خوليو سيزار حارس الإنتر: ما زلنا الأقوى والأقرب للقب رغم التعادل مع باليرمو

زامباريني رئيس باليرمو يرى أن فريقه كان يستحق الفوز

TT

سقط الإنتر في فخ التعادل الإيجابي (1/1) أمام مضيفه باليرمو ضمن منافسات المرحلة التاسعة والعشرين من بطولة إيطاليا بعد أن كان متقدما بهدف من ركلة جزاء سددها ميليتو في الدقيقة 11 من الشوط الأول، لكن كافاني أدرك التعادل لباليرمو على الفور في الدقيقة 24 من الشوط ذاته. وهكذا منح الإنتر فرصة ذهبية لمنافسيه وبخاصة الميلان لاحتلال الصدارة.

وبعد المباراة الكبيرة التي قدمها في دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي وصعوده لدور ربع نهائي البطولة، عاد الإنتر سريعا كما كان في الدوري حيث فقد قدرته على التحكم في مجريات اللعب. وبات مهددا بصورة كبيرة بضياع لقب الدوري هذا العام من بين أيديه كما يقول التعادل مع باليرمو.

الشواهد الأولى في اللقاء أظهرت أن الأمور تسير كما لو كان فيلما يتكرر وحدث قبل أسبوع في كاتانيا حيث تقدم الإنتر في البداية وهذه المرة أيضا بتوقيع ميليتو، لكن بعدها بربع الساعة تقريبا أدرك كافاني التعادل لفريقه مما أشعل الإحساس بالخطورة لدى لاعبي الإنتر. يُذكر أن الإنتر نجح في التسجيل في ربع الساعة الأولى 11 مرة من قبل هذا الموسم، وهو ما يمنحه الصدارة في ترتيب الفرق الأسرع تسجيلا في الدوري، ويليه باليرمو بـ11 هدفا.

وبشأن الأرقام القياسية لصاحب هدف الإنتر، نجد أن ميليتو يشكل مع إيتو الثنائي الأكثر تهديفا في الدوري الإيطالي، أيضا من ناحية النقاط التي يجلبانها للفريق كما نجد أن ميليتو يتقدم على اللاعب الكاميروني بنقطة واحدة. والشيء الإيجابي في هذا التعادل هو أنه حملهما لانتزاع أفضل ثنائي من دي ناتالي (20) وفلورو فلوريس (8) في أودينيزي. وبالدخول إلى التفاصيل نجد أن ميليتو رفع رصيده من الأهداف إلى 20 هدفا هذا الموسم: 17 في الدوري، و2 في دوري الأبطال، وواحد في كأس إيطاليا. كما أن الهدفين الأخيرين للإنتر في الدوري حملا توقيع «الأمير»، لكن الذي سكن شباك باليرمو، مقارنة بهدف كاتانيا، جلب نقطة للفريق.

من جهة أخرى، فإن لدى حارس الإنتر خوليو سيزار، الذي دخل مرماه 3 أهداف أمام كاتانيا، ما يعزّي به نفسه حيث دخل مرماه هدف وحيد في الخمسة الأيام الأخيرة، حيث حافظ على شباكه نظيفة في لندن أمام تشيلسي، وقال: «إننا مطمئنون إلى حد ما بشأن اعتلائنا صدارة الترتيب». وتابع: «أظهر زملائي أنهم بارعون أمام فريق تمركز في الملعب بشكل جيد. وفي المجمل بإمكاننا القول إننا استحوذنا على الكرة أكثر من الخصم لكننا للأسف سددنا قليلا على مرماهم. وطوال المباراة حاولنا مضاعفة الهدف لكن باليرمو خلق لنا الكثير من المشكلات من خلال الهجمات المرتدة». ويعود الحارس الأول للمنتخب البرازيلي بالذاكرة إلى مباراة كاتانيا حيث يضيف: «كان هناك الكثير من الأحداث الغريبة التي أثرت في النتيجة، مثل طرد مونتاري وركلة الجزاء التي تقدم بها كاتانيا. بينما كان لقاء باليرمو شيئا آخر تماما. ومسألة بالوتيللي شأن خاص بينه وبين النادي».

