الإنتر يقترب من اللقب الإيطالي ويتطلع لإحراز الثلاثية

موتا قاد الفريق للفوز على لاتسيو ويطالب برفع إيقافه للمشاركة في نهائي دوري الأبطال

TT

اقترب فريق إنترناسيونالي كثيرا من إحراز لقب بطولة إيطاليا هذا الموسم، وذلك بعد تغلبه على مضيفه لاتسيو في الملعب الأولمبي بروما بهدفين نظيفين سجلهما والتر صامويل في الدقيقة 46 من الشوط الأول وتياغو موتا في الدقيقة 25 من الشوط الثاني، واستعاد الإنتر بذلك صدارة الترتيب برصيد 76 نقطة بفارق نقطتين عن روما الوصيف وتتبقى له مباراتان سهلتان نظريا أمام كييفو وسيينا.

واعترف تياغو موتا صاحب الهدف الثاني لإنترناسيونالي عقب المباراة قائلا: «لدي شيء ما بداخلي، يجعلني لا أشعر بالراحة لما حدث يوم الأربعاء أمام برشلونة، واليوم سجلت هدفا ربما رفع من معنوياتي قليلا، لكن الآن أتمنى أن يشاهد مسؤولو الاتحاد الأوروبي الجزء المتعلق بطردي خلال المباراة وأن يجعلوني أشارك في المباراة النهائية في مدريد. وبعد فوز روما لم يكن أمامنا بديل، وهذا الفوز يعد خطوة مهمة نحو اللقب، لكننا ما زلنا نحتاج لانتصارين آخرين، ولأربعة انتصارات للفوز بكل شيء. الأمر صعب لكننا مؤمنون بذلك، وبالفعل ينتظرنا لقاء صعب الأربعاء المقبل في نهائي كأس إيطاليا».

وفي لحظة من المباراة، كانت الأمور تبدو أصعب مما كان متوقعا إلى أن نجح والتر صامويل في هز شباك لاتسيو، وأكد أنه لاعب مبدع فدائما ما اعتاد التنقل بين جنبات الملعب، وخصوصا عندما تكون هناك حاجة لذلك، وعن ذلك يقول مازحا: «لا أعرف ماذا كنت أفعل هناك ففي ممرات كثيرة أذهب لمنطقة جزاء الخصم ولا يفيد ذلك بشيء ولحسن الحظ أن العكس حدث هذه المرة». واعتمد الإنتر هذا العام الهجمات العنترية من جانب مدافعيه على ملعبه في سان سيرو أمام دينامو كييف، وسيينا وكالياري، وكان يفتقدها خارج ملعبه لكنها هذه المرة مهمة للغاية نحو إحراز لقب البطولة. يشار إلى أن كارل موسليرا حارس لاتسيو الذي يسمونه كاريل (نسبة إلى لاعب لاتسيو السابق التشيكي كاريل بوبورسكي) أدى مباراة أشبه بالمعجزة، غير أن المدافع الأرجنتيني يضيف: «المسألة لم تنته ولحسن الحظ ليس بإمكاننا الراحة فنحن الآن على بعد خطوة من كل شيء وسنلعب مباراة نهائية فقط».

قبل المباراة بساعة ونصف الساعة تقريبا، وصل فريق الإنتر إلى الملعب الأولمبي، وقبل الدخول إلى غرفة خلع الملابس ذهب اللاعبون لإجراء التفقد المعتاد للملعب، فيما كان ماريو بالوتيللي يتجه نحو المدرجات ويبعث بالإشارة المعتادة على الود الموجود بوضع يده على قلبه. وتلقى تحية كبيرة من الجماهير، وهو التقارب الذي لا يتماشى مع تصريحات مينو رايولا وكيل أعماله والمقتنع قليلا بتصرف النادي تجاه اللاعب الشاب الذي «يشعر أحيانا بالخوف خلال المران، وقد اعتذر عن إلقائه لقميص الفريق، لكنني لم أسمع اعتذارات زملائه الذين اعتدوا عليه في غرفة الملابس، ولا إدارة النادي التي اتخذت موقفا بهذا الشأن». وكان مقلقا أن «يجد ماريو منذ أيام صواميل عجلات سيارته الـ4 مفككة، وإذا لم ينتبه لذلك كان سيلقى حتفه». وبالأمس تواردت أنباء عن تغيير بالوتيللي لمكان إقامته، وبالطبع مقره الحالي سري وهو مؤشر آخر على الضيق الذي يشعر به على مستوى البيئة المحيطة.

