مورينهو وميليتو يضعان الإنتر على القمة الأوروبية

بالفوز بهدفين على بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا واعتراف فان غال بالهزيمة

ميليتو (يمين) يسدد بمهارة في شباك بايرن ميونيخ ليمنح الإنتر الأفضلية (إ.ب.أ)
TT

قاد جوزيه مورينهو ودييغو ميليتو فريق إنترناسيونالي الإيطالي إلى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه على بايرن ميونيخ بهدفين مقابل لا شيء في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب سانتياغو بيرنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد. وهكذا، اعتلى فريق ماسيمو موراتي قمة أوروبا بفضل الساحر البرتغالي الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد نجاحه في تحقيق الحلم الأسطوري مع الإنتر عن طريق الفوز بالثلاثية التاريخية المتمثلة في درع الدوري المحلي، وكأس إيطاليا، وكأس دوري الأبطال الثالثة في تاريخ النادي الإيطالي.

وفي أعقاب المباراة، انفجر جوزيه مورينهو في البكاء كالطفل الصغير، معيدا إلى الأذهان انتصار الإنتر الكبير على الملعب نفسه في السادس والعشرين من سبتمبر (أيلول) 1964 عندما قاد المهاجم ماريو كورسو فريق هيرارا وأنجيلو موراتي إلى الفوز على إندبندنت الأرجنتيني بهدف نظيف في نهائي كأس الإنتركونتيننتال في اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي. وأول من أمس، بدت معالم السعادة على وجهي؛ خافيير زانيتي الذي شارك في المباراة رقم 700 مع الإنتر، وماسيمو موراتي الذي كاد يفقد صوابه من فرط سعادته.

من جهة أخرى، عقب جوزيه مورينهو على فوز فريقه بكأس دوري الأبطال قائلا: «إنني أشعر بالحزن الشديد لما يبديه الجميع من مشاعر طيبة تجاهي، ولكنني أحاول التعامل بهدوء تام مع الأمور المتعلقة بعملي، حيث يتعين علي التفكير في شيء جديد من شأنه أن يمنحني مزيدا من الدوافع والطمأنينة. لقد دخلت إلى تاريخ الإنتر الذي سيتغير تماما بعد اليوم، ولا أرغب في قول المزيد حتى لا يغلبني البكاء. والآن يمكنني أن أخبركم أن احتمالات رحيلي عن الفريق أصبحت مرتفعة للغاية. لقد حققنا انتصارا كبيرا اليوم، فدوري الأبطال كانت هي الحلم الذي يراود الجميع وأنا سعيد للغاية بأنني ساهمت، ولو بشكل ضئيل، في تحقيق الهدف الذي أسعد الرئيس موراتي. ربما تعجز الكلمات عن وصف هذا الشعور، ولكن الإنتر كان ينتظر هذا اليوم منذ 45 عاما. لقد خضنا أربع مباريات أمام برشلونة، ومباراتين أمام تشيلسي حتى نصل إلى هنا، فأنا لا أخشى أحدا، وإذا كان هناك من يتعمد خلق المشكلات، فهو فان غال. ومن جهة أخرى، أود أن أشكر الكرة الإيطالية لأنني أصبحت أفضل مدير فني لعامين متواليين، بيد أنني أبحث عن تحد جديد في مسيرتي المهنية، كما أؤكد على كفاءة هؤلاء اللاعبين الذين صنعوا فرقا كبيرا في هذه المباراة بدءا من خوليو سيزار إلى صامويل إيتو وغيرهم. ميليتو؟ إن الفضل يرجع إليه في كثير من الأشياء».

من جانبه، عقب الأمير دييغو ميليتو على تألقه في المباراة قائلا: «هذه هي كرة القدم، من فريق جنوا إلى دوري الأبطال مباشرة. لقد خضت الكثير من المعارك حتى أتمكن من الوصول إلى هنا، وتعلمت الكثير من الأشياء في كل يوم من أيام حياتي، فأجمل ما يميز كرة القدم أنها تمنحك دفعة جديدة دائما». يذكر أن هناك كثيرا من العروض الأوروبية التي تقرع أبواب المهاجم الأرجنتيني، ومن بينها عرض ريال مدريد، وهو ما عقب عليه ميليتو قائلا: «سأحتفظ بهذا القميص طيلة حياتي. هل سأبقى في الإنتر أم لا؟ آمل ذلك، ولكنني أفضل الحديث عن المستقبل في وقت لاحق، فأنا أشعر بسعادة كبيرة الآن، ولا أخفى عليكم أنني تلقيت بعض العروض الهامة». وكعادته، احتفل ميليتو بالأهداف التي سجلها في شباك بايرن ميونيخ على طريقته الخاصة، حيث أسرع نحو جماهير الإنتر بعد الهدف الأول، واضعا قميصه في فمه ثم ألقى بنفسه على أرض الملعب وبدأ في البكاء، بينما قام الأمير بتقبيل خاتم الزواج بعد الهدف الثاني، وهو ما يعقب عليه قائلا: «إنني أهدي الأهداف التي سجلتها الليلة إلى ماسيمو موراتي، فهو صاحب الفضل الأول في ذلك. لم أشعر بهذه السعادة من قبل. إنه شعور مميز للغاية». وهكذا تتوالى إنجازات دييغو ميليتو مع الإنتر، ليصل عدد أهدافه هذا الموسم إلى 30 هدفا، من بينهم 6 أهداف في دوري الأبطال في شباك دينامو كييف، وتشيلسي، وسيسكا موسكو، وبرشلونة وأخيرا بايرن ميونيخ.

