خط الدفاع.. مفتاح فوز الميلان بدرع الدوري

برلسكوني يحمّل ليوناردو مسؤولية فشل المهاجمين في إحراز الأهداف

TT

«مهاجمونا يلعبون بعيدا عن المرمى بصورة زائدة عن الحد، فكيف يمكن تسجيل الأهداف هكذا؟». قد يكون هذا هو النقد الذي يوجهه سيلفيو برلسكوني، رئيس الميلان، للمرة المليون للمدرب ليوناردو. وصرح رئيس النادي بهذه الكلمات، حسب ما ذكره بعض نواب حزب شعب الحرية الذي يتزعمه برلسكوني، بعد انتهاء مأدبة العشاء في قصر غراتسيولي، حيث مقر إقامته في العاصمة روما، الذي بات هو المكان المفضل لـ«التصريحات التكتيكية» لرئيس الوزراء، وهو المكان الأشبه بمقصورة الشرف في استاد سان سيرو. وفي انتظار تأكيد أو تكذيب لهذه التصريحات (الذي من الصعب أن يأتي)، لا يبقى سوى أن نسجل هذا النقد اللاذع من جانب برلسكوني، الذي لا يخفى عليه بالطبع أن الميلان في مباراته الأخيرة سجل 3 أهداف، وأن هجوم الفريق يأتي ثالث أقوى خط هجوم في الدوري إلى الآن (52 هدفا) خلف الإنتر وروما.

وإذا كانت هذه التصريحات تمهد للانفصال عن ليوناردو بنهاية الموسم فهذا لم يتضح بعد، كما أن المدير الفني الذي يملك إمكانيات أقل مقارنة بالمنافسين، لا يقبل هذه التدخلات وقد لا يكون مفاجئا إذا كان، على المدى البعيد، هو الذي يودع النادي ويقول كفى.

وفي أوج الحملة الانتحابية للأقاليم كان برلسكوني قد صرح قائلا: «كل له آراؤه الخاصة، وهناك الاختلافات أيضا بين الرئيس والمدرب التي من غير المنطقي أن تظهر. وفي حواراتي مع المدير الفني أشرح دائما وجهة نظري وهو يجيب بوجهة نظره. ونرى أننا نتفق أحيانا في الرأي، لكنه هو المدرب وأنا لم أعد حتى الرئيس. أنا الذي أعاني مثل الجميع لكن زيادة على ذلك فأنا الذي أضع الأموال. هل ليوناردو يمثل المستقبل؟ أتمنى ذلك». وقد بدا الفعل «أتمنى» ضعيفا للقول بأنه لا مساس بليوناردو، وبرلسكوني ذاته الذي قبل تلك التصريحات بأيام قليلة قال: «الميلان فريق كبير وقد يكون لديه كل شيء من أجل الفوز، فقط إذا تم توظيف لاعبيه بشكل جيد...».

ما زال هناك القليل وكل شيء سيصير أكثر وضوحا، وإذا سكت ليوناردو فإن رونالدينهو يقول كل شيء: «إنني بحالة جيدة للغاية، والآن تتبقى الـ6 مباريات الأخيرة، وكل المباريات التي سنخوضها من الآن وحتى نهاية الموسم هي نهائية بالنسبة لنا. وما زالت لدنيا إمكانية أن نقول كلمتنا، وعلينا الحصول على أكبر قدر من النقاط وبعدها النظر لما تقوم به الفرق الأخرى. لابد من التفكير فقط في القيام بعملنا على أفضل وجه من أجل التقدم للأمام. المونديال؟ الآن أفكر فقط في الميلان».

من جانبه، قال أليكساندر باتو، نجم الفريق المتوقف للإصابة: «واثق من العودة قبل نهاية البطولة. وعن مستقبلي فوكيل أعمالي هو الذي سيفكر في ذلك، لكنني بحالة جيدة جدا في الميلان». وعن بطولة الدوري، تحدث القائد ماسيمو أمبروزيني: «بالنسبة لنا من المهم المواصلة هكذا متمنين أن لا يفوز الإنتر بجميع المباريات المقبلة». وهو المفهوم نفسه الذي أشار إليه ماثيو فلاميني، حيث قال: «دعونا نفوز قدر المستطاع، وبعدها نقوم بالحساب فجدول المباريات ليس سهلا أمام الجميع. إنني مؤمن بالمنافسة. وعن العام المقبل، فأتمنى البقاء هنا». جاء ذلك خلال مشاركة نجوم الميلان، مع 300 شخصية أخرى، في الحدث الخيري الدولي الأول الذي تنظمه مؤسسة «تشامبيونز للأطفال» التي أسسها كلارينس سيدورف عام 2005 وتمت إقامته في قلعة سفورسيسكو بميلانو.

وإذا تركنا خط هجوم الميلان وانتقادات برلسكوني جانبا وذهبنا إلى خطوط الدفاع نجد أن تياغو سيلفا، أكثر اللاعبين مشاركة مع الميلان، قد استطاع إحكام خط الدفاع الذي كان مليئا بالثغرات. وقد فعل ذلك بأفضل طريقة ممكنة: فالإنتر هو الفريق الوحيد الذي تلقت شباكه أهدافا أقل من فريق الميلان (28 هدفا مقابل 31 هدفا منيت بها شباك فريقي الميلان وكييفو). لقد كان الموسم الأول في إيطاليا لتياغو سيلفا رائعا فيما يتعلق باستمراريته.