كان ماريو من بين الذين تم استدعاؤهم للقاء لاتسيو، وقيل في الصباح إنه قد يشارك من البداية. لكن، بعد ذلك، يبدو أن شيئا ما لم يقنع المدرب مورينهو، غير أن إدارة النادي تؤكد أن الأمر لا يتعلق بشيء خطير. لكن ذلك بالنسبة لمورينهو فقط إلى حد ما وإلا فمن الصعب تفسير عدم مشاركة اللاعب الصاعد طوال 90 دقيقة، وخصوصا في مباراة كانت طيبة للغاية بالنسبة إلى الإنتر. وبالترتيب، نزل ميليتو بديلا لشنايدر، ومونتاري بديلا لإيتو، وكوردوبا مكان لوسيو، والتغيير الأخير فقط هو الذي كان اضطراريا للإصابة. وظل ماريو بحالة سيئة والتقطته الكاميرات أكثر من مرة واضعا رأسه بين يديه. ويقول برانكا مدير المنطقة الفنية للإنتر: «إنه لاعب في الإنتر، وسيكون مفيدا للغاية في هذه المرحلة الأخيرة من الموسم لكن مورينهو هو الذي يقرر متى يشركه».

وسيظل فريق الإنتر في روما حتى مساء الغد، ثم يعود إلى ميلانو عقب نهائي كأس إيطاليا مباشرة، وسيواصل تدريباته على استاد فلامينيو. ويبقى التحقق من حالة لوسيو الذي تعرض للإصابة في ربلة الساق الأيمن. ويواصل برانكا: «الثلاثية ممكنة فلدينا العقليات السليمة مقارنة بالماضي. ومورينهو هو الضمان، وعن مستقبله فمن غير القابل للتفكير أن يكون بعيدا عن الإنتر فهو سعيد هنا». وعن الملعب الأولمبي الذي كان بأسره يشجع الإنتر يضيف: «أقول فقط إن التوأمة بين رابطتي مشجعينا موجودة منذ وقت طويل. والشيء ذاته يحدث في ميلانو. وأتمنى أن تكون مباراة كأس إيطاليا كبيرة ومذهلة وأن يكون الصراع بشكل رياضي».

لكن هل من الممكن أن تثير هزيمة آثار فرحة الفوز ذاتها؟ أجل، عندما تكون المنافسة مبالغا فيها وتواجه الفريق الذي يمكنه تجنب «جريمة كبرى»، وهو أن يفوز «أبناء العم» المكروهون بالدوري. وأعلنت جماهير لاتسيو مسبقا أنها ستشجع الإنتر أمام فريقها عندا في فريق روما، والخطر بالفعل كان كبيرا في إطلاق روما من جديد في السباق نحو لقب هذا الموسم. وكانوا عند وعدهم، وساعدهم على ذلك التوأمة التاريخية بين مشجعي الناديين، علاوة على تعادل أتالانتا الذي أهدى البقاء إلى لاتسيو تقريبا. وماذا عن الفريق؟ سعى على الرغم من الأجواء المحيطة كي يقوم بواجبه، ويقر بذلك جيوفاني لوبيز مساعد المدرب إيدي ريجا الموقوف وفي أول مباراة له كمدرب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي قائلا: «شعرنا بالتشجيع المضاد لنا لكننا كنا مركزين في المباراة وحاولنا ألا نتأثر بذلك. وبعد تقدم الإنتر بهدف صامويل انهار الفريق ودفعنا ثمن المناخ الذي ساد طوال الأسبوع لكن الإنتر كان متفوقا علينا».

أما لاعب وسط لاتسيو كريستيان بروكّي فيقول: «كان المناخ غير طبيعي لكننا - نحن اللاعبين - منحنا أقصى ما لدينا لتحقيق نتيجة إيجابية. وكنا نريد حتى نقطة واحدة من أجل البقاء في الدوري وبالطبع هزيمة أتالانتا جعلتنا نلعب بهدوء أكثر». هكذا كان الملعب الأولمبي بأكمله يدفع الإنتر نحو الفوز الذي يقربه من اللقب. كما كان هناك أيضا إعادة الصياغة لبعض الهتافات التقليدية من جانب الجماهير، وهتاف «لا بد من الفوز» المعتاد أصبح «لا بد من الخسارة». لكن ما لفت الأنظار هو اللافتة الكبيرة التي أظهرها المشجعون بعد هدفي الإنتر وكتب عليها: «يا للهول» والتي تشبه الاستهزاء. وكانت هناك لافتة لمدرب الإنتر لكن الأمر هنا لا يتعلق بروما كتب عليها: «مورينهو رجل حقيقي في كرة قدم مزعومة».