برلسكوني حزين لإهدار الميلان فرصة اعتلاء الصدارة

الميلان يرفض هدايا منافسيه ويتعادل مع نابولي 1 - 1.. وتجدد إصابة باتو

TT

أهدر الميلان فرصة ذهبية لتجاوز الإنتر المتصدر واحتلال قمة الترتيب بتعادله مع نابولي بهدف لكل منهما ضمن منافسات الأسبوع التاسع والعشرين من الدوري الإيطالي.

وكان إنترناسيونالي المتصدر تعادل 1 - 1 مع مضيفه باليرمو في افتتاح المرحلة ليمنح ميلان صاحب المركز الثاني فرصة لاعتلاء القمة للمرة الأولى هذا الموسم، لكن الأخير ظل متأخرا عن حامل اللقب بفارق نقطة.

تقدم الضيوف بهدف لهوجو لكامبانارو في الدقيقة 13، ثم تعادل فيليبو إنزاغي لميلان في الدقيقة 26 من الشوط الأول.

وخلال وجوده في أحد المؤتمرات الانتخابية في مدينة فلورنسا، سأل سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي ورئيس ميلان عن النتيجة قائلا: «أيعرف أحدكم نتيجة لقاء الميلان؟». والتف وكله أمل منتظرا النتيجة المرغوبة، وما يتبعها من ابتسامات عندما يشير إليه أحدهم بتجاوزه للإنتر في الترتيب. وعلى العكس قال «هدف لهدف! آه آه آه». ولا كلمة واحدة أكثر من ذلك، لكن من المحتمل أن تكون الكثير من الأفكار السلبية قد دارت بخلده.

لكن ليوناردو مدرب الفريق يرى التعادل مع نابولي بفلسفة أخرى قائلا: «أيضا لو فزنا ما كان الأمر ليتغير كثيرا في السباق نحو اللقب. وما زلت مقتنعا أن بإمكاننا الفوز به إذا لعبنا بصورة جيدة وأداؤنا هو ما يعزيني. وبخلاف ربع الساعة التي أعقبت تغيير باتو، الذي أربك خططنا، خلقنا عددا لا بأس به من الفرص». وحلل مدرب الميلان الصراع الثلاثي نحو اللقب مضيفا: «الإنتر لديه القوة البدنية واعتاد الانتصارات، ونحن لدينا الموهبة، والأداء، والشخصية والكبرياء. وروما يكافح بشكل جيد للغاية. ولا أرد على تصريحات أوريالي الأخيرة، فالشكوك لا تمثل جزءا من ثقافتي. أنا لا أتذكر ركلة جزاء أو تسللا، لا لصالحنا ولا ضدنا. وأفضل الإشارة إلى معنويات الفريق المرتفعة».

كذلك أيضا معنويات رونالدينهو الذي احتفل أول من أمس بعيد ميلاده الثلاثين، حيث يشعر بسعادة غامرة على الرغم من عدم تحقيق الثلاث نقاط، لأن الإنتر ما زال قريبا، ويقول: «أنا لم أر مباراة الإنتر في باليرمو، وعموما ما زالت هناك مباريات كثيرة ومن الممكن الفوز باللقب».

