برشلونة يحسم قمة «الكلاسيكو» وريال مدريد يعاني الإحباط والقلق

تعادل مخيب لمانشستر يونايتد مع بلاكبيرن يحرمه من استعادة الصدارة ويضعف آماله في الفوز باللقب الإنجليزي

TT

أنفق نادي ريال مدريد 250 مليون يورو (أكثر من 337 مليون دولار) لتدعيم صفوفه بأبرز اللاعبين في العالم، لكن الفريق اقترب خطوة جديدة من الخروج صفر اليدين من الموسم الحالي مع الهزيمة صفر/2 التي مني بها أمام ضيفه ومنافسه التقليدي العنيد برشلونة في المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الإسباني.

ويدين برشلونة بفوزه إلى صانع ألعابه الدولي تشافي هرنانديز الذي صنع هدفي الفوز اللذين سجلهما الأرجنتيني ليونيل ميسي في الدقيقة 33 وبيدرو رودريغيز (55). وأوقف برشلونة الانتصارات المتتالية لريال مدريد عند 12، ورفع رصيده إلى 80 نقطة بفارق 3 نقاط أمام النادي الملكي الذي تراجع إلى المركز الثاني وبات في طريقه إلى الخروج خالي الوفاض من دون أي لقب هذا الموسم.

ولم تقتصر خسائر ريال مدريد من المباراة على ابتعاده خطوة كبيرة عن المنافسة على لقب البطولة الوحيدة الباقية أمامه هذا الموسم حيث تراجع للمركز الثاني بفارق ثلاث نقاط خلف برشلونة، ولكن أكدت أيضا عجز الفريق عن تقديم أفضل مستوى أداء لديه في المواجهات الصعبة والمهمة أمام أقوى منافسيه.

وسقط ريال مدريد بهدف نظيف في مباراته أمام برشلونة على ملعب الأخير في استاد «كامب نو» بالدور الأول من المسابقة، ثم سقط مجددا بهدفين نظيفين في مباراة الدور الثاني ليفشل ريال مدريد في هز شباك منافسه على مدار 180 دقيقة في الموسم الحالي.

كما خرج الفريق صفر اليدين من بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بعد السقوط أمام ليون الفرنسي في دور الثمانية.

وكان الأكثر إثارة للدهشة هو خروج الفريق مبكرا من مسابقة كأس ملك إسبانيا أمام فريق ألكوركورن أحد أندية دوري الدرجة الثالثة بإسبانيا، حيث سجل ريال مدريد هدفا وحيدا على مدار 180 دقيقة خاضها أمام هذا الفريق في مباراتي الذهاب والإياب. ويعترف الجميع في النادي الملكي سواء من مسؤولي النادي أو أعضاء الجهاز الفني أو اللاعبين بأن مشكلة الفريق وسقوطه لا يعتمد على قوة منافسيه بقدر ما هو نتيجة لمشكلات في الفريق نفسه. وقال الأرجنتيني خورخي فالدانو مدير عام النادي والرجل الثاني في ريال مدريد إن الفريق يعاني بالفعل في الموسم الحالي من مشكلات في مواجهة المباريات الكبيرة، مشيرا إلى التوتر الذي يسيطر على الفريق في المباريات أمام منافسيه البارزين.

كما لمح المدرب التشيلي مانويل بيليغريني إلى هذا التوتر الذي يسود اللاعبين أيضا والذي ظهر على الفريق في الشوط الأول ففشلوا في تشكيل أي خطورة على مرمى برشلونة. في المقابل عاش النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه ليلة لا تنسى بعد الفوز على ريال مدريد في عقر داره. وقال ميسي «لقد أظهرنا أننا قادرون على قهر أي فريق آخر، عندما نعمل بشكل جماعي».

وأضاف «كانت مباراة مغلقة، غلفها كثير من الاحترام بين الفريقين، الشيء الأهم هو أننا عدنا لموقع الصدارة مجددا». وكان برشلونة قد لقن منافسه التقليدي ريال مدريد درسا قاسيا جديدا وأسقطه بالضربة القاضية في عقر داره. وخاض ريال مدريد المباراة بهدف الثأر لهزيمته القاسية والمدوية 2/6 أمام برشلونة في مباراة الكلاسيكو على الملعب نفسه في الدور الثاني من الموسم الماضي، لكن ميسي وباقي نجوم برشلونة وفي مقدمتهم حارس المرمى فيكتور فالديز وقائد خط الوسط تشابي هيرنانديز والمهاجم الإسباني بدرو رودريغيز كان لهم رأي آخر بإحراز هدفين قادا الفريق للفوز 62 لبرشلونة على ريال مدريد في 160 مباراة بينهما مقابل 68 فوزا لريال مدريد و30 تعادلا. وهي المرة السادسة عشرة التي يخسر فيها ريال مدريد على أرضه أمام برشلونة في تاريخ لقاءات الفريقين.

وفي إنجلترا حرم بلاكبيرن روفرز ضيفه مانشستر يونايتد حامل اللقب من استعادة الصدارة ولو مؤقتا بعدما أجبره على الاكتفاء بالتعادل معه صفر - صفر أمس على ملعب «أيوود بارك» في المرحلة الرابعة والثلاثين من الدوري الإنجليزي.

وكان فريق «الشياطين الحمر» تنازل عن الصدارة في المرحلة السابقة لمصلحة تشيلسي بعد خسارته أمام الأخير في عقر داره (1 - 2)، ثم أتبع هذه الخيبة بأخرى بخروجه من مسابقة دوري أبطال أوروبا رغم فوزه الأربعاء على بايرن ميونيخ الألماني 3 - 2 في إياب ربع النهائي (خسر ذهابا 1 - 2). واكتملت الخيبة أمس بالتعادل مع بلاكبيرن ليفرط فريق المدرب الاسكوتلندي أليكس فيرغسون بفرصة استعادة الصدارة من تشيلسي بانتظار مباراة الأخير مع بولتون غدا بسبب انشغال الفريق اللندني بمباراة الدور نصف النهائي من مسابقة الكأس مع أستون فيلا (3 - صفر). وقد يتراجع مانشستر إلى المركز الثالث في حال فوز أرسنال على جاره توتنهام الأربعاء المقبل في ختام المرحلة لأنه لا يفصله عن «المدفعجية» حاليا سوى نقطتين، فيما يتخلف عن تشيلسي بفارق نقطة قبل مباراة الأخير مع بولتون.

ولم يقدم مانشستر شيئا يشفع له في أن يخرج فائزا من ملعب مضيفه، وبدأ فيرغسون اللقاء بإشراك الإيطالي الشاب فيديريكو ماكيدا إلى جانب البلغاري ديميتار برباتوف في ظل غياب هداف الفريق واين روني بسبب انتكاسه مجددا بعد خوضه 55 دقيقة الأربعاء الماضي أمام بايرن ميونيخ رغم عدم شفائه التام من الإصابة التي تعرض لها في كاحله خلال مباراة الذهاب في «إليانز إرينا».

وفشل مانشستر خلال الشوط الأول في هز شباك الحارس الدولي بول روبنسون على الرغم من بعض الفرص النادرة التي سنحت له أبرزها للأكوادوري أنطونيو فالنسيا الذي وصلته الكرة من ماكيدا فسددها أرضية لكن حارس أصحاب الأرض تدخل ليحرمه من افتتاح التسجيل في الدقيقة 25، ثم تدخل مجددا قبل دقيقتين على نهاية الشوط الأول ليتألق في مواجهة فالنسيا أيضا عندما انفرد به الأخير بعد تمريرة متقنة من برباتوف في الدقيقة (43).