حصل تياغو من جريدة «لاغازيتا» على متوسط تقييم لأدائه يبلغ 6.33 نقطة، بينما حصل ديدا، حارس المرمى الأكثر مشاركة مع الفريق على متوسط 6.50 نقطة، وهو أعلى تقدير بين لاعبي فريق الميلان. وتوقف نيستا، الثاني، عند متوسط 6.45 نقطة، لكنه يبقى بعيدا عن المشاركة حتى شهر مايو (أيار) القادم. وانطلاقا من الدفاع كان الأفضل هو رونالدينهو بمتوسط 6.38 نقطة. باختصار، يحظى فريق الميلان بحماية أكثر من جيدة من قبل المدافعين ويسمح ذلك لليوناردو بإشراك فريق غير متزن في الشقين. لكن الفضل في ذلك يعود إلى الجميع، لأن جميع اللاعبين يشاركون في الشق الدفاعي، مثلما أوضح تياغو سيلفا لقناة «سكاي»: «إن نيستا لاعب عظيم وقد ساعدني كثيرا وأنا الآن أفتقده قليلا، لكن فافاللي أدى مباريات رائعة. فعمره 38 عاما ويبدو كأنه فتى صغير، كما أن الشق الدفاعي للفريق يبدأ من الأمام، ببوريللو. فعندما يقوم بوريللو بعمله جيدا، ويوجد في وسط الملعب بيرلو وأمبروزيني، نؤدي بشكل رائع في وسط الملعب. وفي الخلف، في ظل وجود فافاللي أيضا في الوقت الحالي، نقوم بواجباتنا بشكل جيد للغاية. وأتمنى أن نستمر على هذا النحو».

إن فافاللي باختصار هو مفاجأة النصف الثاني من الموسم الحالي. فقد كان نيستا في البداية هو الذي يتألق في خط دفاع فريق الميلان، بقدرته العالية والمتجددة، على الصعيدين البدني والفني، وهو ما كان يبدو مستحيلا في لاعب ظل لفترة طويلة بعيدا عن الملاعب. وقد أسهم نيستا أيضا في تطوير أداء تياغو سيلفا، مثلما يروي اللاعب البرازيلي نفسه الذي يقترب من المونديال بإمكانية مشاركة أكبر، لكن الكثيرين توقعوا انهيار دفاع الميلان بعد الإصابة الشديدة التي ألمت بنيستا، لا سيما بعد أن فقد دفاع الفريق أيضا دانيلي بونيرا، الذي يعتبر البديل الأول والطبيعي لقلبي الدفاع. فلم يكن من الممكن أبدا الاستعانة بأونيو (فقد تعرض لإصابة في بداية الموسم) وتعرض كالاديزي للكثير من المشكلات. لكن دفاع الميلان استمر مع وجود فافاللي في أدائه الجيد رغم سن اللاعب المتقدم. ولا يمتلك فافاللي متوسط تقييم مرتفعا (5.75 درجة) لكنه يعتبر صمام أمان بالنسبة للمدرب وتؤيد المباريات الأخيرة التي لعبها فافاللي وجهة نظر ليوناردو في الاستعانة به. فهو يحتل المركز الثاني بين لاعبي دوري الدرجة الأولى فيما يتعلق بعدد المشاركات (482 مباراة مقابل 495 مباراة لخافيير زانيتي)، ومن المحتمل أن يعتزل اللعب بنهاية هذا الموسم ويدخل ضمن الجهاز الفني لفريق الميلان. لكنه في الوقت الحالي يستمتع بتلك الجولات الأخيرة في بطولة الدوري، وليس من المستبعد أن تواتيه الرغبة في الاستمرار في الملاعب لعام آخر.

وانتظارا لعودة نيستا، التي قد تأتي في بداية شهر مايو، مما سيتيح له اللعب في آخر مباريات الدوري، أظهر دفاع الميلان قوة وصلابة أيضا بفضل حراس المرمى الذين تبادلوا المشاركة وعوضت قوة خط الوسط بعض هفوات ظهيري الفريق اللذين تدفعهما الرغبة في الاندفاع إلى الأمام لترك الفريق مكشوفا في الدفاع. إن الميلان يتعرض لأخطار كثيرة بهذه الطريقة، لكن مع ذلك المستوى الذي يظهر به تياغو سيلفا يعرف ليوناردو أنه يستطيع الاندفاع في الناحية الهجومية. وقد صرح تياغو سيلفا قائلا: «لقد جئت إلى الميلان من أجل الفوز وما زلت مقتنعا بأننا قادرون على الفوز بالدوري. تبقى 6 مباريات على نهاية الدوري ويجب أن نعمل في عقولنا من أجل تحقيق النجاح». وهو لا يجد صعوبة كبيرة حتى في ذلك الاتجاه: فقد أصبح قائدا في بضعة شهور.