التعادل مع فيورنتينا يصيب الجهاز الفني للإنتر ومورينهو بالتوتر

برانديللي يشيد بفريقه ويؤكد أنه مستمر مع فيورنتينا والاستعداد لمواجهة الكأس

TT

سقط إنترناسيونالي في فخ التعادل أمام فيورنتينا بهدفين لكل منهما لتزداد الإثارة على قمة الدوري الإيطالي الذي دخل أسابيعه الحاسمة مع انطلاق منافسات المرحلة الثالثة والثلاثين لبطولة إيطاليا.

تقدم البرازيلي الشاب كيريسون دي سوزا لفيورنتينا في الدقيقة 11 من الشوط الأول لكن دييغو ميليتو أدرك التعادل للإنتر في الدقيقة 29 من الشوط الثاني، ثم تقدم صامويل إيتو للإنتر بهدف ثان في الدقيقة 36، لكن سرعان ما أدرك بير كرولدروب التعادل لفيورنتينا بعدها بدقيقة واحدة. وعقب إطلاق الحكم بيرجونزي صافرة نهاية اللقاء، أشار جوزيه مورينهو مدرب الإنتر فور مغادرته لمقعد البدلاء بأصبعه نحو حكم الراية أيرولدي الذي لا يبدو أنه تلقاها بصدر رحب، فهو لا يحظى بالحب عند مسؤولي الإنتر فقد سبق أن طرد اللاعب مايكون في لقاء بولونيا بسبب سب مزعوم له بالإنجليزية. ويبدو أن المدرب البرتغالي قد وجه هذا اللوم للحكم بسبب الفرحة الغريبة التي ظهرت على حامل الراية بعد انتهاء المباراة وقوله للحكم: «هيا، فلنذهب (وهو قابض يديه)». وعن ذلك يقول ماركو برانكا مدير الكرة في الإنتر: «ماذا ينبغي علي قوله! ربما كان يحتفل من أجل روما أو فيورنتينا، أو من أجله هو».

لكن على مورينهو أن يلوم نفسه بصفة خاصة، والفريق المتخبط وربما أيضا الحارس خوليو سيزار الذي تسبب في التعادل باشتراك الدفاع كاملا أيضا، في تلقي هدفين «ساذجين»، فعدم المحافظة على هدف التقدم لإيتو قبل انتهاء المباراة بعشر دقائق كان مثل جريمة. كما أن الطريقة التي تعادل بها كرولدروب لفيورنتينا لا يمكن أن تحدث سوى مع عديمي الخبرة، ولا يمكن أن تعتبر مباراة سيسكا موسكو الثلاثاء الماضي عذرا لوجود مجموعة كبيرة من اللاعبين هكذا. هذا التعادل لا يفيد أحدا، وربما هذا ما «سيضطر» الإنتر لإخراج أقصى ما لديه الأربعاء المقبل (أيضا أمام فيورنتينا) في كأس إيطاليا. ومنح الإنتر بذلك فرصة ثمينة لوصيفه، روما، لاعتلاء صدارة الترتيب لأول مرة بعد أن انفرد بها الإنتر منذ المرحلة الثامنة للبطولة، وبالتحديد منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2009، ففي المرحلة السابعة كان سمبدوريا هو المتصدر.

وكان الدور الثاني مؤلما بالنسبة للإنتر، مما أدخل إلى المنافسة من جديد على اللقب كلا روما والميلان الذي استسلم في لحظة معينة من البطولة للعب فقط على المركز الثاني. والأمر كله يأتي نتيجة توقف غير عادي لكتيبة مورينهو منذ التعادل خارج ملعبه أمام بارما (1/1) وما بعده، والآن نجد أن زانيتي قائد الفريق ورفاقه حصلوا فقط على 15 نقطة من الـ11 مباراة الأخيرة. ويضيف برانكا وهو الوحيد الذي يتحدث من بين جهاز ولاعبي الإنتر: «يمكن القول إن دوري الأبطال يؤثر علينا على المدى البعيد من دون أن ندرك، غير أنني لم أر أداء سيئا من جانب الإنتر. فيورنتينا فريق ممتاز، وكان بإمكاننا الفوز أيضا. قدمنا مباراة قوية في أبلغ رد على من كان يعتقد أن قوتنا من (البسكويت)».

