جمال الغندور: الإعلام المصري يرتدي ألوان الأندية.. والأهلي والزمالك سببا لي المتاعب

وصف رؤساء لجان التحكيم في بلده والسعودية وتونس برجال المهمات الصعبة

TT

أكد الحكم المصري الدولي السابق جمال الغندور أنه واجه كثيرا من الصعوبات خلال رئاسته للجنة الحكام في مصر، التي استمرت ثلاث سنوات، ووصف منصب رئيس لجنة الحكام في مصر والسعودية وتونس بأنه أصعب المناصب الرياضية عربيا، وهي مهمة شاقة جدا، كون الأندية في هذه الدول أقوى من مثيلاتها في الدول العربية الأخرى، ومن يصبح رئيسا للجنة فيها لا بد أن تكون من أهم صفاته الصبر.

الحكم الغندور تحدث لـ«الشرق الأوسط» على هامش البطولة العربية الثانية لكرة القدم الشاطئية التي اختتمت أخيرا في الدمام شرق السعودية، حيث كان مكلفا برئاسة لجنة الحكام، وأشاد بالمستوى الفني للمنتخبات المشاركة في البطولة.

> كيف تقيم مستوى البطولة العربية الشاطئية الثانية لكرة القدم التي أقيمت أخيرا في الدمام، من الناحية الفنية والتحكيمية؟

- البطولة جيدة جدا من الناحية الفنية، وتابعنا فيها مباريات ذات مستوى رفيع من قبل المنتخبات المشاركة، أما ما يخص التحكيم فشهادتي فيه ستكون مجروحة كوني رئيس اللجنة بالبطولة، ولكن الأمور سارت بشكل جيد والحمد لله، فلم نواجه أي مشكلات تذكر، وهذا يعطي انطباعا بأن مستوى الحكام كان جيدا.

> جمال الغندور اسم كبير في الساحة الدولية، حيث شارك في تحكيم مباريات كأس العالم، وأمم أوروبا عام 2002، وكأس أميركا الجنوبية، وتم تسجيل اسمه ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كيف ترى هذه الإنجازات؟

- لما تقدمت للتحكيم، سألوني لماذا دخلت هذا المجال، فكان جوابي أنني أريد الذهاب لكأس العالم، والحمد لله تحقق ذلك، وأنا سعيد جدا بما حققته خلال مشواري الرياضي الزاخر بالعطاء، حيث شاركت في معظم البطولات التي أقيمت في مختلف أنحاء العالم.

وفيما يخص دخولي موسوعة غينيس للأرقام القياسية لم أكن أسعي لذلك ولكن ذلك حدث بالفعل كوني الحكم الوحيد الذي شارك في بطولة كأس أمم أوروبا من خارج القارة، وهذا شرف كبير لي أنني شاركت في تلك البطولة، ويعتبر بالنسبة لي الحدث الثاني الأكبر بعد كأس العالم طبعا.

> بعد مشاركتك في كأس العالم 2002 أعلنت اعتزالك التحكيم، وفسر ذلك بأنه اعتراض أو عدم رضا منك كون الاتحاد المصري لم يقم بتكريمك، خصوصا وأنك حصلت على درجات تقييم كبيرة في تلك المشاركة؟

- هذا كلام قيل، ولكنه غير صحيح، وأنا اعتزلت التحكيم بعد فراغي من المشاركة في نهائيات كاس العالم 2002م كوني وصلت للسن القانونية للاعتزال وهو سن الخامسة والأربعين، وبناء على ذلك ودعت التحكيم وأعلنت اعتزالي بعد تلك المشاركة.

> لكن الأنظمة في الاتحاد الدولي تجيز لك التحكيم في بلدك حتى مع وصولك لسن الخامسة والأربعين؟

- نعم، الأنظمة تجيز لي التحكيم المحلي ولكني رفضت ذلك لأن منطقي يقول إن الحكم عندما يصل للتحكيم في البطولات الكبيرة مثل بطولة أوروبا وكأس العالم ويعود للتحكيم المحلي فإن مستواه سيبدأ في الهبوط، ومن وجهة نظري فإن من الأفضل للحكم أن ينهي مشواره التحكيمي بعد أن يصل لكأس العالم، ولو أن الدوري المصري بمستوى الدوري الإسباني أو الإنجليزي أو الإيطالي سيكون الأمر مغريا للاستمرار، ولكن الدوري المصري مثله مثل الدوريات العربية في مستواه.

