الخبر الأكثر إثارة هذا الأسبوع جاء من ألمانيا، وهو أن «عددًا كبيرًا من الإيطاليين يعملون في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم». والمضمون هو أن هؤلاء الإيطاليين «الكثيرين» «يديرون» الأمور لمصلحتهم، ولذا تم طرد الفرنسي فرانك ريبيري لاعب بايرن ميونيخ من جانب الحكم الإيطالي روزيتي كي يمنعه من المشاركة في نهائي دوري الأبطال أمام إنترناسيونالي الإيطالي. خلاصة الأمر أن الألمان يرون أن هناك مؤامرة، هذا ما قاله أولي هونيس رئيس النادي البافاري، وهو مهاجم كبير سابق ومثير للمشكلات ويتمتع بذاكرة ضعيفة.
قد نفهم صعوبة لعب البايرن المباراة النهائية لدوري الأبطال دون ريبيري بالنسبة إلى هونيس، ولم يتبقَّ له سوى التعبير عن غضبه لغياب المهاجم الفرنسي عن اللقاء. وعندما تدخل ريبيري بقسوة على ليساندرو لوبيز مهاجم ليون في مباراة نصف النهائي كان تعبيرا عن الضغط العصبي بالنسبة إلى موقف لاعب يواجه صعوبات قبل المونديال، ومشكلات في الزواج والعائلة في مهب الريح. ولم يكُن بإمكان روزيتي سوى طرده وبالتالي فسيتغيب عن لقاء الإنتر في نهائي مدريد شريطة أن لا تقوم المحكمة الرياضية في لوزان بإلغاء العقوبة. لكن هل من الممكن أن يكون هذا حقيقيا؟
وعندما قام حكم إيطالي آخر هو ريتزولي بطرد البرازيلي رافائيل لاعب مانشستر يونايتد خلال مباراة الأخير أمام بايرن ميونيخ لحصوله على البطاقة «الصفراء» الثانية مما مهد الطريق لتأهل الفريق الألماني، لم يغضب أي شخص من الجانب الإنجليزي. لكن يتضح من تفاصيل أخرى أن هونيس يصدر أحكاما كمسؤول رياضي لا كلاعب كرة سابق، فاسم الحكم أوفريبو لا يذكّره بأي شيء وهو الذي أخرج فيورنتينا فعليا وبالتحديد أمام بايرن ميونيخ مثلما أقر رومينيغه بلياقة.
ثم الويفا، أو «الشبح» الإيطالي، دون الأخذ في الاعتبار أننا موجودون في اللجان معا، ألمانًا وإيطاليين، وأننا متعادلان 1/1 في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي (زوانزينجر - أبيتي)، وصحيح أن السكرتير العام اليوم إيطالي الجنسية، وهو جيانّي إنفانتينو، لكن عندما ظل جيرد أيغنر - وهو من بافاريا - في هذا المنصب لأربعة عشر عاما لم يبدُ أن أحدا من إيطاليا قد اشتكى حينها. بل إننا سميناه «الحكيم» في فضيحة كرة القدم عام 2006. أو بالأحرى: أليست ألمانيا هي التي أعلنت تصويتها لفرنسا التي تنافس إيطاليا على تنظيم أمم أوروبا 2016؟ ونحن كنا نعتقد أننا أبطال التضحية، فمن الجميل أن تكتشف نفسك بصحبة محرك الأحداث.