جون إلكان: الآن جاء يوم الحساب.. والخروج من الكبوة قريب!

مالك يوفنتوس ينتقد إهدار عشرات الملايين على صفقات فاشلة

TT

جون إلكان مالك نادي يوفنتوس لا يتحدث كثيرا بشكل عام، لكن النتائج الأخيرة التي حققها الفريق والخروج المذل من البطولة الأوروبية جعلت الرجل يتحدث بعد أن توالت الهزائم. «كمشجع، أشعر بالمرارة وخيبة الأمل والغضب لما نعيشه الآن. والحماس غائب على كل المستويات. ولا شك أن هناك حاجة للتعامل مع الأزمة لبناء يوفي أقوى الموسم المقبل». لم تكن لدى جون إلكان مالك النادي ونائب رئيس شركة «فيات» العملاقة الرغبة في الحديث كثيرا عن كرة القدم، وطوال اليومين الماضيين كان مرتبطا بماراثون الجمعية العمومية للشركة. النتائج السيئة للفريق هي التي انتزعت منه الرغبة في الحديث، والآن، وبعد ابتعاد يوفنتوس عن كل شيء، أيضا عن بطولة الدوري الأوروبي التي كانت تأتي في مرتبة أقل من أدنى أهدافه في بداية الموسم، لم يعد بإمكان النادي عدم الاستعانة به. وهكذا، على هامش الموعد السنوي مع المساهمين بالشركة، أدلى إلكان هذه التصريحات المقتضبة، إلا إنها قاطعة.

إنها كلمات المشجع ومالك النادي. فالمشجع مجروح، علاوة على شعوره «بالمرارة وخيبة الأمل والغضب». مالك النادي هو الحريص عليه والمدرك لضرورة التدخل، ليس فقط بشأن الفريق، بل بشأن الإدارة الرياضية للنادي. وتحليل إلكان يشمل الجميع ويتفق مع ما قاله جان كلاود بلان فلم تكن صدفة أن يقتبس تصريحات رئيس النادي بعد المباراة، التي جاء فيها: «النادي يفتقد للحماس على كل المستويات»، وبالتالي أعلى المستويات، بما فيها إدارة النادي ورئاسته، على الأقل بالنسبة لوظائف محددة.

ليس هذا فحسب، لأنه إذا كان المشجع غاضبا فمالك النادي قلق بسبب انحراف الفريق عن مساره. إذن فمعنى تصريحاته هذه أيضا هو توجيه تحذير للاعبين كي لا يتوانوا معتقدين أنه لا شيء يمكن فعله في الوقت الحالي وأنه على الأقل لا بد من الانتظار حتى ينتهي المونديال المقبل في جنوب أفريقيا. بالطبع لا، فإذا كان هذا ما يفكر فيه البعض، سواء من اللاعبين أو الإداريين فهناك هدف آخر متاح ولا بد من السعي لتحقيقه، وهو بالنسبة لمالك النادي الأدنى لكنه لا يمكن التفريط فيه، ألا وهو تحقيق المركز الرابع في الدوري للوصول لبطولة دوري أبطال أوروبا المقبلة. ولذلك ينتظر جون إلكان من رجال المدير الفني زاكيروني أن يبذلوا أقصى طاقة لديهم حتى الدقيقة الأخيرة في الثماني مباريات المتبقية في الدوري، هذا من أجل الحفاظ على صورة النادي وسمعته لكن أيضا من أجل الأموال التي تضمن له تدعيم الفريق من أجل المشاركة الأوروبية. وهذا هو المعنى المحدد للجزء الأخير من تصريحات مالك النادي، حينما قال: «لا بد من الخروج من الأزمة لبناء يوفي أقوى الموسم المقبل». ومن دون هذه الأموال قد يصبح كل شيء أكثر تعقيدا.