وواصل خوسيه مورينهو صمته الشخصي، وأمام الصحافيين، والكاميرات التلفزيونية والميكروفونات تحدث ليلي أوريالي مدير الكرة في الفريق كي لا يُشعِرنا بغياب المدرب البرتغالي، وصرّح عقب اللقاء: «كانت مباراة مفتوحة وتقدمنا بعد دقائق من بداية اللقاء، وكان بإمكاننا مضاعفة هذه النتيجة. وفي الشوط الثاني حاولنا تعديل النتيجة لصالحنا، وكان واضحا أنهم يلعبون على التعادل ونحن على الثلاث النقاط». وبالتالي، فهذه مجموعة من الصواريخ التي يطلقا أوريالي: «بعض الأحداث كانت ضدنا، ومنها ضربة بوفو لميليتو بالكوع التي كانت تستحق البطاقة الصفراء الثانية. وقد اعتدنا ذلك إلى حد ما، فمعنا يطبقون اللائحة بحذافيرها، والعكس يحدث مع الفرق الأخرى. وأتمنى أن تظل بطولة الدوري مفتوحة حتى النهاية وليست هناك أخطاء جسيمة مثل ما حدث في المباريات الأخيرة. ويقول ليوناردو إن حدثا لا يمكن أن يحسم بطولة دوري. هذا صحيح، لكن إذا تعددت الأحداث فبالطبع تسير الأمور بطريقة مغايرة». وواصل: «روما هو الثاني من وجهة نظري، وأتذكر ركلة جزاء لم تحتسب في لقاء ميلان - روما بسبب خطأ ارتكبه تياغو سيلفا مع مينيز. والحكم الدولي ذاته (روزيتي) هو الذي أدار مباراتنا في باري». واختتم قائلا: «هل تقولون إن شنايدر يسجل قليلا؟ لكنه يظل على أي حال ثمينا للغاية من خلال تمريراته الحاسمة. وغالبا ما تكون هناك رقابة لصيقة من مدافعي الخصم سواء في إيطاليا أو خارجها. كما أنه يعاني الكثير من الأخطاء لكنها تكون كثيرا بلا عقوبة».

على الجانب الآخر، شاهد ماوريتسيو زامباريني رئيس باليرمو من جديد الفرص المهدرة داخل منطقة الجزاء، وقال: «لا يمكنني أن أكون سعيدا، فقد كنت في حاجة إلى الثلاث النقاط، إذن كيف يمكنني القول إننا قدمنا مباراة كبيرة؟ كان يتعين علينا الركض أكثر لأن لاعبي الإنتر عانوا الإجهاد في النهاية، وكان ممكنا أن ننهي اللقاء لصالحنا. وعن ركلة الجزاء التي احتسبت، فلم أرَها ولا أعلم إن كانت مستحَقّة أم لا».

وتشابهت صرخة رئيس باليرمو مع صرخات ما يزيد على 35 ألف مشجع في استاد باربيرا جاءوا لمؤازرة باليرمو. يُذكر أن زامباريني غادر الاستاد فجأة خلال المباراة وطاف شوارع المدينة في إحدى سيارات الأجرة وهو ينصت إلى الإذاعة وعاد إلى الملعب فقط حينما انتهت المباراة. بالطبع كان التوتر شديدا للغاية، والذي تراكم خلال لقاء الذي كان ليتخذ اتجاها آخر إلى حد كبير.

ما زال باليرمو يكافح للوصول إلى منطقة دوري الأبطال، ودائما ما كان شجاعا حيث يمنح تعادله مع الإنتر الاستمرارية بعد 7 انتصارات متتالية على ملعبه. ويقول المدير الفني ديليو روسي: «بدأنا المباراة مشتتين، وربما كان الجميع ينتظر الإنتر الذي ظهر في لندن. وفي الشوط الثاني، خلقنا الكثير من الفرص، وبالطبع أشعر بالحزن للفرص المهدرة سبب الأداء الفردي لكن على أن أتوجه بالشكر إلى هؤلاء اللاعبين. وعلى الرغم من وجود غيابات كثيرة في صفوف الفريق فقد قدمنا مباراة ممتازة. إنه فريق جاد. هناك الكثير من الشباب البارع وأصحاب المهارات الذين يحتاجون إلى تنمية قدراتهم. وينبغي علينا الوصول إلى أهدافنا، حتى لو لم نعد بها، فوصولنا إلى المركز الرابع يعد إنجازا كبيرا. هل تسألونني ماذا لو كنت قبل ذلك في أحد الفرق الكبرى؟ أقول إن باليرمو فريق كبير».

وحقق الحضور الجماهيري في استاد باليرمو (ما يزيد على 35 ألف متفرج) عائدا قياسيا (أكثر من مليون يورو)، كما يفكر في الجماهير الغفيرة المهاجم فابريتسيو ميكولي عندما يعبّر عن حزنه لما كان ممكنا أن يكون ولم يحدث، حيث قال: «من خلال مزيد من التألق كان بإمكاننا استغلال الفرصتين أو الثلاث التي أتيحت لنا بصورة أفضل، لكننا مؤمنون بالتأهل لدوري الأبطال المقبلة».