مايكون يقود الإنتر للفوز على يوفنتوس في دوري إيطاليا

مدرب اليوفي ولاعبوه يتهمون الحكم بالتحيز للفريق المنافس

TT

حسم إنترناسيونالي قمة إيطاليا بعد تغلبه على يوفنتوس بهدفين نظيفين سجلهما في الشوط الثاني كل من مايكون (30) وإيتو (46) بعدما انتهى الشوط الأول من دون أهداف، في مستهل لقاءات الأسبوع الرابع والثلاثين لبطولة إيطاليا. وشهدت المباراة حالة طرد واحدة في صفوف اليوفي بعدما حصل مدافعه سيسوكو على البطاقة الصفراء الثانية له خلال المباراة. وعقب المباراة، واصل المدير الفني للإنتر خوسيه مورينهو صمته «المحلي» وسيعود للحديث فقط الاثنين المقبل عشية لقاء ربع نهائي دوري الأبطال أمام برشلونة، واقتصر على التعبير عن فرحته برقصة سريعة بعد هدف إيتو الذي قضى على آمال يوفنتوس في التعادل. وأمام الكاميرات التلفزيونية ومفكرات الإعلاميين حضر ماركو برانكا مدير المنطقة الفنية في الفريق وبدأ حديثه بمزحة: «إنني أستمتع بالقيام بدور نائب مورينهو لكنهم لا يدفعون لي أكثر عندما أفعل ذلك..». ثم انطلق بعد ذلك في تحليل المباراة: «واجهنا بعض الصعوبات لأنهم نجحوا في تضييق المساحات جيدا عقب طرد سيسوكو. ومايكون كان رائعا في افتتاح الأهداف بالتسجيل بهدوء لم يكن موجودا كثيرا من قبل. بالطبع كان هناك توتر لأنه لا مكان للخطأ، لكنه توتر إيجابي لأننا نحتل القمة في إيطاليا منذ سنوات. إنه فوز مهم، ولا نتحدث عن الشد العصبي. وبين اللاعبين هناك فقط الرغبة في تقديم شيء جيد والفوز حتى وإن كانت السعادة بداخلنا أكبر لأننا فزنا بهذه المباراة بالتحديد. ولا ينبغي أن ينتهي الأمر هنا». وعن مواجهة برشلونة المقبلة، قال: «هل تسألون إذا كان أداء الإنتر اليوم كافيا أمام الفريق الكتالوني؟ أيضا الإنتر أمام كتانيا كان يبدو أنه لن يكفي أمام تشيلسي.. قوتنا تكمن في قدرتنا على التأقلم مع أي موقف وأي خصم. وسيقوم مورينهو بعمل خططي كبير، وليس بدنيا، لأننا نلعب منذ فترة كل ثلاثة أيام». من جهة أخرى، احتفل الأرجنتيني زانيتي، قائد الفريق الذي لا يكل أبدا بالمباراة رقم 500 له مع إنتر ميلان في الدوري الإيطالي، وقال عقب اللقاء: «فوز مهم جدا على فريق كبير دفع، هذا العام، ثمن الإصابات الكثيرة. ولا أعلم إن كان هذا الأداء سيكون كافيا أمام برشلونة؛ فهم الأفضل في العالم من حيث اللاعبين والاستمرارية. ونتمنى أن نقدم مباراة غير عادية بعد غد».

وبدت السعادة أيضا على ماركو ترونكيتي بروفيرا، رئيس شركة «بيريللي» وأحد أكبر المساهمين في النادي، وقال: «انتصار مهم، وكان اللقاء صعبا حتى النهاية، وجاء الفوز من خلال اللعب بالقلب. وعلى الرغم من الفرص المهدرة، التي كانت كثيرة، فإن فوزنا مستحق». وكان الجو في استاد جوزيبي مياتزا أمس ملتهبا، ويضيف ترونكيتي: «كان التوتر الشديد واضحا، لكن المهم هو أن الملعب في النهاية يصنع الفارق. وعن رأيي في فكرة سحب لقب بطولة 2006 من الإنتر؟ الإجابة قالها المشجعون (في إشارة للافتة كبيرة كتب عليها: إنها بطولتنا! وفخورون بها! ولا مساس بها!). هل أتفق مع موقفهم؟ أؤكد مجددا أن القضاء سيقول كلمته». كما تحدث أنجيلو ماريو موراتي، نائب رئيس النادي، عن اللقاء قائلا: «هذه هي الطريقة المثلى من أجل الإعداد لبرشلونة. وقدمنا مباراة كبيرة وكان بإمكاننا إنهاؤها مبكرا والفوز بنتيجة أكبر». يبتسم، وهاتفه الجوال يواصل الرنين، فذووه وأصدقاؤه يريدون الاحتفال بفوز مهم للغاية. ولم يرغب أنجيلو ماريو في توقع من سيفوز بالدوري قائلا: «لأن الأمر الآن لا يتوقف علينا». بالصبر والتركيز وأيضا الحماس، نجح لاعبو إنترناسيونالي في فتح ثغرات في فريق زاكيروني، وكانت كرة مايكون الساحرة حاسمة، وهو اللاعب رقم واحد في العالم في مركزه. عبقرية وجنون في الوقت نفسه في الكرة الرائعة التي سيطر عليها بالفخذ ثم الصاروخ الطائر بالقدم اليمنى لم يستطع بوفون الحارس الأول في العالم أن يفعل لها شيئا. وقد يعيد هذا الهدف إلى أذهان من يتمتع بالذاكرة القوية جوسيمار بريرا الذي كان يلعب في المركز نفسه الذي يلعب فيه مايكون في المنتخب البرازيلي عام 1986. حملت مباراة القمة خبرا سارا آخر في انتظار لقاء برشلونة الحاسم بعدما سجل إيتو الذي لن يتوقف عن التسجيل الهدف الثالث له في ستة أيام فقط؛ اثنان في مرمى فيورنتينا (واحد في الدوري وآخر حاسم في كأس إيطاليا)، والثالث في مرمى يوفنتوس. وهو الهدف الثاني عشر له في البطولة، والسادس عشر مع الإنتر. عموما، فقد نجح في التسجيل في البطولات كافة بما فيها كأس السوبر الإيطالية أمام لاتسيو. ولا يمكن لأي لاعب في الإنتر أن يعادله هذا العام. وأمامه لقاءان آخران مع رفاقه ويأمل أن يقدم شكلا أفضل من الذي ظهر به في دور المجموعات عندما تفوقت كتيبة غوارديولا على الإنتر في الأداء والنتيجة. ويقول إيتو: «كانت مباراتنا مع اليوفي صعبة، لكن المهم كان الفوز، ويعد هدف مايكون هو أفضل أهداف البطولة. التسجيل في يوفنتوس مهم، وقد قمت بالشيء ذاته في مباراة الدور الأول، ومن الجميل رؤية جماهير الإنتر سعداء هكذا.

