الرئيس الإيطالي ينتقد توتي ويدعو إلى التعامل بحسم مع العنف في الملاعب

ليبي يخبر قائد روما باستبعاده من المنتخب وانعدام فرصة مشاركته في المونديال

TT

أجبر التدهور الذي تشهده الملاعب الإيطالية أعلى هيئات الدولة، رئيس الجمهورية جيورجيو نابوليتانو، أيضا على التدخل. وعلى هامش تسليم جوائز ديفيد دي دوناتيللو لعام 2010، قال نابوليتانو: «هناك أشكال من التشجيع غير المتحضر التي تفسح المجال للعنف والتعصب، فهي تظهر اليوم في الاستادات لكن من يدري أين ستصل غدا؟ إنها ظاهرة مقلقة، والأندية الرياضية عليها أن تتعامل بشكل أكبر مع ذلك». وعلق الرئيس الإيطالي على واقعة توتي - بالوتيللي في نهائي كأس إيطاليا وقال: «إنه فعل يدخل بالتحديد في هذا الإطار، وهو تصرف غير محسوب». وقد بعث نابوليتانو ممثلا له إلى الملعب الأولمبي في روما لحضور المباراة وهو ريناتو سكيفاني رئيس مجلس الشيوخ نظرا لوجوده في كوارتو، قرب جنوا، لحضور بدء احتفالات مرور 150 عاما على وحدة إيطاليا. لكنه شاهد الصور وانزعج من المناخ العام، داخل الملعب وخارجه. وكان نابوليتانو قد تدخل من قبل في شأن مسألة العنف الكروي في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2007، وصرح حينها في حوار صحافي لصحيفة «دي تسايت» الألمانية الأسبوعية قائلا: «على الدولة الديمقراطية التعامل بقوة مع عنف الجماهير المسؤولين عن هجوم حقيقي على المؤسسات. وهذا العنف لا يعتبر تعبيرا عن استياء المجتمع. الأمر يتعلق بعنف تخريبي، وبهجوم على المؤسسات ورفض للقواعد والقوانين. ولا شك في أن الدولة لا بد من أن يكون لها رد فعل». غير أن هذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها رئيس الدولة في تفاصيل واقعة محددة الملامح، مثل التي ارتكبها توتي مع بالوتيللي، مما أظهر معنى وأهمية تدخله. وفي الإذاعات الخاصة في روما انطلقت أصوات بعض الجماهير الذين قالوا: «بدلا من التفكير في توتي، عليه أن يكون قلقا مما يحدث داخل البلد ومن القوانين التي يتم إقرارها». في حين ظل قائد روما صامتا تماما. كما طرح البعض في مقر الرئاسة الإيطالية مشكلة لعب مباراة نهائي كأس إيطاليا على الملعب الأولمبي في روما في حالة وجود فريق روما أو لاتسيو، وقال نابوليتانو معلقا: «قد يكون من الأفضل اختيار ملعب آخر». ويتفق هذا بشكل غريب مع ما قاله مورينهو، إلا أن رابطة الأندية الإيطالية لكرة القدم ذاتها بصدد التفكير في هذه الإمكانية حتى وإن كانت قد حددت سابقا روما كمقر لإقامة النهائي أيضا لمنح طابع «رسمي» للبطولة وكي يسلم أكبر شخصيات الدولة الكأس للفريق الفائز. وبخلاف ابنه جوليو، فإن نابوليتانو ليس مغرما بكرة القدم، إلا أنه قلق بشأن الانجراف الذي يأخذ كرة القدم، كما أن تحذيره، الذي جاء قبيل إعلان الدولة التي ستنظم «يورو 2016» يوم 28 من الشهر الحالي التي تنافس كل من فرنسا وتركيا عليها إيطاليا لاستضافتها، يعد بمثابة تنبيها آخر. كما اتفق وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني مع نابوليتانو، وقال: «إنني متفق تماما مع رئيس الجمهورية في كل