وإذا كان مالك النادي يفضل في الوقت الحالي تجنب اتخاذ القرارات الثورية، إلا أنه أشار بأصابع الاتهام نحو الجميع: اللاعبين والجهاز الفني والإداريين، مما يعني أنه لا أحد بمأمن عن الاستبعاد، وهو ما دفع جون إلكان مالك النادي إلى القول: «الآن جاء وقت الحساب». ولكن هذا لاي منع وجود تحركات خلف الستار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ولعل غضب دييغو ديللا فاللي مالك فيورنتينا من إجراء اليوفي اتصالات مع المدير الفني للفريق شيزاري برانديللي ودعوته للأخير للخروج على الملأ وإعلان بقائه مع فيورنتينا يعد دليلا على ذلك.

وبنهاية الموسم سيتم تغيير الإدارة الرياضية وإعادة بنائها من جديد، مثلما تمت إعادة بناء استاد « ديللي ألبي» الذي لم يساهم في تحسين حظوظ اليوفي. كما أن مالكي النادي أدركوا الأخطاء التي ارتكبها المسؤولون وما ارتكبوه هم أيضا من خلال تكليف أشخاص بلا خبرة بمهمة حساسة للغاية، وبالتالي فأليسيو سيكو مدير الكرة المرتبط بعقد لأجل غير مسمى مع النادي سيتم إعفاؤه من منصبه (وهو ما تم فعليا) أو ربما يذهب للعمل مع جنوا. وبالنظر للنتائج، هناك من يرى - وبينهم مالك اليوفي - أن عشرات الملايين من اليوروات أهدرت على صفقات الصيف الماضي التي أجراها مدير الكرة الحالي ومعه رئيس النادي بلان. وسيغادر مع سيكو أيضا الذراع الأيمن رينزو كاستانيني. كما أن عمل بيتيغا، نائب رئيس النادي، الذي جاء خلال أعياد الميلاد لإخراج الفريق من كبوته، لا يبدو مثمرا، وهو مرتبط مع النادي بعقد لعامين آخرين والحل الأقل مرارة هو إعادته لدور «مسؤول الشؤون الخارجية» للنادي. وبالصعود للأعلى أكثر، نجد أن الرئيس بلان ذاته يواجه خطر التحجيم أو على الأقل فيما يتعلق بالجانب الرياضي واستثناء الجانب الإداري.

والآن، وبعد أن أصبحت فكرة أن يتولى المدير الفني للمنتخب الإيطالي ليبي الإشراف على فريق اليوفي شبه مستحيلة، فإن البحث عن مدير فني للفريق أصبح أمرا حتميا، خاصة أن النتائج الأخيرة للفريق أكدت فشل المدير الفني الحالي زاكيروني أيضا. ويساعد الجانب الفني على تحديد ملامح، وربما اسم، الرجل القوي الذي قد يصل إلى تورينو.

وعودة إلى تصريحات مالك فيورنتينا حول إجراء اليوفي اتصالات مع المدير الفني للفريق شيزاري برانديللي، فقد أجرى مسؤولون في اليوفي بالفعل اتصالات مع برانديللي الذي لم يرد لا بالقبول ولا بالرفض إلى أن يلتقي عائلة ديللا فاللي مالكي فيورنتينا. وهناك رغبة كبيرة للتعاقد معه، لكن هناك أسباب القلق كثيرة، أيضا لاعتبارات فنية، فالمدير الفني المرتقب يعلم جيدا أنه سيكون من الصعب بعد هذا الموسم السيئ تحقيق أي شيء قبل سنتين من الآن. لكن الأمر أكثر سهولة في فيورنتينا.

كما أن أسباب القلق تظهر أيضا على الجانب الآخر بالنظر لإمكانات المدير الفني، فهناك شكوك في أن تكون لدى برانديللي القدرة اللازمة لتحمل الضغوط التي سيواجهها حتما في ناد بحجم اليوفي، وخصوصا إذا توقعنا عامين لإعادة البناء بلا أي إنجاز. وربما يعترف هو أيضا بهذا الشيء إذا ما كان حقيقيا أنه يعشق أن تربطه علاقة بإداري خبير، وصديق، مثل فرانكو بالديني، الذراع الأيمن لفابيو كابيللو في المنتخب الإنجليزي، والذي حاول اليوفي التعاقد معه في 2006. لكن انتزاع بالديني من كابيللو قد يكون أكثر تعقيدا من أخذ برانديللي من فيورنتينا.