وما عكر أكثر على ميلان هو تعرض نجمه البرازيلي الشاب أليكساندر باتو للإصابة مجددا ولا أحد يعلم من أي شيء يعاني، فقد شعر بالألم أسفل مكان الإصابة الأخيرة بعشرة سنتيمترات في العضلة الضامة اليمنى. والجميع يشعر بالقلق بشأنه، سواء الدكتور ميرسيمان، أو ليوناردو، أو غالياني نائب رئيس النادي. ولا أحد يريد التعبير عن تخوفه من إصابة باتو، بل إن ميرسيمان يدافع عنه قائلا: «باتو من النوع الحساس، لكن الأمر هنا لا يتعلق بالشجاعة، كان يرغب في اللعب أمام نابولي مهما كلفه الأمر، وقد مازحته قائلا: عليك تسجيل خمسة أهداف، فلم تشارك في مباريات كثيرة. كان مطمئنا ويشعر بحالة جيدة وأدى تدريبات شاقة هذه الأيام». ويقول غالياني: «رأيت تدريبين للميلان هذا الأسبوع، الأربعاء والسبت، ورأيت باتو يتألق عشرات المرات من دون أدنى صعوبة وبعد أن شارك شعر بالألم، إنهم يقولون لي إنه مجرد شد عضلي». وعن تصوره للإصابة، وهل قلق بشأنها قال غالياني: «لا، فهو شاب يبلغ من العمر 20 عاما وأعتقد أنه لا يعاني من أي مشكلة نفسية. إنه يصاب ويتوقف ثم يعود، هو شاب لا بد من متابعته ودفعه للأمام. فمواليد 1989 يلعبون مع الناشئين وهو يلعب في فريق ميلان الأول منذ عامين. ربما يعاني بعض المشكلات المرتبطة بالسن لكن لا أعتقد أن هذا يتعلق بمشكلاته البدنية». ويقول ليوناردو: «لقد أصابني الموقف بخيبة أمل، فقد اضطررنا إلى تغييره مبكرا، مما غير طريقتنا في المباراة وهو الأمر الذي لم يكن سهلا». وبالتالي فإن باتو ليس مريضا بشيء غير عادي، ما هناك أنه لا أحد يعرف إلى الآن مصدر هذه الآلام البسيطة أو الشديدة التي يشعر بها، والتي تجبره على التوقف. لقد خضع الأسبوع الماضي للكثير من الفحوصات وجميعها جاءت نتيجتها سلبية. علاوة على فحوصات المرونة من خلال الموجات فوق الصوتية التي تسمح بقياس مرونة الأنسجة ووجود السوائل، ولم تثبت أي شيء. ويقول ميرسيمان: «لكن الألم موجود وبالتالي سينبغي علينا البحث عن أسباب أخرى».

من جهة أخرى، ربما حل الربيع بالنسبة إلى النجم المخضرم فيليبو إنزاغي، حيث يقول أدريانو غالياني عنه: «إنزاغي يعبر عن نفسه، إنني أنظر نحو السماء وعندما ترتفع درجة الحرارة أعرف أن أهدافه قادمة». وربما يكون مجرد أنه لعب كافيا، فالجلوس على مقعد البدلاء يجعل التسجيل أمرا معقدا. وقد مر دور كامل منذ آخر مرة شارك فيها أساسيا وكانت أمام نابولي في الدوري الأول، أي نحو 5 شهور من دون اللعب بصفة أساسية، وبإجمالي 163 دقيقة شارك فيها مع الفريق. مع الأخذ في الاعتبار أن ما بين مباراة نابولي في استاد سان باولو خارج ملعبه ومباراة أول من أمس لم يكن إنزاغي متاحا مرتين، بمعدل مشاركة: 163 دقيقة في 16 مباراة، أي أنه لعب 10 دقائق وكسور في كل لقاء. ومؤخرا كان فيليبو هو أفضل من في الملعب ولم يظهر فقط حسه التهديفي المعتاد لكن أيضا لياقة بدنية عالية يحسده عليها أي لاعب صاعد، وقام بالمراوغة والتنقل بين جانبي الملعب، والتمريرات العرضية والتسديدات. وبالتالي فلا يمكن تجنب العودة للسؤال المعتاد: من دون أن نقتطع شيئا من الموسم الطيب الذي يقدمه بورييللو، هل من الممكن نسيان الميلان لإنزاغي بهدوء في الخمسة شهور الأخيرة مقتصرا على إشراكه لعشر دقائق في المباراة الواحدة؟.. مارادونا فقط هو الذي يمكنه صنع الفارق في عشر دقائق».