> ترأست لجنة الحكام في مصر، هل واجهت صعوبة في هذا العمل؟

- نعم، واجهت كثيرا من الصعوبات خلال رئاستي للجنة، التي استمرت ثلاث سنوات، وأحب أن أخبرك بأن منصب رئيس لجنة الحكام في مصر والسعودية وتونس من أصعب المناصب الرياضية في الوطن العربي، وهي مهمة شاقه جدا، كون الأندية في هذه الدول أقوى من مثيلاتها في الدول العربية الأخرى، ومن يصبح رئيسا للجنة التحكيم في هذه الدول لا بد أن تكون من أهم صفاته الصبر، وأنا تحملت في تلك السنوات الشيء الكثير، وعملت على إنشاء قاعدة تحكيمية عريضة للكرة المصرية، وبناء جيل جديد من الحكام، والذي أتى بعدي هو المستفيد.

> وهل تعتقد أن من حل بديلا لك في منصبك جنى ثمار عملك السابق؟

- لو استمروا في نفس السياسة والخطة التي وضعتها إبان رئاستي لجنوا الثمار، ولكنهم عادوا للوراء وأصبحوا يسيرون على نفس النهج القديم بالاعتماد على 8 حكام في الدوري، ولذلك تجد الأسماء تتكرر كل ثلاثة أيام، ونفس الأخطاء تتكرر وتزيد وتكون واضحة للمتابع، ولذلك خسرت الكرة المصرية القاعدة التي بنيتها إبان فترتي رئاستي للجنة، إضافة إلى أن الحكام الحاليين احترقوا بسبب تكرار تكليفهم المستمر والأخطاء المتزايدة، والأندية والمتابعين فقدت الثقة في الحكام لهذه الأسباب.

> لكنك تعرضت للهجوم والانتقاد ووصل حد اتهامك بالمؤامرة في ذلك الوقت؟

- شي طبيعي أن أتعرض لمثل هذه الانتقادات، لسبب بسيط، وهو أن بعض الصحف تلبس ألوان الأندية، وما تعرضت له كان بسبب أهلي وزمالك، وبعض الصحف تتبنى آراء الأندية والجماهير وتبدأ في حملاتها على الحكم وأنا واحد منهم، إضافة إلى وجود بعض القنوات التي هي الأخرى بدأت تأخذ مسارا آخر في برامجها وهو التعصب، وأتفق معك أنني تعرضت لهجوم وليس نقدا، ولم يشفع لي ما حققته من إنجاز تحكيمي مع من هاجمني، لكن المهم عندي هو محبة الناس لي وهذا أكبر كنز في حياتي.

> كيف ترى المقارنة بين الجيل الذهبي السابق مثل جمال الغندور والزيد وبلقولة وسعد كميل وعلى بو جسيم، والجيل الموجود على الساحة العربية حاليا؟

- الجيل الذهبي السابق صعب أن يتكرر ومن الظلم مقارنته بالجيل الحالي من الحكام والذين يحتاجون للكثير من أجل تطوير مستواهم.

> ترأست لجنة التحكيم في الاتحاد الإماراتي لكرة القدم لمدة موسم، هل أقالوك، أم استقلت؟

- شخصيا لا تفرق عندي أي من الجملتين سواء استقلت أو تمت إقالتي، لكن ما ذُكر من أن السبب وراء تركي المنصب عدم التفرغ وكثرة أسفاري هو غير صحيح.

> إذن ما هي الأسباب؟

- السبب هو أني أرفض أن أكون المسؤول الثاني في لجنة التحكيم، وهذا صعب علي لأني تعودت أن أكون صاحب القرار وهذا هو السبب الرئيسي، وقيلت أشياء أخرى مثل عدم التفرغ والسفر دون إذن مسبق وخلافه، وأنا أتحمل جزءا من السبب لأني قبلت في بداية الأمر العرض أن أكون مديرا فنيا للحكام في الإمارات، ولكنني لم أستطع الاستمرار، ولذلك لم تستمر التجربة إلا موسما واحدا فقط.

> وكيف كانت التجربة هناك.. وما نتائجها؟

- كانت تجربة جيدة، واتبعت نفس الأسلوب الذي اتبعته إبان رئاستي للجنة التحكيم في مصر، وأعطيت الفرصة لكثير من الحكام الشباب في الإمارات، وكانت لدي الشجاعة بالدفع بحكام من الدرجتين الثانية والثالثة لإدارة مباريات دوري المحترفين الإماراتي، الذي تصرف عليه ملايين الدولارات، وكان بيني وبين لجنة رابطة المحترفين خلافات دائمة لاعتراضاتهم على الحكام ومطالبتهم بوجود حكام دوليين في دوري المحترفين، ولكنني تمسكت بخططي، وأعطيت الفرصة لمجموعة من الشباب، والآن لو تسأل عن حكام الإمارات الموجودين على الساحة ستجد الإجابة أنهم «أبناء الغندور» بمعني أنني منحتهم الفرصة والثقة.