رانييري مدرب روما: الآن هناك ما يستحق المتعة في الدوري الإيطالي

ليلة الاحتفال في روما بعد التغلب على الإنتر وتقليص الفرق إلى نقطة واحدة

TT

اقتنص روما ثلاث نقاط ثمينة للغاية بتغلبه على الإنتر المتصدر بهدفين مقابل هدف في المباراة التي جمعت بينهما على الملعب الأوليمبي بروما، ضمن منافسات المرحلة الحادية والثلاثين لبطولة إيطاليا.

تقدم دي روسي لروما في الدقيقة 17 من الشوط الأول، ثم أدرك ميليتو التعادل للإنتر في الدقيقة 21 من الشوط الثاني، وحسم لوكا توني المباراة لصالح فريقه من خلال الهدف الذي سجله في الدقيقة 27. وبذلك قلص روما فارق النقاط مع الإنتر المتصدر إلى نقطة واحدة ليشعل المنافسة من جديد على لقب الدوري الإيطالي هذا الموسم.

من يعرف ماذا كان سيقول الممثل والشاعر الراحل توتو حينما يرى فريقا يتعادل مع الإنتر بشق الأنفس في الدور الأول للبطولة؟ وكان الفارق بينهما حينها 14 نقطة، والآن يجد الفريق نفسه على بعد خطوة من الدوري. وربما لا يفكر الثنائي توتي - توني في هذه الإسقاطات، فتفكيرهم موجّه نحو لقب الدوري فحسب، بفضل صحوة مقدسة حقق روما خلالها 21 نتيجة إيجابية متتالية، أيضا من دون هذا الثنائي الذي يحلم الجميع برؤيته منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وتحقق الحلم فقط في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة. ويقول قائد الفريق: «في كرة القدم والحياة تكون الكلمات قليلة الفائدة، فما يهم هو الأفعال. إننا فريق غير عادي، وأشعر بأني مستعد، فقد أجريت (الاختبار) لكنني فقدت عشرة كيلوغرامات من وزني في كرة ميليتو الأخيرة التي اصطدمت بالقائم».

وعن توني، مزح برادي مدير الكرة في روما قائلا: «في كل مرة يسجل فيها يعد الأمر بمثابة لكمة في البطن إذا ما فكرت أنه ينبغي علينا ضمه نهائيا من بايرن ميونيخ!». ويبتسم لوكا قائلا: «كان الفوز مهمّا من أجل الوصول إلى الحلم الذي نتمنى أن نهديه إلى هذه المدينة. الأداء كان قويا، لكن الإنتر ما زال هو المتصدر، وعلينا استغلال أي تعثر قد يواجهه في الفترة المقبلة. ولو سجل ميليتو الكرة الأخيرة لكان الأمر قاتلا لنا، لكن سارت الأمور على نحو جيد. ولهزيمتهم تعيّن علينا إعطاء 110 في المائة من مجهودنا. لكن ينبغي توخي الحذر، فنحن قريبون لكننا لم نفُز بعد بشيء»، وعن توتي يقول: «بإمكاننا اللعب معا»، ويختتم حديثه بشأن المونديال قائلا: «كل شيء سيتضح في مايو (أيار) المقبل، وإذا استدعاني ليبي سيكون ذلك رائعا للغاية، لكنني من بين الدوري والمونديال أختار الأول».

