مالديني: تياغو سيلفا من أفضل مدافعي خط الوسط في العالم

النجم الأسطوري أطلع البرازيلي على أسرار المهنة

TT

لفت المدافع البرازيلي تياغو سيلفا الأنظار إليه منذ انضمامه إلى صفوف الميلان في 14 يناير (كانون الثاني) 2009، قادما من فلومينيزي ريو دي جانيرو مقابل 14 مليون يورو. ومن الجدير بالذكر أن ليوناردو، المدير الفني الحالي للميلان والمسؤول عن الانتقالات سابقا، كان يعود إليه الفضل في جلب عدد كبير من النجوم إلى الفريق، مثل ريكاردو كاكا (2003)، وباتو (2007)، وأخيرا تياغو سيلفا.

لقد نجح البرازيلي في إثبات جدارته خلال فترة وجيزة، حتى إنه أصبح بمثابة سد منيع لا يمكن الاستغناء عنه في جبهة الدفاع. ورغم غيابه الطويل عن المباريات الرسمية التي خاضها الفريق في بداية الموسم المنصرم، حيث تعذر حصوله على تصريح باللعب نظرا لصغر سنه، فإن إدارة الميلان أبدت حرصها الشديد على اللاعب، حيث دفعت به لأداء التدريبات إلى جوار باولو مالديني، فضلا عن مطالبتها لبقية الفريق بتقديم يد المساعدة إلى البرازيلي. والآن، أصبح تياغو سيلفا - كما صرح مالديني مؤخرا - واحدا من أفضل مدافعي خط الوسط في العالم بفضل الفترة التي أمضاها في ميلانيللو للدراسة والتعلم، حيث اطلع على أسرار المهنة من النجم الأسطوري باولو مالديني.

ومن جهة أخرى، أبدى مالديني رأيه في البرازيلي قائلا «إن تياغو سيلفا يروق لي كثيرا، حيث يتمتع بالإمكانيات الفنية والبدينة التي تؤهله لأن يصبح نجما كبيرا، فضلا عن قوته في التعامل مع الهجمات الفردية، وعليه أن يتعلم كيفية اللعب إلى جوار مدافع آخر. أعتقد أنه سيبلي بلاء حينا مع نيستا، وسيتعلم الكثير من فافلي وبونيرا». ومنذ ذلك الحين، عكف سيلفا على العمل، متبعا تعليمات مالديني وتاسوتي بدقة، مما ساعده على التطوير من أدائه في وقت قصير للغاية، حتى أصبح اللاعب المفضل لدى ليوناردو، حيث شارك في 2.380 دقيقة حتى الآن، ونجح في تسجيل هدفين حاسمين (ولكنه لن يكتفي بهذا العدد حيث سجل 7 أهداف في ريو دي جانيرو). ومن جانبه، صرح البرازيلي قائلا «هناك المزيد من الصعوبات في إيطاليا مقارنة بالمنافسات الأخرى. إنني أنطلق بالكرة من أحد الأجناب، متوجها إلى وسط الملعب، ومنه إلى منطقة الجزاء. لقد اصطدمت الكرة بالعارضة في مباراة بارما». ومن جهة ثانية، أعلن اللاعب أن جمارا - مدافع باراغواي الذي شارك مع الإنتر في الفترة من 2002 إلى 2005 - هو مثله الأعلى، بالإضافة إلى ألداير وخوان البرازيليين. وذكر شهود عيان أن سيلفا دائما ما ينحني عند رؤية أليساندرو نيستا، وهو ما عقب عليه البرازيلي قائلا «إنه لاعب استثنائي».

وبمناسبة الحديث عن أليساندرو نيستا فهناك الكثير من الأنباء الطيبة، إلا أن واحدا منها يعد مهما ألا وهو المتعلق بعودة نيستا للحاق بالمباريات الثلاث الأخيرة في الدوري هذا الموسم. ومن المفترض أن يعود معه باتو الذي يتعامل مع إصابته هذه المرة بحذر شديد بعد تعرضه للإصابة الثانية في عضلة الفخذ الخلفية، ومن الأفضل منحه الوقت اللازم للتعافي حتى الدقيقة الأخيرة وهو أربعون يوما، وكان اللاعب قد خرج مصابا في لقاء ميلان ونابولي في 21 مارس (آذار) الماضي.