من جهته، اعترف «الأستاذ» لويس فان غال بهزيمته أمام «تلميذه» مورينهو في نهائي دوري الأبطال قائلا: «خسارتنا أمام الإنتر لا تلغي الإنجازات التي قدمها الفريق طوال الموسم. لقد كان هناك أحد اللاعبين الذي صنع فرقا كبيرا في هذه المباراة وهو دييغو ميليتو، ولكن البايرن لم يكن في أحسن حالاته، ولم نتمكن من فرض خطتنا الهجومية على الفريق المنافس. ربما كان في استطاعتنا الاحتفاظ بشيء من الأمل إذا كان الفريق في حالة أفضل من تلك التي بدا عليها اللقاء، ولكننا لم نرق لمستوى الإنتر الذي يستحق الفوز بجدارة». وفي أعقاب المباراة، حرص المدير الفني الهولندي على تحية الجماهير الألمانية التي التصقت بمقاعد استاد ريال مدريد بعد انطلاق صافرة النهاية، ولكنها سرعان ما استردت وعيها لتبدأ في الغناء والتصفيق لفريقها على الرغم من ضياع آمالها أمام العملاق الإيطالي. وفي هذا الشأن، يعقب لاعب البايرن فيليب لام قائلا: «إنها نهاية مأساوية، ولكن علينا أن نتقبلها. لقد أخفقنا في تتويج هذا الموسم الجميل بكأس دوري أبطال أوروبا، على عكس الإنتر الذي سلك الطريق الصحيح إلى البطولة»، بينما شن حارس المرمى جورج بوت هجوما عنيفا على رفاقه قائلا: «لقد تملكنا الخوف طوال الشوط الأول، وإخفاقنا في تسجيل أي أهداف في هذه المباراة الهامة يعني أن هناك من يستحق العقاب. لقد برعت جبهة دفاع الإنتر في صد هجماتنا، حتى إنها أصبحت مباراة أحادية الجانب». من جهة أخرى، عقب الرئيس أولي هوينيس قائلا: «فلنتقبل الهزيمة ونفكر في الأشياء الجيدة التي حققها الفريق. لا شك أن فان غال مدير فني متميز وهو ما دفع البايرن إلى إمداده بكل الإمكانيات اللازمة لتحقيق سلسلة من الإنجازات. إنها المرة الأولى التي يجد فيها المدير الفني فرصة لإظهار مستوى فني بعينه مع الفريق، وأعتقد أن في إمكاننا البقاء ضمن أفضل خمسة أندية أوروبية مع فان غال». من جانبه، صرح المدير التنفيذي في البايرن قائلا: «ليس هناك ما نفعله أمام فريق بهذه القوة»، في حين عقب بيكينباور قائلا: «يمكننا تفسير هذه الهزيمة بسهولة؛ حيث إن الفريق لم يكن في أحسن حالاته، فضلا عن ارتكاب كثير من الأخطاء».

يذكر أن فوز الإنتر بدوري الأبطال لم يقتصر على كونه طوق النجاة الذي أنقذ الكرة الإيطالية من فقدان المركز الثالث في ترتيب «الويفا»، حيث ثأر فريق مورينهو لكل من فيورنتينا ويوفنتوس اللذين تم إقصاؤهما على يد بايرن ميونيخ، حيث قام الحكم النرويجي أوفربو باحتساب هدف غير صحيح للألمان في فلورنسا، مانحا إياهم بطاقة التأهل إلى دور الثمانية على حساب فيورنتينا.

ميليتو في أرقام:

30 هو عدد الأهداف التي سجلها دييغو ميليتو هذا الموسم: 22 هدفا في الدوري المحلي، 6 أهداف في دوري الأبطال وهدفين في كأس إيطاليا.

2 هو عدد لاعبي الإنتر الذين تمكنوا من تسجيل هدفين في نهائي دوري الأبطال وهما ميليتو وساندرو ماتزولا (أمام ريال مدريد في 27 مايو (أيار) 1964).

مورينهو في أرقام:

76 هو عدد الانتصارات التي حققها مورينهو مع الإنتر، حيث تعد مباراة البايرن هي المباراة رقم 108 بالنسبة للبرتغالي، بينما وصل عدد المباريات المحلية التي قاد فيها الفريق إلى 57 مباراة.

5 هو عدد المباريات المتتابعة التي حقق فيها البرتغالي نجاحا كبيرا هذا الموسم بدءا من مباراة برشلونة (0/1) إلى كأس إيطاليا، ودوري الدرجة الأولى، وأخيرا دوري الأبطال.

3 هو عدد المباريات التي فاز فيها مورينهو على بايرن ميونيخ وتشيلسي.

3 هو عدد المدربين الذين وصلوا إلى نهائي دوري الأبطال مع فريقين مختلفين وهم مورينهو وانست هابيل وهيتزفيلد.

2 هو عدد اللاعبين الذين استعان بهم مورينهو في كل مباريات دوري الأبطال وهما مايكون وزانيتي.