وفي يوم انتصاره لم ينس كلاوديو رانييري جذوره، حيث قال: «هل تقولون إن هذه هي أجمل اللحظات خلال مسيرتي؟ لا، فتلك كانت حينما صعدت بكالياري من دوري الدرجة الثالثة إلى الثانية، هذا إن لم يكن تدريبي في الدرجة الرابعة. وإذا ما حققت بعد ذلك (شيئا ما) مع روما، فبإمكاننا وضع شيء آخر أيضا! قضينا خمسة أشهر من التضحيات والعدو، وهزمنا فريق الإنتر العظيم، الذي أتمنى له من أعماق قلبي أن يفوز بدوري الأبطال. علينا أن نجعل الجماهير تحلم، وإذا نجحنا بعد ذلك في جعلهم يفوزون فهذا أفضل كثيرا. هل تقولون إن هدف الإنتر جاء من تسلل؟ لم أرَ الكرة، فالأحداث قد تخطئ، لكن إدارة الحكم مورغانتي أعجبتني». وعن مورينهو قال: «تبادلنا التحية قبل اللقاء وهنأته، لكننا الآن أعدنا فتح المنافسة على البطولة مرة أخرى. إنهم ما زالوا متقدمين، غير أن المباراة النفسية بدأت. الآن سيدخل إلينا حماس شديد، والآن استعدنا خدمات توتي بعد تعافيه. وعن إدارة الرئيسة سينسي، فهي ذاتها منذ أن وصلت لتدريب الفريق ممتازة على كافة الأصعدة، والعلاقة القوية تربط الجميع. لدينا أموال قليلة لكن أمامنا الكثير من الأفكار».

والآن بات روما مرشحا حقيقيا لتحقيق لقب هذا الموسم، ويقول دي روسي صاحب الهدف الأول، الذي قاد الفريق في فترة الصحوة الأخيرة: «أيضا المركز الأول نشعر الآن أننا نستحقه». ويضيف: «لقد أظهر الإنتر بالفعل أنه فريق كبير جدا، وهذا ما يزيد من قيمة الفوز، ونتمنى أن يشتته دوري الأبطال». أما سينسي رئيسة روما فقالت: «نحن نشعر بما تشعر به الجماهير الآن، وهم يصاحبوننا في هذه المسيرة. إننا نستحق هذه المشاعر، وأبي سيكون فخورا بنا. وكم هو جميل رؤية هذا الاستاد مملوءا عن آخره».

وهنا نجد المباراة الشخصية لدي روسي القائد بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث الحزم في الملعب، الشجاعة، وحب النادي. ويقول: «بعد الهدف قبلت الذئب (رمز روما على القميص) بسبب عشقي للنادي، وقبلت واقي الأقدام لأنه يحمل اسم عائلتي (غايا) بسبب حبي لهم. كان فوزا غير عادي. الآن نحن مؤمنون بالدوري، بإمكاننا المنافسة حتى النهاية، لكن علينا أن لا نضر بأنفسنا من خلال الإفراط في الاحتفال بالفوز».

وتؤكد رئيسة النادي أن الأمر ليس سهلا: «سنواصل اللعب بهذا التواضع وسنؤدي مباريات أخرى رائعة، والآن فقد عاد فريق أخر للمنافسة على حسابنا(تقصد ميلان)، وأريد أن أرى مشجعينا أيضا في اللقاءات التي تقام خارج ملعبنا».، فإنهم يعبئون أنفسهم للسفر إلى باري، أرض الأحلام.

وعلى الجانب الآخر، فما الضجيج الذي قد تحدثه كرة تصطدم بالقائم في الدقيقة 94 من عمر مباراة مهمة لحسم البطولة؟ إنه هو ذاته الذي تحدثه الهزيمة الرابعة في الدوري، وهو الضجيج الذي أحدثه خصوم الإنتر. دييغو ميليتو يعلم ذلك، ويقر قائلا: «ليس من السهل المنافسة على ثلاث جبهات مثلما نفعل نحن، وخصوصا بالنسبة للارتباطات لدينا، لأنك تبذل طاقات كثيرة. لكننا ما زلنا في الصدارة، وينبغي الآن النظر إلى الأمام من دون التهوين من قدرة أحد». ويعرف ميليتو وقع اصطدام تسديدته بالقائم، وقد سمعها في بداية الشوط الثاني، وقبلها كرة صامويل إيتو التي أعاقتها العارضة من الدخول، لكن هذه هي كرة القدم، ولا يمكنه إلا أن يقول: «كنا في حاجة إلى الهدف الثاني، فبعد التعادل 1 - 1 كنا بحالة جيدة، لكن توني قضى على آمالنا». ويضيف: «في كرة القدم الأخطاء واردة، وارتكاب واحد منها في مباراة كاملة حدث بالفعل، فقد أخطأ خوليو سيزار مثلما أخطأت أنا إصابة المرمى في اللحظات الأخيرة». كما أخطأ الحكم مورغانتي، حيث يقول ميليتو: «هل تقولون إن هدفي جاء من تسلل؟ إنني لم أدرك ذلك خلال المباراة، وأراه فقط الآن. لكن في الشوط الأول كانت هناك ركلة جزاء لصالحي (بورديسو أمسكه من القميص) وحكم المباراة لم يرَ هذه الكرة أيضا. للأسف».