ما قاله. كما أنه أمام تصرفات عنيفة بحق.. كنت قلت إن لاعبين بعينهم يستحقون الحرمان من دخول الملاعب، وكذلك أيضا الآباء الذين يثيرون (الأولاد) ويدعونهم لكسر الأقدام أو سب الحكم. لقد رأيتهم خلال متابعتي لمباريات ولدي فيليبو وفابريتسيو». من جانبه، قال رئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي جانكارلو أبيتي: «أقدر نداء الرئيس بشأن مشكلات العنف وأشاركه إياه. وينبغي على عالم كرة القدم في كل تفاصيله أن يعمل بصور أكبر للغاية بشأن جودة التصرفات داخل الملعب وخارجه، ففي هذه الأيام كثير من الأبطال فقدوا بالطبع الفرصة لمنح نماذج إيجابية من خلال تأجيج التوتر». كما حذر أنطونيو مانغانيللي رئيس جهاز الشرطة من أن الجمهور الذي يمارس العنف «ليس قلة قليلة ولكن آلاف، منظمون ومنتشرون في الأقاليم الإيطالية كافة». وأكد أنه من أجل الموسم المقبل ستكون هناك «إجراءات صارمة للغاية لمواصلة النزعة الإيجابية التي ظهرت في المواسم الأخيرة». ولفت إلى أن المصادمات داخل الاستادات بدأت منذ 30 عاما تقريبا وأنه منذ 1979 إلى اليوم سجلت 15 حالة وفاة بين المشجعين». وأضاف: «ما زلنا بعيدين عن عدم التساهل الموجود في إنجلترا، فمن يخالف القوانين هناك يتم وضعه في غرفة أمنية بالاستاد ويحاكم في اليوم التالي مباشرة». وعن المستقبل، يقول: «من العام المقبل سيتم منع أنصار الفرق من المباريات الخارجية للأندية التي لم تتبن إلى الآن نظام بطاقة المشجع، وسيكون هناك اهتمام بالتحقيقات مع من يمارس العنف». في سياق متصل، رد فرانشيسكو توتي على اتهامات ماريو بالوتيللي له، وقال: «لم أكن عنصريا قط»، وكتب قائد روما على موقعه الخاص: «أريد التوضيح أنني لم أكن عنصريا قط، ولن أكون عنصريا أبدا، كما أنني لم أطلق إهانات أو عبارات ذات طابع عنصري قط. أقول ذلك الآن وبكل تأكيد: إطلاقا!». غير أنه أضاف مؤكدا على ما قاله من قبل، وهو أن «لاعب الإنتر وجه إهانات لي، وللمدينة والجمهور الذي أمثله»، وأن «هناك تصرف يشبه العنصرية عندما توجه الإهانة لفرد فقط بسبب محل ميلاده». ولو أراد الله فالمشكلة ستنتهي هنا أيضا، فتوتي يقول: «الآن لا أريد إعاقة أو تشتيت النادي والفريق. وسوف أسخر كل قواي وطاقاتي من أجل هذه الفترة الأخيرة من البطولة. وبعدها فقط سأعبر عن أرائي الخاصة». وبداية من يوم 17 مايو (أيار) الحالي سيكون أمامه الوقت الكافي لذلك. وبما أن المصائب لا تأتي أبدا فرادى، فقد تلقى توتي اتصالا من مارشيللو ليبي المدير الفني للمنتخب الإيطالي، والنبأ المنتظر بشكل جزئي هو أن اسمه لن يكون في قائمة الـ30 التي سيعلنها ليبي يوم 11 من الشهر الحالي. ربما وجد توتي الدعم والمساندة فقط من جانب السياسيين من أنصار فريق روما، حيث أكد كل من غراناتا وباربارو نائبي حزب شعب الحرية وجاكيتي نائب الحزب الديمقراطي، أن «توتي إنسان طيب وكريم، وهو يعاني الآن هجوما غير مستحق». لم يغب أيضا صديقه والتر فيلتروني سكرتير الحزب الديمقراطي السابق للدفاع عن توتي، وقال: «الفعل يخضع للرقابة، أما الشخص فلا. فأنا أعرف العجينة المصنوع منها توتي».