واصل روما زحفه خلف الإنتر المتصدر بعد تغلبه على باري في عقر داره ووسط جمهوره بهدف نظيف سجله فوسينيتش في الدقيقة 19 من الشوط الأول في المباراة التي جمعت بينهما أمس ضمن منافسات المرحلة الثانية والثلاثين لبطولة إيطاليا.
وزحف خلف روما إلى باري ما يقرب من 12 ألف مشجع لمؤازرة فريقهم واحتفلوا بعد المباراة بالفوز المهم كما لو كانوا في الملعب الأوليمبي بروما فالجغرافيا ليست متغيرة في كرة القدم. ولأول مرة لعب روما بثلاثي الهجوم (توتي - توني – فوسينيتش)، الذي كلل بثلاث نقاط وصدقت تنبؤات المدير الفني.
لم تكن صدفة أن يتحدث قائد الفريق فرانشيسكو توتي هكذا بعد المباراة: «أنا بحالة جيدة وعندما خرجت لم أكن مجهدا. وعموما ما يهمنا هو الفوز وقد كان مستحقا. وسعيد أنه جاء أمام جمهورنا فقد كانوا كثيرين بالفعل. وفي نهاية المباراة ذهبنا للاحتفال عند المدرجات وكان مشهدا مؤثرا. والآن ننتظر أتالانتا الذي تطور للغاية في الآونة الأخيرة، والسباق متواصل».
ويحمل الفوز توقيع ميركو فوسينيتش الذي، لكونه لاعبا سابقا في ليتشي غريم باري، يهدي الهدف والفوز لجماهير سالينتو حيث يقول: «كانت المباراة بمثابة ديربي بالنسبة إلي وقد فزت به». أما كلاوديو رانييري مدرب روما فقال مازحا عقب المباراة لشبكة «راي سبورت»: «إنني حزين لعودة الود بين مورينهو وبالوتيللي»، وأضاف: « لكن بالنسبة إلى مصلحة كرة القدم فأنا سعيد لأن بالوتيللي كان يستحق المشاركة في هذا الجزء الأخير من الموسم. وأرجو للإنتر الوصول إلى الأمام قدر الإمكان في أوروبا لكن أرجو أن يفقد نقاطا في الدوري. وعلى أي حال، نحن بحالة جيدة، وثلاثي الهجوم لعب بتضحية وبالتالي فسنحاول أن نقوم بأكثر من إمكاناتنا إلا أن الإنتر يظل هو الأوفر حظا. وإذا سألتم هل توتي يشم عطر اللقب، أقول هذا يعني أنه فتح دولاب عام 2001 من جديد». وسار المدير الفني ضد التيار بشأن المباراة، وقال: «باري فريق جيد وعانينا أمامه. ومن الممكن أن نلعب مباريات صعبة لكن في ختام هذا الموسم من غير الوارد أن نعاني ضغطا أو انخفاضا في النواحي البدنية». وبسؤاله إذا كانت سلسلة الانتصارات هذه تعد ردا على من نحاه جانبا، أجاب بابتسامة يكتنفها المكر قائلا: «لو تعلمون الحقيقة ستدركون أنني لم أنح جانبا قط...». وهو يتميز بالهدوء المعدي، حيث يواصل: «لقد فتحت لنا بوابة المنافسة على اللقب، وهذه المرة سيطرنا على مجريات اللعب كاملة لمدة 10 دقائق. وسنحاول تكرار ذلك من خلال الحماس الذي لدينا».
على الجانب الآخر، بدا جامبييرو فينتورا مدرب باري (62 عاما) فخورا بفريقه أيضا بعد الهزيمة، وقال: «أيضا في حالة الطوارئ، نجحنا أن نكون ندا أمام روما الذي يتمتع بقوة كبيرة. وإذا كنا نفتقد عناصر مثل دوناتي، وألميرون، ورانوكيا، ومجيوريني، وكوتوزوف ونجحنا في مواجهة خصم في صراع حقيقي على اللقب إذن يحق لي أن أكون فخورا بفريقي. وقد سمح باري بتسديدة واحدة على المرمى ولم يكمل الحارس جيلليت التصدي لكرة واحدة. ولا أعتقد أن الأمر سيصير فضيحة لو كنا انتزعنا التعادل. لقد بنينا صورة لفريق محترف وإيجابي في 7 أشهر. أتذكر بعد ذلك أن كثيرين كانوا يرون الصيف الماضي أننا سنهبط لدوري الدرجة الثانية في منتصف البطولة».
وعن سباق الدوري يضيف فينتورا: «من حيث الإمكانات ووفرة العناصر القوية يظل الإنتر هو الأفضل. لكن روما لا يخشى المنافسة في ظل وجود 14 لاعبا أساسيا من دون أن ننسى الميلان الذي يقولون لي إنه لعب بمستوى طيب في كالياري. وبالطبع ارتباط الإنتر بدوري أبطال أوروبا سيكون مهدرا للطاقات البدنية والعقلية. وربما سيشهد روما تحولا كبيرا بفضل الاستعادة الكاملة لخدمات توتي. وفيما يتعلق بباري فسيكون لدينا طريقة حتى نهاية الموسم لتقييم الثغرات التي ينبغي إدراكها لجعل الفريق أكثر قدرة على المنافسة».