وبالتالي فإن عودة اللاعب قد تكون أمام فيورنتينا في 2 مايو (أيار) المقبل، لكن لا أحد يريد المجازفة هذه المرة. ولذا فمن الأرجح أن يعود باتو، الذي يتابع برنامجا للعلاج الطبيعي في مركز «فيزيوكلينيك»، في 9 مايو في ملعب ماراسي أمام جنوا، وفي هذه المباراة قد يكون نيستا موجودا، ويأمل مسؤولو الميلان أن يلحق المدافع المخضرم بلقاء فيورنتينا الذي قبله. كان نيستا خضع لجراحة في الركبة اليمنى في 15 مارس الماضي، ومن المفترض أن يعود للتدريبات في غضون أسبوعين. ومن هنا، إذا سارت الأمور حسب ما هو متوقع، تأتي فكرة أن نراه في الملعب بالتحديد قبل مباراة المرحلة الأخيرة أمام يوفنتوس في سان سيرو.

ولم يكن الأمر واضحا تماما بالنسبة لباتو، فبعد إصابته الأولى حاول العودة للعب، لكن كان واضحا أن ذلك جاء مبكرا للغاية. وربما انخدع البعض بسبب قدرة اللاعب على التدرب دون مشكلات، وأنه أكد شعوره بحالة جيدة وعليه قرر ليوناردو والطاقم الفني أنه جاهز للمشاركة. غير أنه في أول احتكاك حقيقي، بعد دقائق معدودة من المشاركة، تعرض للإصابة في الفخذ كالمعتاد. وعندها اتخذ قرار توقفه لفترة تسمح له بالشفاء التام. جدير بالذكر أن هناك خططا لدى الميلان بشأن إحداث تغيير في القطاع الطبي للنادي، لكن تنفيذ جميع هذه الخطط سيكون بعد انتهاء بطولة الدوري لأن الميلان الآن يركز فقط على إمكانية الفوز بالبطولة، ومؤخرا حضر غالياني نائب رئيس النادي إلى مركز تدريب الفريق في ميلانيللو وتحدث مع الفريق طويلا. ويسعى الميلان للعودة إلى المنافسة على اللقب بالفوز على كالياري في المباراة المقبلة على الرغم من المشكلات الكثيرة التي يمر بها الفريق. وقد استعاد ليوناردو بعض اللاعبين مثل رونالدينهو وهونتيلار اللذين كانا موقوفين، بالإضافة لأبياتي وهونتيلار الذي تماثل للشفاء من كدمة في الكاحل.

من جهة أخرى، أراد كلارينس سيدورف غلق ملف الهتافات العنصرية التي تعرض لها من قبل بعض مشجعي لاتسيو خلال المباراة الماضية (الأحد الماضي) في سان سيرو، وقال «أكرر أنني لم أسمع شيئا، ولا أعلم عن شيء يدور الحديث، فقد لعبت بهدوء شديد وفكرت فقط في الكرة. ولا بد من التحلي بالصبر إذا ما ثبت أن هذه الأحداث كانت حقيقية بالفعل». وقد اختار النجم الهولندي الطريق الأمثل للتعامل مع هذه الاستفزازات، فليس من السهل أبدا ابتلاعها ومقاومة الرغبة الشديدة في الرد.

وبحسب ما جاء في إحدى المدونات الخاصة بأنصار لاتسيو فإن هذا التصرف مع اللاعب الهولندي يضرب بجذوره حتى 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، وهو يوم وفاة غابرييلي ساندري مشجع لاتسيو، ففي هذا اليوم وخلال مباراة أتلانتا وميلان رفض سيدورف ارتداء شارة الحداد على ذراعه، وهو الشيء الذي لم تغفره له جماهير لاتسيو. وعلل اللاعب الهولندي هذا الاختيار حينها بأنه لا يعرف الشاب المتوفى ولا حتى سبب الحادث. ويتساءل «آه، أهذا هو السبب؟ حسنا فكل شخص حر في التعبير عن رأيه وأنا أحترم ذلك». وقد تكون كرة القدم المثالية التي يحلم بها سيدورف أشبه بالصحيفة التي كان يريدها الكاتب كانديدو كانافو قبل وفاته، والمكونة من أنباء سارة فقط، حيث واصل النجم الهولندي «في نهاية مباراة ميلان ولاتسيو عانق جميع اللاعبين حكم المباراة على الرغم من وجود بعض الكرات التي بها شك، فلماذا لا يرغب أحد في إبراز هذه الجوانب؟ علينا جميعا تغيير هذه الثقافة التي تركز على المشكلات وعلى الأشياء السيئة. كرة القدم بها قيم جميلة».