واعترف خوليو سيزار عقب اللقاء بخطئه في الكرة التي جاء منها الهدف الأول قائلا: «أنا الذي أتحمل الذنب، فقد أخطأت، فهذه الكرة كانت بين يدي، واعتقدت أني أوقفتها، وبعدها لم أدرك ما حدث». بعدها حدث أن الكرة أصبحت مثل قطعة الصابون، وهو صار مثل صورة وحدة حراس المرمى حينما يخطئون». ويواصل ميليتو: «تركيزنا كان منصبا على بطولة الدوري، ولا دخل لدوري الأبطال، والآن بعد انتهاء هذه المباراة علينا التفكير في مباراة الأربعاء».

وفي مباراة بولونيا المقبلة سيتعين على جوزيه مورينهو الاستغناء عن أربعة من اللاعبين الأساسيين للإيقاف، ومن بين هؤلاء، خافيير زانيتي الذي ستوقفه البطاقة الصفراء بعد 137 مباراة متتالية شارك فيها أساسيا في الدوري الإيطالي. ففي واقع الأمر كان يلعب بلا انقطاع منذ مباراة ديربي ميلانو (التي فازوا فيها 4 - 3) في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2006. «كان هذا ليحدث عاجلا أو آجلا». كانت هذه هي الكلمات الوحيدة التي صدرت عن اللاعب الأرجنتيني وسط الصمت المعتاد تقريبا من جانب لاعبي الإنتر.

وعلاوة على قائد الفريق، لن يشارك كل من مايكون ولوسيو وإيتو في المباراة المقبلة للإنتر، بعد حصولهم على الإنذار الثاني، وبذلك ستكون هناك معاناة في الجانب الأيمن، والاحتمال الأكبر أن يشارك إيفان كوردوبا، وهو الظهير الأيمن صاحب الثقة الأكبر من جانب المدير الفني، وستشهد الجهة اليسرى استعادة خدمات كيفو المفيدة للغاية (الذي سيشارك لفترة طويلة أخرى بعدما لعب ليفورنو لمدة 80 دقيقة). كما أن النقص العددي يظهر أيضا في الجانب الهجومي، وخصوصا مع استمرار سياسة القبضة الحديدية بعقاب ماريو بالوتيللي. وفي هذا الصدد لا بد من إدراك أنه لا بد من التخلي مؤقتا عن القسوة وتأجيل أي عقوبة ممكنة (حتى ولو كانت صارمة) إلى وقت أكثر هدوءا من الآن. وقال أوريالي مدير الكرة في الإنتر عقب المباراة: «مع أخذ الموقوفين في الاعتبار، سيتعين علي وعلى لاعب آخر اللعب هنا». بالطبع يقصد بالوتيللي، ويضيف بشأن حكم المباراة: «ليس هناك شيء يمكن قوله، فمباراة الإنتر كانت طيبة». ولا يعد هذا اللقاء هو الإعداد الأمثل لمباراة ربع نهائي دوري الأبطال (الأربعاء المقبل) أمام سيسكا موسكو الروسي، فمن المقرر أن يتجمع الفريق، ويبدو أن كوردوبا أوفر حظا من ماتيراتزي في الدفاع لتعويض غياب لوسيو الموقوف، وفي الجهة اليسرى سيكون كيفو بسبب الحاجة الدائمة لعدم إبعاد زانيتي عن وسط الملعب، لكن إذا ما اختار مورينهو طريقة 4 - 2 - 3 - 1 سيتراجع قائد الفريق إلى الدفاع مع تياغو موتا وكامبياسو في وسط الملعب، وإيتو وشنايدر وبانديف لدعم ميليتو.