تونس تخرج مرفوعة الرأس من مونديال 78 بعد تعادل سلبي مع الألمان

الجزائر تسقط أمام النمسا بعد الفوز التاريخي على ألمانيا.. وفوز صعب لإنجلترا على الكويت في كأس العالم 82

TT

لم يفقد التونسيون الأمل بعد الخسارة أمام بولندا (صفر/1) في الجولة الثانية من نهائيات كأس العالم 1978 في الأرجنتين، رغم علمهم المسبق بأن مواجهة الماكينة الألمانية صعبة للغاية في وجود كارل هاينز رومينيغه وديتر وهانز مولر في الوسط والهجوم، وبيرتي فوغتس وكالتس في الدفاع.

وخاض الألمان اللقاء بمعنويات عالية بعد فوزهم الكبير على المكسيك بستة أهداف نظيفة، واعتبروا أن تونس ستكون لقمة سائغة أمامهم رغم عرضيها المميزين أمام المكسيك وبولندا. وخالف الواقع توقعات الألمان الذين سيطروا ميدانيا خصوصا في وسط الملعب، لكنهم اصطدموا بمنتخب متطور قضى على جميع محاولاتهم لهز شباك النايلي بعد أن راقب مفاتيح الفوز في خط الهجوم وبشكل خاص رومينيغه.

وتكررت محاولات الألمان على مدى الشوطين دون جدوى، فيما اكتفى التونسيون بالارتداد بهجمات سريعة لخطف هدف على غفلة من منافسيهم يحول دون متابعة حاملي اللقب المشوار فلم يفلحوا بدورهم. واعتبر التونسيون أنهم كانوا أقرب إلى الفوز، وأن الحكم البيروفي غيريرو حرمهم من ركلة جزاء صحيحة كانت كافية في حال استثمارها بشكل جيد لمنحهم نقطتي الفوز وتصدرهم المجموعة مع بولندا التي فازت على المكسيك (3/1).

وأنهى التعادل السلبي مع ألمانيا المشاركة التونسية الأولى، لكن خروج تونس كان مشرفا قياسا على أدائها ونتائجها (فوز وتعادل وخسارة ضئيلة).

الجزائر × النمسا بعد الفوز التاريخي على ألمانيا الغربية (2/1) في الجولة الأولى من الدور الأول لمونديال 1982 في إسبانيا، سقط المنتخب الجزائري في الاختبار الثاني أمام النمسا (صفر/2) في الجولة الثانية. وبدا التعب واضحا على عناصر المنتخب الجزائري حيث اعتمد مدربه محيي الدين خالف على التشكيلة نفسها التي حققت الانتصار الباهر على الألمان قبل خمسة أيام. وبدأ المنتخب الجزائري المباراة بحذر كبير، ولم يغامر بالهجوم، بينما استغل المنتخب النمساوي تأخر زملاء لخضر بلومي واستحوذوا على الكرة لكن من دون أن يتمكنوا من مخادعة الدفاع الجزائري المنظم بقيادة «الليبرو» محمود قندوز.

وقام الثنائي النمساوي والتر شاشنر ويوهان كرانكل بعدة محاولات للتوغل داخل المنطقة، غير أن شعبان مرزقان ونور الدين قريشي وفوزي منصوري كانوا في كل مرة يفشلون محاولة هذا الثنائي الذي هدد مرارا الحارس الجزائري مهدي سرباح.

وبدا هجوم المنتخب الجزائري غائبا عن المباراة، ولم يقدم ما كان منتظرا منه خاصة بعد أدائه الرائع في المباراة الأولى أمام ألمانيا الغربية. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، ومع مطلع الشوط الثاني تمكن المنتخب النمساوي من زعزعة الدفاع الجزائري في الدقيقة 55 بواسطة المهاجم شاشنر الذي خدع الحارس سرباح.

وبعد تلقي المنتخب الجزائري هذا الهدف حاول تنظيم صفوفه في وسط الميدان والرد، غير أن خط الهجوم المكون من الثلاثي رابح ماجر وصالح عصاد وجمال زيدان لم يستطع فك عقدة الدفاع النمساوي الذي درس جيدا طريقة لعب المنتخب الجزائري من خلال مباراته الأولى أمام ألمانيا الغربية.

