روماريو يعود لينقذ منتخب البرازيل ويهديه اللقب العالمي

بعد حل الخلاف الذي نشب مع المدرب باريرا قبل مونديال 1994

TT

واجه منتخب البرازيل لكرة القدم صعوبة في التأهل لمونديال الولايات المتحدة عام 1994، والفضل يعود إلى مهاجمه الفذ روماريو في حجز البطاقة في الرمق الأخير، بعد أن سجل هدفي منتخب بلاده في مرمى الأوروغواي في مباراة حاسمة.

وكان المدرب كارلوس ألبرتو باريرا وضع حدا لغياب روماريو عن المنتخب لمدة سنتين، وسط مطالبة الرأي العام والنقاد بضرورة إشراكه في المباراة الأخيرة ضد الأوروغواي نظرا لحاجة المنتخب البرازيلي إلى هداف من الطراز النادر، خصوصا بعد اعتزال المهاجم الخطير أنطونيو كاريكا.

وكان خلاف نشب بين روماريو والمدرب بسبب طباع الأول «الغريبة» ولعدم التزامه في التمارين وتأففه من الجلوس على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين وتصريحه علنا بأنه أفضل من بيبيتو. لكن المهم أن الطرفين تناسيا الخلاف عندما قاد روماريو منتخب بلاده إلى النهائيات بتسجيله الهدفين على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، وأثلج صدور مشجعي المنتخب الذين أطلقوا العنان لطبولهم وحناجرهم بعد تسجيله الهدف الأول في الدقيقة 71 قبل أن يضيف الثاني والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة وسط فرحة هستيرية في المدرجات.

واعتبر روماريو، الذي اختفى أمام هجوم الصحافيين المندفعين من كل حدب وصوب للحصول على تصريح منه بعد المباراة، منقذا للشرف الوطني، علما بأن البرازيليين يعتبرون أي فوز على الأوروغواي بمثابة الثأر لخسارتهم نهائي كأس العالم عام 1950 على أرضهم أمام المنتخب ذاته.

وبالعودة إلى طباع روماريو يمكن القول إنه حالة نادرة، فأما أن يكرهه المدرب الذي يعمل معه، أو يحبه ويغرقه بالإطراء. ففي أيندهوفن الهولندي حيث لعب من 1989 إلى نهاية موسم 1993 عمل مع ثلاثة مدربين هم الهولندي غوس هيدينك، والإنجليزي الراحل بوبي روبسون، وهانز فيسترهوف. وكانت علاقة اللاعب مع كل مدرب مختلفة، لكنه عندما يواجه مشكلات ويجد نفسه خارج التشكيلة يثبت قدراته الخارقة في أول مباراة يلعبها، مما يدفع المدرب إلى التفكير جديا قبل استبعاده. وأهداف النجم البرازيلي الـ125 في صفوف أيندهوفن في مدى خمسة مواسم كافية وخير برهان للدفاع عن موقفه. ثمة هدافون كثيرون في ملاعب العالم، لكن روماريو يتميز عن الآخرين بنوعية الأهداف التي يسجلها، فهو يداعب الكرة بقدميه بنعومة نادرة حتى يهيأ للمرء أنه مجهز بمغناطيس يجذبها صوبهما، ولا تخلو جعبته من الحيل الاستعراضية التي تشعل المدرجات وتحير خصومه.

وشكلت الأشهر السابقة لانطلاق مونديال 1994 مرحلة تحديات لروماريو، لأنه كان مدعوا إلى قيادة فريق برشلونة إلى الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي ومحاولة إعادة كأس أبطال الأندية الأوروبية إلى خزائنه، والتي أحرزها عام 1992.

وكان روماريو إحدى الركائز الأساسية للمنتخب البرازيلي في النهائيات، ونجح في تسجيل أول أهداف منتخب بلاده في مرمى روسيا بلعبة ذكية مستثمرا ركلة ركنية رفعها قائد المنتخب راي.

وفي المباراة الثانية ضد الكاميرون عزز رصيده من الأهداف بتسجيله هدفا رائعا، وأضاف الثالث في مرمى السويد في نهاية الدور الأول.

وغاب روماريو عن التهديف في الدور الثاني أمام الولايات المتحدة، لكنه عاد وسجل هدفا جميلا أمام هولندا فتح أبواب نصف النهائي أمام منتخب بلاده، وضرب موعدا للسويد مرة جديدة.

ولعبت السويد بطريقة دفاعية بحتة في نصف النهائي، واستعانت بثمانية لاعبين في خط الدفاع لوقف زحف المنتخب البرازيلي ونجحت في ذلك حتى الدقيقة 80، عندما طار روماريو فوق الجميع ليسجل برأسه هدف المباراة الوحيد، وطار بمنتخب بلاده إلى النهائي للمرة الأولى منذ عام 1970.

والتقى المنتخب البرازيلي بنظيره الإيطالي في النهائي في إعادة لنهائي عام 1970 الذي شهد فوزا كبيرا للبرازيل (4/1) بقيادة بيليه وريفيلينيو وكارلوس ألبرتو.

بيد أن التعادل السلبي كان سيد الموقف في الوقتين الأصلي والإضافي في نهائي مونديال 1994، قبل أن يبتسم الحظ للبرازيل بركلات الترجيح لتحرز اللقب للمرة الرابعة وتنفرد بالرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع إيطاليا بالذات. واختير روماريو أفضل لاعب في الدورة، لكنه أخفق في احتلال صدارة ترتيب الهدافين برصيد 5 أهداف، حيث توقف رصيده عند الرقم 4، بفارق هدف واحد عن البلغاري خريستو ستويتشكوف والروسي أوليغ سالينكو.