حمد الصنيع: إساءاتهم رميتها خلف ظهري.. ووقفة الداعم جلبت اللقب الأغلى للاتحاد

مدير الكرة أكد أن قرار رحيله من منصبه «لا رجعة فيه»

TT

أكد مدير الفريق الكروي الأول بنادي الاتحاد حمد الصنيع أن إعلانه الرحيل من منصبه بعد نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال لكرة القدم، التي توج الفريق بطلا لها، جاء بسبب أنه كان مكلفا بإدارة شؤون الفريق حتى نهاية الموسم. وقال في حوار لـ«الشرق الأوسط» إنه فضل الرحيل كون أبنائه باتوا بحاجة إليه نظرا انشغاله عنهم طوال الفترة الماضية بسبب تعدد مشاركات الفريق محليا وخارجيا. وأشار إلى أنه لم يكن يعير الانتقادات الجارحة التي يتلقاها أي اهتمام كونه جاء لخدمة الكيان فقط، مبينا أنه نجح في مهمته بالتوكل على الله أولا ثم نظير الثقة التي أولاها له العضو الداعم عبد المحسن آل الشيخ.

* بينما كان الجميع يحتفلون ببعثة فريق الاتحاد القادمة من الرياض ابتهاجا بلقب كأس الأبطال، فضلت أنت التواري سريعا عن الأنظار. ما سر ذلك؟

- الجميع شاهد الجموع الغفيرة من الجماهير المحبة للكيان ومدى العناء الذي تكبدته من أجلنا، ويعلم الله أن سعادتي كانت لا توصف حينها، وقد فضلت أن تحتفي الجماهير بأصحاب الإنجاز وهم اللاعبون أنفسهم الذين بذلوا داخل المستطيل الأخضر كل ما لديهم لإسعاد الاتحاديين بأغلى البطولات هذا الموسم.

* كيف وجدت الإنجاز ولمن تهديه؟

- الحمد لله الذي وفقنا في ختام الموسم بأغلى البطولات والتشرف بالسلام على الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهذا إنجاز تاريخي يسجل في مشوار الفريق، ووسام شرف لي طوال مشواري الرياضي، وفي نظري أنه لم يكن هناك خاسر في اللقاء، وذلك نظير الشرف الكبير التي حظينا به نحن وأشقاؤنا الهلاليون، وأهدي هذا الفوز لأسرتي التي وقفت بجانبي، وإلى العضو الداعم عبد المحسن آل الشيخ الذي لم يبخل على الفريق منذ سنوات كثيرة ودفع بسخاء، فهذا الرجل مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه، كما أهدي الإنجاز لأعضاء الشرف جميعا والإدارة واللاعبين ومحبي الفريق الذين وقفوا بجانبه والجماهير التي لن نوفيها حقها حتى في حال تحقيق كل البطولات المحلية والخارجية.

* واجهت سيلا من الانتقادات منذ توليك زمام الأمور في إدارة الفريق الكروي، كيف تعاملت معها؟

- واجهتها بالتوكل على الله، ثم بالثقة الكبيرة التي منحني إياها العضو الداعم عبد المحسن آل الشيخ، وهذه شهادة حق في هذا الرجل المحب للكيان، فهو متابع لكل صغيرة وكبيرة عبر الاتصالات اليومية بنا والتشجيع والمؤازرة التي يحظى بها اللاعبون منه شخصيا، بجانب أنه الداعم الأكبر للنادي، كما أن ثقتي الكبيرة بنفسي لم تهتز رغم شراسة الانتقادات التي تعرضت لها، والحمد لله أنني كنت قادرا على تقديم ما يخدم الكيان، بالإضافة لوقوف الإدارة بجانبي والتقدير الكبير الذي وجدته من رئيس النادي والمشرف العام على الفريق ورقي التعامل من قبلهما. عموما أنا من محبي الكيان وأخدمه من أي موقع، وفضلت العمل في صمت دون الالتفات لهذا التجريح الذي تعرضت له، والحمد لله أن ختام الموسم كان مميزا بالبطولة الأغلى.

* هل وجدت معارضة عند توليك زمام الأمور كمدير للفريق من القريبين منك؟

- أؤكد لك أن الكثيرين حاول ثنيي عن قبول المهمة، في وقت كان الفريق يعاني فيه من هبوط مستواه، بالإضافة إلى الكثير من الاختلافات في تلك الفترة، لكني فضلت قبول المهمة للثقة الكبيرة التي وضعت بي ولحبي لهذا الكيان.