وضرب المدافعون النمساويون حراسة مشددة على بلومي صانع ألعاب المنتخب الجزائري، فغابت الكرات السانحة عن خط الهجوم، ولم تنفع فرديات ماجر وعصاد أمام صلابة الدفاع النمساوي. وأخرج المدرب خالف، بلومي وأدخل مكانه المهاجم تاج بن صاولة في محاولة واضحة لتدعيم خط الهجوم، غير أن أمل المدرب الجزائري ضرب مجددا بتمكن المنتخب النمساوي من تسجيل هدف ثان جاء خلافا لمجريات اللعب في الدقيقة 67 بتسديدة قوية من كرانكل.

ولم يفقد المدرب الجزائري الأمل وأخرج لاعب وسط ميدان آخر هو مصطفى دحلب وأقحم المهاجم جمال تلمساني، غير أن محاولته منيت بالفشل، وحافظ المنتخب النمساوي على فارق الهدفين اللذين انتهت عليهما المباراة. وأصيب المنتخب الجزائري بخيبة كبيرة بعدما كان يعول على تحقيق التعادل على أقل تقدير حتى يصير على أبواب الدور الثاني. والغريب أن أداء المنتخب الجزائري كان مختلفا تماما عنه أمام ألمانيا الغربية، وكأن اللاعبين أصابهم نوع من الغرور بعد الانتصار التاريخي قبل خمسة أيام.

الكويت × إنجلترا ودع منتخب الكويت مبارياته في نهائيات كأس العالم في إسبانيا 82 بخسارة أمام نظيره الإنجليزي (صفر/1) في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول في 25 يونيو (حزيران) في مدينة بلباو، ضمن مباريات المجموعة الرابعة. وكانت الخسارة الثانية على التوالي للمنتخب الكويتي بعد الأولى أمام فرنسا (1/4)، فخرج بنقطة واحدة من المونديال إثر تعادله مع تشيكوسلوفاكيا في مباراته الأولى.

وسجل تريفور فرانسيس هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 27 من كرة تسلمها من بول مارينر أطلقها صاروخية في الزاوية اليمنى للحارس أحمد الطرابلسي. وقدم المنتخب الكويتي عرضا جيدا رغم بدايته الحذرة معتمدا على الهجمات المرتدة التي كانت قليلة، وتمكن من تشكيل خطورة على مرمى منافسه، لكنه لم يجازف في الهجوم حتى لا يسمح للاعبين الإنجليز بتهديد مرمى الحارس أحمد الطرابلسي.

وفي الشوط الثاني، بدأ الكويتيون في التخلي عن حذرهم والتقدم إلى العمق الإنجليزي، وأدت تحركات لاعبيه إلى خلخلة خط الدفاع، كما أنهم لو عمدوا إلى التسديد من خارج منطقة لكان بإمكانهم تهديد المرمى الإنجليزي أكثر، كما عاب المنتخب الكويتي البطء في بناء الهجمات فكانت نادرة أحيانا، بالإضافة إلى إعادة الكرة للوراء كثيرا فكانت الفرصة سهلة للاعبي إنجلترا لتأمين منطقة الدفاع.

وكان بناء هجوم الكويت من الوسط بدلا من اعتماد اللعب على الجناحين سببا رئيسيا في قلة خطورته، في حين أحكم دفاعه نصب مصيدة التسلل فوقع مهاجمو المنتخب الإنجليزي في شركها مرات عدة وقللت من فرصهم على مرمى الطرابلسي.

وشهدت تشكيلة المنتخب الكويتي مشاركة يوسف سويد في الوسط للمرة الأولى في كأس العالم، وكان أبرز لاعبي هذا الخط الذي لم يحسن التصرف بالكرة بسرعة، ولم يستغل المنتخب جهود فتحي كميل لمشاركته في الوسط بدلا من مركزه الأساسي في الجناح الأيمن.