ليس من السهل معرفة هل كانت توقعات ماوريتسيو زامباريني، رئيس نادي باليرمو، وسيلة لدرء الحسد أم قناعة سيئة وغير صائبة. وبالتأكيد لم تكن نتيجة (0/2) التي توقع بها زامباريني خسارة فريقه أمام فريق الميلان، تحمل الكثير من الصواب. فقد قال رئيس نادي باليرمو قبل اللقاء: « إنني أشعر بالقلق وألمس نوعا من التراخي بين لاعبي الفريق وكأن الفوز على الميلان أمر مؤكد». لكن فريقه خرج فائزا (3/1)!.
لقد فهم لاعبو فريق باليرمو رسالة رئيس النادي جيدا وكذبوا توقعاته. وكان فريق الميلان في النهاية هو الذي تعرض للهزيمة بفارق هدفين. واقترب فابريتسيو ميكولي مهاجم فريق باليرمو من دانتي دي مازو، أفضل مهاجمي فريق باليرمو على الإطلاق في دوري الدرجة الأولى الإيطالي (39 هدفا لميكولي مقابل 40 هدفا لدي مازو)، واقترب فريق باليرمو من تحقيق هدفه بالتأهل لدوري أبطال أوروبا. لقد أنهي الفريق الصقلي اللقاء وهو يحتل مجددا المركز الرابع وسيتناول الفريق عشاءه وهو يشجع فريق روما الذي سيترك، في حالة فوزه على فريق سمبدوريا، فريق باليرمو في المركز الرابع بجدول ترتيب الدوري.
لكن مكاسب فريق باليرمو من مباراة الميلان الأخيرة لم تقتصر على هذا. فقد عادل الفريق، بوصوله للنقطة 58، الرقم القياسي الذي حققه في عدد النقاط في الدوري في موسم 2006 - 2007. ومن المرجح أن يحطم الفريق ذلك الرقم خلال مباراة الأحد القادم في سيينا، إلا إذا تسببت أعراض اللعب خارج ملعبه مرة أخرى في خسارة فريق باليرمو بقيادة المدرب ديليو روسي، الذي ينفي نيته تشجيع فريق روما: «لا يهمني شيء من أمر فريق سمبدوريا، فأنا أفكر فقط في فريق باليرمو. إن التأهل لدوري الأبطال هدف يجب تحقيقه وليس إعلانه والتشدق به في كل مكان. علاقتي مع جماهير نادي باليرمو علاقة تأثرية، فأنا أظهر حماسا كبيرا في الملعب وأعاني مثلهم. إن فريق باليرمو فريق جاد، ومنذ سبعة أشهر يظهر التزاما كبيرا ووضع نفسه تحت تصرفي. وهو مثال لطريقة تنظيم المواهب».
وكحبه لكعكة الكريز، أدى الفوز على فريق الميلان لنتيجة أخرى بالنسبة إلى فريق باليرمو: فبهذا الفوز وصل الفريق للفوز رقم 16 هذا الموسم واقترب من الرقم القياسي لعدد مرات الفوز الذي حققه الفريق خلال الموسم الماضي برصيد 17 فوزا. وهو نفس عدد الأهداف التي سجلها ميكولي في بطولة الدوري الحالية والتي تمنحه الأمل في تجاوز هذا الرقم وتحقيق رقم قياسي من الأهداف. وعلى عكس رئيس النادي، يقول ميكولي إنه لا يخشى الحسد. وفي موسم مليء بالإنجازات مثل الموسم الحالي لا يتبقى لميكولي سوى شرف الانضمام إلى المنتخب، لكنه يفضل إظهار عدم الاكتراث بالأمر ويقول: « إنني لا أفكر في المنتخب. وبغض النظر عن أن الحديث عن انضمامي إلى المنتخب لا يثار إلا قليلا، فأنا حقا لا أهتم بهذا الأمر. إنني بحالة جيدة هكذا ولا أعتقد أنني سأشارك ضمن كتيبة المنتخب في جنوب أفريقيا، لأنني بداخلي شعور أنني لن أسافر مع المنتخب. ويعني هذا أنني في تلك الفترة سأكون في مدينة غاليبولي مع أسرتي التي تساوي أكثر بكثير من المنتخب».