* خسارة التأهل إلى دور الـ16 من البطولة الآسيوية هل أثرت في نفسيات لاعبي الاتحاد؟

- البطولة الآسيوية لها طابع خاص للاعبين، فهم أبطالها، والكثير من النقاد رشحونا لبلوغ النهائي وحصد اللقب وليس التأهل فقط، لكن هذه مشيئة الله، وسعينا كجهاز إداري مع اللاعبين لتخطي هذه الخروج المؤلم وتعويض جماهيرنا الغفيرة الإخفاقات التي تعرض لها الفريق من خلال تحقيق أغلى بطولات الموسم، وكان اللاعبون عند وعدهم لنا، والحمد لله على هذا الإنجاز.

* هل كنتم قلقين على النتيجة قبل المباراة؟

- لم أشعر بالقلق نهائيا، رغم أن المباراة أمام منافس قوي وند عنيد، ومع ذلك كان هناك ارتياح كبير إلى أن الكأس ستعود معنا إلى جدة، وهذا ما تحقق والحمد لله.

* كيف وجدتم منافسكم الهلال خلال اللقاء؟

- فريقا الاتحاد والهلال كبيران ويضمان نجوما كبارا ذوي إمكانات عالية، والجميع كان مؤهلا للبطولة، ولعبنا المباراة وكل تفكيرنا ينصب على الفوز ولا شيء غير ذلك، وكان لاعبونا مدركين لأهمية المباراة، والاتحاد عموما عندما يلعب في النهائي من الصعب أن يخسر، وكنت شخصيا مرتاحا قبل المباراة وثقتي في زملائي اللاعبين كبيرة، فالروح القتالية والمعنوية والرغبة والإصرار كانت تبرهن أن الكأس لن تخرج عن أسوار النادي، وهذا ما وعدو به وكانوا عند الموعد. لقد شاهدنا مباراة مثيرة قدم من خلالها لاعبونا مستوى فنيا كبيرا وتنافسا كرويا رائعا بروح قتالية عالية على الكرة وبسيطرة تامة على مجريات المباراة، مؤكدين أنهم فريق بطولات ولا يرضى بغير الذهب، وكان بمقدورنا إنهاؤها في شوطيها الأصليين لكن الحظ العاثر لازم نجوم الفريق، وأضعنا أكثر من هجمة كادت تنهي المباراة منذ وقت مبكر، وأعاد نور الفرحة بهدف ثمين وبطولة غالية كما تعودنا منه دائما، وليس بغريب على الاتحاد تحقيق الكأس الغالية وإسعاد جماهيره، فهم تعودوا دائما على الاحتفال بالذهب.

* ما سبب إعلان استقالتك بعد التتويج مباشرة؟

- أنا كنت مكلفا بإدارة شؤون الفريق الكروي الأول إلى نهاية الموسم، وانتهت فترة تكليفي ففضلت الرحيل. أبنائي بحاجة إلي وأنا كنت مقصرا في حقهم طوال الفترة الماضية بسبب تعدد مشاركات الفريق الكروي الأول والأسفار المتعددة، بالإضافة إلى المعسكرات التي شغلتني كثيرا عن أسرتي.

* كيف وجدت العمل مع المشرف العام على الفريق محمد الباز؟

- شهادتي في هذا الرجل مجروحة، ومهما تحدثت لن أوفيه حقه، إنه من أشد المحبين للكيان، بجانب أنه عملي إلى أبعد أحد، ومن خلال قربي منه استفدت كثيرا وسعدت بوجوده معنا، لرقي تعامله ونبل أخلاقه، وليس مستغربا أن يحظى بمحبة الجميع له سواء من إدارة النادي والجهاز الفني أو لاعبي الفريق ومنسوبي النادي.

* لو طلب منك تمديد التكليف ماذا سيكون ردك؟

- بصراحة شديدة، أنا مصر على المغادرة كمدير للفريق، فأسرتي بحاجة لي وأنا قصرت معهم كثيرا من خلال غياباتي المتكررة بسبب المشاركات وانشغالي الدائم في المعسكرات مع الفريق، ورغم ذلك ستجدني قريبا منه، وصلتي بإخوتي اللاعبين ستكون دائمة ولن تنقطع، وأنا كما ذكرت لك من محبي الكيان وأخدمه من أي موقع، وإن شاء الله تستمر مسيرة الذهب.. ورجالات الاتحاد كثيرون وفيهم الخير والبركة.

* كلمة أخيرة لمن توجهها؟

- أوجهها للجماهير الاتحادية العاشقة للكيان، فمهما قدمنا لن نوفيها حقها وليس غريبا عليها هذا الوفاء.