بتسلم أجندة المشاركات والاستحقاقات لجميع المنتخبات ليقوم بالدراسة والتخطيط للمعسكرات والمباريات الودية والجلوس مع المدرب وتحديد احتياجات كل مرحلة، فهو تنظيمي أكثر من كونه فني في هذا الجانب، إضافة لكونه يملك الخبرة الفنية العريضة التي دائما ما تكون متوفرة في المدير الفني، كذلك يختار مقر المعسكرات وعدد المباريات الودية، إضافة لأيام الإجازة المخصصة للاعبين وذلك بالتنسيق مع الجهازين الفني والطبي، فهو المسؤول المباشر أمام اتحاد الكرة». من جهته، رأى المدرب الوطني عبد العزيز الخالد أن تجديد الدماء مصطلح غير مقبول في المنتخب الأول، مشيرا إلى أن هيبة المنتخب لا بد أن تستمر لفترة طويلة، وقال: «كلمة تجديد الدماء غير مقبولة في المنتخب الأول، فلا بد من أن تكون له هيبة وشخصية وهو ليس مكانا للتجارب. بكل تأكيد إن إحلال لاعب بديلا للاعب مصاب أو آخر انخفض مستواه يكون مطلوبا وبشكل كبير، لكن بشكل عام من المفترض أن تستفيد خريطة المنتخب من أفضل العناصر، خاصة تلك التي تخلو سجلاتها من أي إصابات أو مشكلات إدارية». وعاد الخالد للقول إن التجديد العناصري يفقد المنتخب هيبته، و«الحقيقية أن شخصية المنتخب حاولت التشكل على هيئتها الحقيقية في أكثر من مرة، لكننا على الفور نخطئ ونقوم بعمل التجديد الذي يفقد الأخضر هيبته». وأردف: «اختيار الأفضل مطلوب وبغض النظر عن العمر، فمثلا حارس الهلال محمد الدعيع يقدم الآن أفضل مستوياته كحارس مرمى، فمن المفترض أن يكون أساسيا سواء اعتزل نهاية الموسم أو بعد موسمين، كي يكون بديله في قمة جاهزيته، فكما قلنا إن نقص الخبرة يفقد المنتخب هيبته». وبين الخالد أن منصب المدير الفني بجانب المدرب معمول به في معظم دول العالم، فهو «يستطيع أن يضع استراتيجية وخطوطا عريضة للمدرب الذي بدوره ينفذ ذلك، فإذا كان هناك تناغم بين المدير الفني والمدرب لن تكون هناك أي مشكلة. أيضا يكون المدير الفني مسؤولا عن التخطيط الفني ورسم الاستراتيجية الفنية إضافة لكونه يختار العاملين بجواره. بشكل عام، هو المسؤول الأول فنيا ومن يعمل تحته يجب أن ينفذ خططه. أيضا المدير الفني يكون له دور في اختيار العناصر والمنهجية المناسبة لتلك العناصر وتوظيفها التوظيف الجيد».

