خبراء كرويون: مهرجانات البراعم الكروية خطوة في الاتجاه الصحيح

خليفة والعميري والحاج أكدوا أن استحداث دوري تحت سن 14 عاما سيكون رافدا للكرة السعودية

TT

ركز الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخرا على تطوير نظرته نحو الفئات السنية، خاصة ما يسمى بالبراعم من خلال الاهتمام بالمهرجانات الخاصة باللاعبين من دون 14 عاما، وذلك من خلال إقامة عدة مهرجانات في عدد من الأندية على مستوى المناطق ومحاولة إبراز هذه الفئة والارتقاء بها بإقامة المزيد من التجمعات وإكساب المواهب الصغيرة ما ينقصهم على صعيد كرة القدم.

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء الخبراء المعنيين بمتابعة الفئات السنية والمشرفين على منتخب البراعم السعودي، حيث قدم المدرب السعودي أحمد الحاج الشكر لمسؤولي اتحاد الكرة في بلاده على ثقتهم بتكليفه بتدريب البراعم السعودية، مؤكدا أنه سيبذل كل ما لديه من جهد وخبرة تدريبية لخدمة الكرة السعودية من خلال الإشراف على تدريب منتخب البراعم، موضحا أنه وجد مع المنتخبات السنية منذ فترة طويلة امتدت أكثر من 16 عاما بالعمل مع مدربين كثيرين أشرفوا على هذه الفئة والفئات السنية الأخرى، متمنيا أن ينجح في تقديم مواهب للكرة السعودية بدرجاتها المختلفة، مضيفا أنه وضع برنامجا تدريبيا مناسبا يعتمد على الشرح النظري والتطبيق العملي ليتم اختيار العدد المحدد من اللاعبين بعد ذلك للمشاركة في المهرجان الثاني للجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون الخليجي.

وتحدث الحاج عن إشكالية عدم وجود مسابقة مخصصة لهذه الفئة وأثرها على مستقبل الكرة السعودية في ظل التطور الحاصل في هذا المجال وقال: «إن هذا الأمر صعب من مهمة اختيار المواهب للمنتخب، واعتبر التكوين الجسماني عنصرا يعتمد عليه في المقام الأول عند اختيار عناصر المنتخب»، وأوضح في الوقت نفسه أنه لضيق الوقت يبدأ مباشرة منذ اليوم الأول على فرض تكتيك معين والتركيز على اللاعبين الأكثر جاهزية، وتعويدهم على أساسيات الكرة، وتعريف كل لاعب بمركزه سواء نظريا خلال المحاضرات أو تطبيقيا على أرض الواقع في تدريبات الصباح والمساء، معتبرا أن الفترة المحددة للإعداد غير كافية لكون العمل مع هذه الفئة يحتاج إلى الملاحظة والمتابعة، ثم اختبار المهارات الفردية، وهذه لا يمكن تنفيذها بالشكل الصحيح خلال فترة وجيزة. وخلال الاطلاع على برنامج المعسكر اتضح جليا أن الجهاز الإداري والفني يعملان جاهدين على ربط ممارسة اللاعب داخل الملعب بسلوكه خارج الملعب بانضباطه في تنفيذ البرنامج الموضوع من قبل إدارة المنتخب طوال اليوم والليلة.