لكن هناك أخطاء جسيمة تسببت في التعادل 2/2، يقول عنها برانكا: «ربما كنا نعتقد أن المهمة أنجزت، وأخطاء بعينها لا نرتكبها كثيرا، وبالكاد نخطئ في التفاصيل، لكن هذا وارد الحدوث للأسف». كما يتعين التحقق من حالة ستانكوفيتش بعدما تعرض في الإحماء للإصابة في العضلة الأمامية للفخذ الأيمن. وهكذا فرط الإنتر في نقطتين ثمينتين بأداء خوليو سيزار المهتز، ولأول مرة تفشل أهداف الثنائي ميليتو ـ إيتو معا في جلب النقاط الثلاث للإنتر. وقد حدث من قبل ضد بارما (2/0)، نابولي (3/1) وباليرمو (5/3)، عموما بات الثنائي بهذين الهدفين هما الأكثر تهديفا في البطولة (بإجمالي 30 هدفا، بهدف واحد أقل من الثنائي دي ناتالي - فلورو فلوريس)، وهما الأكثر حسما. وبتعادل أمس، فقد جلب ميليتو وإيتو معا 33 نقطة بفضل أهدافهما: 18 جلبها الكاميروني، و15 للأرجنتيني. والطريف أن ميليتو يتجاوز عدد زميله في إجمالي عدد الأهداف هذا الموسم: 19 هدفا في الدوري، 3 في دوري الأبطال وواحد في كأس إيطاليا. كما يظهر هدف التقدم أن إيتو لا يبتسم سوى على ملعبه، فالهدف الآخر للمهاجم الكاميروني خارج ملعبه جاء عند هزيمة الفريق في تورينو، ويبلغ إجمالي أهدافه 14 هدفا، منها 11 هدفا في الدوري، وهدف مهم للغاية أمام تشيلسي في دوري الأبطال، وآخر بلا أهمية أمام لاتسيو في مباراة كأس السوبر الإيطالية. في المقابل سطع اسما كيريسون وكرولدروب مسجلا هدفي فيورنتينا وهما اسمان أشبه بأسماء أبطال الأفلام البوليسية، ويعد هذا هو الهدف الثاني للاعب البرازيلي بقميص فيورنتينا والأول على ملعب أرتيميو فرانكي. أما الآخر، كرولدروب، فهذه هي المرة الرابعة التي يسجل فيها بهذه الطريقة، بعد هدفه من تلك النقطة أمام بايرن ميونيخ، ولاتسيو في كأس إيطاليا، وأمام سيينا والإنتر في الدوري. يذكر أن كرولدروب، عدا موتو، هو الوحيد في فيورنتينا الذي سجل في المنافسات الثلاث جميعها. ويقول القائد ريكاردو مونتوليفو: «الآن علينا التركيز في مباراة كأس إيطاليا، ونريد الفوز بها مثلما كنا نريد الفوز بهذا اللقاء، بالطبع لا ينبغي أن نسمح بدخول هدفين إلى مرمانا الثلاثاء المقبل». من جهته، كان برانديللي صرح عشية اللقاء: «أي تشكيل سأدفع به إلى المباراة فإن أحدهم سيكون لديه ما يقوله». وبعدما رأينا أنه دفع بكيريسون وليس جيلاردينو، يكون السؤال هو: ماذا قال عقب المباراة؟، وكان الرد: «جاءت الفكرة من أن جيلاردينو يلعب كثيرا وكيريسون وصل لحالة جيدة، ويشم رائحة الهدف، وهو شاب يدخل إلى العمق ولديه إمكانات طيبة. وأعتقد أنه يستوعب الآن طريقة لعبنا وكان صحيحا أن نستغل حماسه. تسألونني عن المشككين؟ إنها مسألة لا تستحق حتى التعليق». وعن الوصول للمركز الرابع، قال: «كرة القدم تعج بالمفاجآت». كما أكد آندريا ديلا فاللي، مالك النادي، على قوة فريقه وقال: «كان ردنا في الملعب، والآن يتجه تركيزنا ليوم الثلاثاء. ونشكر جماهير فلورنسا على اللافتة الكبيرة التي حملوها. وإذا لعبنا بهذا الشكل فبإمكاننا إلحاق الهزيمة بجميع الفرق». وكانت جماهير النادي قد علقت لافتة ضخمة كتب عليها: «النادي بتماسكه وحبه المعتاد ونحن بثقة وبصوت واحد نحو هدفنا الوحيد»، التي تعكس الرغبة الشديدة في الوصول للمركز الرابع. ويواصل مونتوليفو تعقيبه على المباراة: «لقد نزلنا إلى الملعب من أجل الفوز، وأعطينا كل ما لدينا، وكان بإمكاننا الفوز، لكن التعادل هو النتيجة العادلة في النهاية. بقرب انتهاء المباراة شعرنا بإرهاق شديد نتيجة ضغط الإنتر لكن لحسن الحظ أننا تعادلنا في النهاية».

وعن المركز الرابع قال: «سيكون تافها الحديث عن ذلك الآن، لكننا نفكر في مباراة تلو الأخرى. وبالطبع هذه نقطة غالية وسنذهب إلى بيرغامو من أجل الفوز، هل تسألونني إذا كان لوكا توني سيبعث لي برسالة يشكرني فيها على منح روما هذه الفرصة؟ أجل، ولدي انطباع أننا كنا نحظى بمناصرة كثير من المشجعين في تلك المباراة». وتحدث برانديللي بعد ذلك عن مستقبله قائلا: «تحدثت أنا وآندريا ديلا فاللي الجمعة الماضية بالهدوء المعتاد. ما زال هناك وقت طويل، لذلك فأنا مرتبط مع النادي بعقد. وبالبيان الذي أعلنته كنت أريد أن أكون واضحا، واللعب انتهى وأرغب في البقاء هنا. إنها ليست مباراة كرة طاولة، لقد قلت ذلك، فما هي إلا مجرد تفسيرات خاطئة لحب شديد من جانبي ومن جانب مالكي النادي. وبما أننا كنا واضحين جميعا فلا مكان لأي مشكلة. بل إن المشكلات لم تكن موجودة قط».