لكن كل هدف لي هو للفريق، الذي نجح في العمل بشكل جيد في أصعب اللحظات. واكتنفت هذه المباراة ضغوطات كبيرة، لا سيما قبل لقاء دوري الأبطال. ولم يكن سهلا قط الإعداد لمباراة معينة ولا بد من التركيز الشديد الذي يليق بفريق كبير. ونحن لعبنا بتركيز وقلب ومهارة، وهو أيضا ما سنحتاج إليه بعد غد لأن برشلونة هو الفريق الأقوى في العالم. لقب الدوري؟ أقول إن الضغط الكبير الآن هو على روما..». ويختتم قائلا: «لم أصل إلى الآن لقمة مستواي، لكنني في حالة جيدة». إلى ذلك، بدأ الإنتر أولى التجارب التكتيكية استعدادا لربع دوري الأبطال ولا يمكن استبعاد أن يلعب إنترناسيونالي كما ظهر في كأس إيطاليا، ففي فلورنسا استخدم مورينهو طريقة 4/1/4/1، بوجود كوردوبا كظهير أيمن ومايكون جناح، وهذا هو التشكيل الأرجح أمام برشلونة: خوليو سيزار في حراسة المرمى وأمامه كوردوبا، ولوسيو وصامويل وزانيتي في الدفاع، وكامبياسو أمام الدفاع، ومايكون وإيتو ظهيران متقدمان، وشنايدر وتياغو موتا (أو ستانكوفيتش) في وسط الملعب، وأخيرا ميليتو رأس الحربة الصريح الوحيد. من جانبه، احتج ألبرتو زاكيروني المدير الفني ليوفنتوس على طرد سيسوكو الذي أثر بلا شك على أداء الفريق ونتيجة المباراة، وقال: «إذا كان الحكم قد منح البطاقة الصفراء الثانية فالخطأ كان موجودا بالفعل لكنني لم أفهم الإنذار الأول، فلتقولوا لي السبب فأنا لا أجده. ومباراة كهذه لا يمكن أن تحسم بأحداث من هذا القبيل». وتابع بحسرة شديدة: «كان يبدو لي أننا بدأنا المباراة بشكل جيد للغاية. وركزنا على استحواذ الكرة». ثم يعاود الحديث عن إدارة الحكم داماتو ليقول: «أعتقد أنكم لم تروني أبدا أتحدث عن الحكام، وأنا أؤيد قاعدة تفهم الأخطاء ولا تبدو المباراة لي صعبة على الحكم ولكن.. هدفنا كان عدم منح نقاط مرجعية للخصم من خلال التماسك الشديد في وسط الملعب. لكن الموسم بدأ بصورة سيئة..». من الصعب أيضا نسيان هذه الهزيمة، لأن زاكيروني يرى أنه «لم تظهر في الملعب أي نقاط تشير إلى وجود فجوة مع الإنتر. دييغو؟ لقد أعجبني أداؤه، أيضا في الشوط الثاني فهو الأفضل بين من شاركوا معي. غير أن ندمي لا يتعلق بهذه المباراة، لكن بسابقاتها. وقد يكون هناك ما ألوم عليه الفريق، لكنني أعتقد أن المشكلة الكبرى لهذا الفريق هي أنه لم ينجح قط في التدرب بشكل منتظم» . ويتابع: «بدأت أقوم بعملي كمدير فني بالفعل فقط في الأسبوعين الأخيرين». وتحدث جيورجيو كيلليني مدافع يوفنتوس معترضا بوضوح على حكم اللقاء: «لو أكملنا المباراة بأحد عشر لاعبا لحسمنا النتيجة لصالحنا، وفي النصف ساعة الأول من اللقاء قدم اليوفي أكثر من الإنتر بكثير، وبعدها كان طرد سيسوكو، ولا أحد في العالم بإمكانه أن يقر بالإنذار الأول.

ثم أفكر بعد ذلك في الأخطاء الكثيرة من جانب صامويل، مدافع الإنتر، وموتا الذي كاد أن ينزع قميصي عني في منطقة الجزاء. ومن دون أخطاء بعينها ما كان الإنتر ليفوز أبدا باللقاء».

ويضيف: «المستقبل لا يهمنا، فلو فاز باليرمو سيصبح صراعا نحو دوري الأبطال بلا أمل لكن زاكيروني قام بعمل جيد».