سكيلاتشي.. من المجهول إلى هداف مونديال 1990

اختاره فيتشيني لمنتخب إيطاليا قبل أيام من المنافسات على سبيل المغامرة

TT

لم يكن أحد يعرف الكثير عن سالفاتوري توتو سكيلاتشي عندما انطلقت كأس العالم في إيطاليا بالتحديد في 9 يونيو (حزيران) 1990، على الرغم من أنه كان ضمن صفوف نادي يوفنتوس أحد أعرق الأندية الإيطالية على الإطلاق، لكنه أصبح في نهاية المونديال بطلا قوميا، وحصل على شهرة كبيرة كونه توج هدافا له برصيد 6 أهداف، وهو الذي كان على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين في المباراة الأولى ضد النمسا.

وكان سكيلاتشي، وهو من جزيرة صقلية، مهاجما مغمورا في صفوف نادي ميسينا من الدرجة الثانية قبل نحو 18 شهرا من بداية المونديال، ثم انتقل إلى صفوف يوفنتوس قبل أشهر قليلة من العرس العالمي وسجل له 14 هدفا.

وكما فعل مدرب منتخب إيطاليا السابق انزو بيرزوت عندما استدعى الهداف باولو روسي العائد إلى الملاعب قبل فترة وجيزة من انطلاق مونديال 1982 في إسبانيا، حيث اعتبر ذلك مخاطرة خصوصا أن روسي غاب عن الملاعب لمدة سنتين بسبب اتهامه بالتلاعب في نتائج بعض المباريات، فإن مدرب إيطاليا في مونديال 1990 ازيليو فيتشيني قام بالمخاطرة أيضا عندما استدعى سكيلاتشي.

وكان سكيلاتشي خاض مباراتين دولتين فقط قبل المشاركة في المونديال، وكان يدرك تماما أنه سيمضي معظم المباريات على مقاعد الاحتياطيين في وجود المهاجمين جانلوكا فياللي وأندريا كارنيفالي.

واعترف سكيلاتشي بأنه فوجئ عندما اتصل به فيتشيني ليبلغه بأنه أحد اللاعبين الذين سيشاركون في المونديال، وقال «كانت مفاجأة كبيرة لي فلم يكن أحد يتوقع استدعائي، وكنت سعيدا جدا بمجرد أن أكون ضمن القائمة الرسمية، وصراحة لم أكن أتوقع أن ألعب في أي مباراة لأن فيتشيني كان يعتمد على تشكيلة ثابتة معظم الأحيان».

ونزل سكيلاتشي في منتصف الشوط الثاني من المباراة الأولى ضد النمسا على الملعب الأولمبي في روما، وكان التعادل السلبي سيد الموقف، لكن ابن صقلية تطاول برأسه لتمريرة من فياللي ليسجل هدف المباراة الوحيد، واحتفل به كما يفعل ولد صغير يتلقى هدية للمرة الأولى.

وشارك سكيلاتشي احتياطيا أيضا في المباراة الثانية ضد الولايات المتحدة، ومع أنه لم يسجل فإنه أقنع المدرب فيتشيني بأنه قادر على اللعب أساسيا بعد أن قدم عرضا رفيع المستوى وأقلق راحة الدفاع الأميركي في مدى 40 دقيقة، كما أن المهاجم الأصلي كارنيفالي لم يحقق شيئا وفشل في التسجيل. وقرر فيتشيني إشراك سكيلاتشي وروبرتو باجيو في خط الهجوم، علما بأن الأخير كان يشغل مركز الوسط المتقدم في المباراتين الأوليين. وشكل الثنائي خطرا كبيرا على مرمى تشيكوسلوفاكيا، ونجح سكيلاتشي في افتتاح التسجيل قبل أن يضيف باجيو هدفا رائعا.

وبعد أن حقق المنتخب الأزرق ثلاثة انتصارات في الدور الأول وبلغ الدور الثاني بسهولة، كان عليه مواجهة الأوروغواي صاحبة الدفاع القوي، لكن سكيلاتشي لعب دور المنقذ مرة جديدة، وسجل هدف المباراة الوحيد من تسديدة بيسراه من 18 مترا. وفي ربع النهائي ضد جمهورية أيرلندا تابع سكيلاتشي هوايته المفضلة وسجل هدف المبارة الوحيد مستغلا خطأ للحارس بادي بونر.

وكان الموعد في نصف النهائي مع الأرجنتين في نابولي. ونجحت إيطاليا في افتتاح التسجيل بواسطة سكيلاتشي أيضا، رافعا رصيده إلى خمسة أهداف في البطولة، لكن كلاوديو كانيغيا أدرك التعادل للأرجنتين التي بلغت النهائي بركلات الترجيح. وقال سكيلاتشي بعد المباراة «أدركت عندما سجلت الأرجنتين هدف التعادل ولعبنا الوقت الإضافي أننا سنخسر، لأننا لم نكن جيدين في ركلات الترجيح، وأعتقد أننا لو بلغنا المباراة النهائية لفزنا بها». وفي المباراة على المركزين الثالث والرابع التقت إيطاليا مع إنجلترا، وتقدمت الأولى بواسطة روبرتو باجيو، قبل أن تدرك إنجلترا التعادل بواسطة ديفيد بلات، ثم احتسبت ركلة جزاء لإيطاليا فتنازل عنها الاختصاصي باجيو إلى سكيلاتشي الذي سجل هدفه السادس في سبع مباريات، فتوج هدافا للمونديال، ليصبح ثاني لاعب إيطالي ينال هذا الشرف بعد باولو روسي عام 1982 بالرصيد ذاته. ولم يتمكن سكيلاتشي من الاستمرار على المنوال ذاته في صفوف يوفنتوس في الموسم التالي، وتعرض لسيل من الانتقادات اللاذعة في الصحف المحلية، فتخلى عنه يوفنتوس لمصلحة إنتر ميلان، لكنه فشل فشلا ذريعا، قبل أن ينتقل إلى اليابان حيث لعب في صفوف جوبيلو إيواتا لمدة خمسة مواسم.

> سلفاتوري سكيلاتشي في سطور ولد في 1 ديسمبر (كانون الأول) 1964.

الأندية التي لعب لها: أمات باليرمو وميسينا ويوفنتوس وإنتر ميلان وجوبيلو إيواتا الياباني.

الإنجازات: شارك في 16 مباراة دولية وسجل 7 أهداف 1990: هداف كأس العالم برصيد ستة أهداف.. كأس إيطاليا.. وكأس الاتحاد الأوروبي.