ويعتمد الإشراف الفني على هذه الفئة بالتركيز أولا على البنية الجسمانية المناسبة، وفرض التكنيك المناسب للتكوين الجسماني خلال مراحل التدريب، والاعتماد على جانبين، نظري خلال المحاضرات وعملي على أرض الملعب، والاهتمام بشكل كبير بسلوكيات اللاعب من جميع النواحي، سواء سلوكه خارج الملعب أو العادات المتبعة في نظام التغذية لتعويده على اتباع النظام الصحيح والسليم، إضافة إلى ضرورة وضع برنامج علمي تربوي مصاحب للإشراف الفني خلال المعسكر لإبعادهم عن الملل وتعويضهم عما تعودوا عليه في مثل هذه السن. وطالب الخبير الفني أحمد الحاج بضرورة عدم وضع اللاعبين في هذه المرحلة تحت الضغوط، كمطالبتهم بتحقيق الفوز خلال المباريات التي يشاركون فيها، مشيرا إلى أن التعامل مع هذه المرحلة يحتاج إلى الصبر وتكرار التعليم والتدريب النظري والعملي، موضحا أن اللاعبين يحتاجون إلى برامج مصاحبة تعوضهم عن البعد عن أسرهم لكونهم لم يتعودوا بعد على مثل هذه المعسكرات، وقال: «إن الاهتمام بالبراعم منذ سن ما دون الثالثة عشرة والرابعة عشرة يساعد على تكوين منتخبات الفئات السنية»، ممتدحا خطوة الاتحاد السعودي لكرة القدم في هذا الاتجاه مما يسهم في تكوين جيل يكون نواة للفئات السنية، مؤكدا أن العناية بهم تعد رافدا للمنتخبات السنية بجميع فئاتها ومراحلها. واعتبر إقامة مهرجانات البراعم في السعودية خطوة جبارة وجيدة في الوقت نفسه نحو الإسهام في الاهتمام بالمواهب الكروية مبكرا، مشيرا إلى النجاح الكبير الذي تحقق في المهرجان الأول بجدة والرياض وما ينتظر أن تحفل به المهرجانات المزمع إقامتها في الفترة المقبلة بالقصيم، وجازان، والأحساء.

بينما أكد مدرب الحراس السعودي أحمد العميري قلة وندرة حراس المرمى في هذه المرحلة السنية المهمة، معتبرا ذلك امتدادا لإشكالية نقص حراس المرمى في الأندية والمنتخبات على حد سواء، مطالبا بضرورة تخصيص مزيد من المدربين الوطنيين المتخصصين في تدريب حراس المرمى، مشيرا إلى أنه تم ضم حارسين تم اختيارهما من أكاديمية النادي الأهلي، ومع ندرتهما فإنهما يفتقران إلى التكوين الجسماني المطلوب لهذا المركز، موضحا أن برنامج تدريب حراس المرمى يعتمد على تعليم الأساسيات وكيفية الوقوف في المرمى المخصص لهذه الفئة بالشكل الصحيح، إضافة إلى التكنيك والتفاعل مع اللعب الجماعي للمنتخب.

ومن جانبه، أكد متخصص العلاج الطبيعي محمد صلاح أن الإشراف على هذه الفئة السنية يحتاج إلى جهد مضاعف لكونهم يجهلون الكثير من القواعد الصحية، وكيفية التعامل مع الظروف الصحية خارج وداخل الملعب، كما أن النظام الغذائي وفترات الراحة يحتاجان إلى متابعة دقيقة.

بينما أكد مدير المنتخب صالح خليفة أن بداية اكتشاف المواهب في هذه الفئة مثالي جدا لكونه يتيح فرصة للمسؤولين والمدربين لاكتشاف مواهب اللاعبين مبكرا وصقلها وإعدادها لتقديمها للمنتخبات السنية بشكل أفضل، وقال: «نحن نعمل على إيصال المعلومة لهذه الناشئة بالشكل الصحيح»، مشيرا إلى أن العمل يجري على قدم وساق كل في اختصاصه من أجل تثقيف اللاعبين داخل وخارج الميدان، مبينا أهمية أن يعمل اللاعب مع المنافس بخلق رفيع، وكيفية تعامله في حالة الاحتكاك مع زميله. وتحدث خليفة عن كيفية تثقيف اللاعبين بخصوص تحمل الخسارة، وآداب الاحتفال بالفوز واحترام المنافس، وكيفية التعامل مع الحكام واحترام قراراتهم، والنزول إلى أرض الملعب بشكل منظم والخروج منه كذلك.

وطالب خليفة بضرورة إقامة مسابقة خاصة لهذه الفئة، على أن تكون البداية بدوري مناطق ثم يلتقي أصحاب مراكز الصدارة مع بعضهم على مستوى السعودية. وبين أن الاهتمام بهذه الفئة يعد ضربا من الاهتمام بمستقبل الكرة السعودية، وقال: «تقدمت بمقترح إقامة مسابقة خاصة لفئة 13 و14 سنة للجنة التطوير وأتمنى أن يعتمد اعتبارا من الموسم الكروي المقبل».