وأشار المدرب الوطني علي كميخ إلى أن برنامج المنتخب يجب أن يكون واضحا من الآن، وذلك باعتماد عدد قليل من المباريات التجريبية التي تقتصر على أيام «فيفا»، وتكون من العيار الثقيل. وتابع: «الأمر الثالث؛ يجب أن يتم اختيار اللاعبين بعناية، وذلك من حيث المستوى والعمر والمستقبل، وأن تكون التغييرات محدودة، اقتداء بالدول المتقدمة كرويا التي تتمسك دائما بالثبات على تشكيلة واحدة. وأخيرا لا بد من وضع لائحة مكافآت واضحة للاعبين ومشاركاتهم في المعسكرات والبطولات، بحيث تكون مشابهة لما هو معمول به في الأندية الكبيرة، فمثلا عند تحقيق كأس آسيا 2011 يحصل اللاعب على مبلغ مليون دولار، فالآن نلاحظ أن الأندية بدأت تصرف على لاعبيها أكثر مما يصرفه المنتخب، وهذا أحد أسباب تراجع مستويات لاعبي الأخضر». وعن استحداث منصب المدير الفني، أجاب بالقول: «هذا معمول به في كل دول العالم؛ إذ يوجد مدير فني كمستشار ويكون صاحب خبرة، ويقوم بالموافقة على برنامج المدرب ومناقشته. أيضا إقرار الخطة الزمنية من صلاحياته، على أن لا يتدخل في عمل المدرب الفني، فهو يساعد المدرب في جميع الجوانب التخطيطية التي تخدمه، هو في كل الأحوال فني إداري، كما حصل مع ميشيل زيغالو أو زناتي مع ميلان الإيطالي». من جهته، قال المدرب الوطني بندر الجعيثن إن «قرار التجديد لبيسيرو صدر بعد دراسة كافية ووافية من جميع النواحي، فلجنة التطوير رأت أن التجديد هو الأفضل بحكم معرفة المدرب باللاعبين والدوري السعودي». وواصل: «في الفترة المقبلة لا بد من أن نضع برامج وخططا هدفها الارتقاء بالمستوى العام للفريق، إضافة إلى الابتعاد عن الأخطاء السابقة. أيضا هذا الموسم شاهدنا أكثر من لاعب أثبت وجوده من خلال الحضور الجيد، ولا بد من ضمهم».

وأشار الجعيثن إلى نقطة وصفها بالمهمة في المرحلة المقبلة، هي «عامل الثواب والعقاب، فلا بد من أن يحضر بقوة، فبعض اللاعبين عندما يضمنون مكانهم في القائمة، تبدأ مستوياتهم في التراجع، إذا لا بد من أن تحضر الجدية والانضباطية ومحاسبة أي لاعب على مستواه».

وتابع المدرب الوطني: «روح الشفافية والهدف الواحد مطلوبة، ولا بد من وضع النقاط على الحروف بحيث تكون الاجتماعات مفيدة، وتطبق ما يفترض عمله، وهذا معمول به في أوروبا، على سبيل المثال بايرن ميونيخ الألماني لديه مدرب ومدير فني، والأخير دائما ما يختلف عن المدرب، فيكون مسؤولا عن جميع الفرق وهذه عملية إيجابية تجنب النادي الأخطاء التي قد تتضمنها البرامج الاستعدادية».

وكشف المدرب الوطني فؤاد أنور من ناحيته، عن أن المدرب بيسيرو لم يحصل على فرصة كافية في الفترة الماضية، مشيرا إلى أن قرار التجديد كان صائبا، معللا ذلك بأن التعاقد مع مدرب جديد في هذا الوقت غير مناسب، كونه يحتاج لوقت طويل حتى يتعرف على الدوري السعودي وطبيعة اللاعبين وإمكانياتهم. وأشار أنور إلى أن المعسكرات الطويلة للأخضر ليست مجدية الآن، «أيضا لنكن صرحاء؛ فما يطبق في أوروبا، وأعني انضمام اللاعب قبل 48 ساعة من بدء المباراة، مختلف، فطبيعة اللاعب العربي أو السعودي مختلفة تماما عن طبيعة اللاعب الأوروبي».

وبين أنور أن «فكرة المدير الفني معمول بها في كثير من دول العالم المتقدمة كرويا، وأعتقد أن المدير الفني سيكون على دراية بهذا النظام، فهو من يرسم الخطط والبرامج ويسلمها للمدرب الذي بدوره ينفذها. أيضا إذا وجدت أخطاء فنية من قبل المدرب أو قام بإبعاد لاعبين أو ضم آخرين سيكون هو المخول للحديث معه، كذلك في حال حدث إخفاق سيكون أيضا هو من يتحدث معه، إضافة لكونه سيطلب تقارير عن مستوى كل لاعب. بشكل عام هي خطوة إيجابية».