وقد كف إنزاغي منذ فترة عن التساؤل والاعتراض على اختيارات ليوناردو. فهو يفضل الاستمتاع باللحظات السعيدة، ويقول: «إنني سعيد لمشاركتي، وأنا الآن بحالة بدنية جيدة لأنني أتدرب بالروح السليمة، ودائما ما شعرت بالحب الشديد من جانب المحيطين بي. وسأفعل كل ما بوسعي من أجل هذا القميص، عدم فوزنا خسارة كبيرة، وهناك القليل من خيبة الأمل، غير أن الجمهور أدرك التزامنا وكان قريبا منا، إذا واصلنا اللعب هكذا فسوف نحقق أشياء أخرى سارة».

على الجانب الآخر، فإن والتر ماتزاري، مدرب نابولي كان مؤمنا بالفوز لدرجة أنه أعرب عن حزنه للتعادل وقال: «كان بإمكاننا إنهاء اللقاء لصالحنا في الشوط الأول. وعلى العكس أهدرنا أكثر من مرة ترجمة الفرص التي أتيحت لنا إلى أهداف». كما أكد مدرب نابولي على أن الأساليب الخططية الجديدة من خلال الدفاع بأربعة لاعبين، على سبيل المثال، قد آتت ثمارها، بينما كان لافيتسي محاصرا في مركز قلب الهجوم. ويتابع: «من الممكن تكرار التجربة في المستقبل. لعب لافيتسي كرأس حربة في الهجوم وفقدنا التمريرات الحاسمة التي كان يصنعها لرفاقه. إنه لاعب شاب وفي حاجة فقط إلى النضوج. أرجو أن ينفذ النصائح التي أسديها له طوال الوقت داخل الملعب».

ولا يكف المدير الفني عن تحفيزه خلال المران ويطلب منه التسديد على المرمى كثيرا قدر الإمكان وتجنب الاحتفاظ بالكرة لفترة طويلة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأرقام تقول إن فريقه يدفع ثمن غياب مهاجم حقيقي، رأس الحربة الذي يمكنه أن يكون ذا فاعلية أمام المرمى. ويقول ماتزاري: «هذه هي مشكلتنا، إننا نخلق الكثير من الفرص ونهدر عددا مماثلا، وفي النهاية حينما تأتي الأهداف فإننا ندفع الثمن من حيث عدد النقاط».

التعادل في سان سيرو أعاد لنابولي الطموح في المشاركة الأوروبية، فقد بات فريق ماتزاري على بعد خطوة من هذا الحلم، حيث سيلعب مرتين متتاليتين على استاد سان باولو على مدار أربعة أيام، أمام اليوفي وكاتانيا. وعن ذلك يقول المدير الفني: «علينا أن نكون مؤمنين بالفوز فيهما ونأمل فقط في عودة عجلة الانتصارات للدوران لصالحنا».

ويشعر أوريليو دي لاورنتيس، رئيس نابولي بالسعادة لأنه تخلص من محظور سان سيرو، ويقول: «أجل، منذ أن صرت رئيسا للنادي ما خسرنا هنا قط. التعادل مهم لنا، والفريق لعب جيدا، وكان ذا أهمية كبيرة قبل أيام قليلة من لقاء اليوفي. أنتظر الخميس المقبل أن يعد الاستاد بالحماس، فعندما يكون سان باولو مملوءا عن آخره يبث فينا شحنا معنويا قد لا يمنحه لنا أي استاد آخر. وهناك إمكانية لتحسين ترتيبنا كثيرا من خلال محاولة استغلال المرحلتين اللتين نلعبهما على أرضنا على النحو الأفضل. وبعد اليوفي سنواجه كاتانيا، غير أن نابولي أظهر في أكثر من مناسبة أن المواجهة تكون صعبة على الجميع في سان باولو، سواء بالنسبة إلى الفرق الكبيرة أو التي يسمونها صغيرة». لقد أعاد التعادل في سان سيرو بعض التفاؤل في أوساط نابولي.