من ذاكرة المونديال: لينكر.. هداف النسخة الـ13 في المكسيك

TT

يشكل غاري لينكر إلى جانب أسلافه غيرد مولر واوزيبيو ودي ستيفانو فريقا خاصا من اللاعبين الهدافين الذين طبعوا لعبة كرة القدم بطابعهم. وإذا كانت الكرة في الماضي هجومية بحتة وأتاحت للاعبين الذين سبقوا لينكر تسجيل الأهداف بغزارة، فإن الأساليب الدفاعية المعتمدة حاليا والمراقبة اللصيقة المفروضة على المهاجمين جعلت من الصعب عليهم إبراز مواهبهم، لكن لينكر كان من القلائل الذين تجاوزوا العقبات بطريقة يصعب شرحها. فهو ليس صاحب قوة بدنية هائلة، ولا هو طويل القامة ليطير فوق المدافعين ويسجل أهدافا لكن سره قد يكمن في حاسة التهديف التي يملكها ووجوده في المكان المناسب في اللحظة المناسبة.

بدأ لينكر حياته الرياضية مع نادي ليستر سيتي عام 1978 وكان أبوه بقالا في المدينة ولم يلفت الأنظار كونه قصير القامة (1.70م) لكنه فرض نفسه هدافا خطيرا بعدما توج هداف فريقه 4 مواسم متتالية. وسجل 95 هدفا في 200 مباراة خاضها وكانت الأولى في 1 يناير (كانون الثاني) 1979 ضد اولدهام في دوري الدرجة الثانية واستدعي إلى المنتخب الإنجليزي في عهد بوبي روبسون للمرة الأولى في 26 مايو (أيار) 1984 ولعب في ربع الساعة الأخير ضد منتخب اسكوتلندا احتياطيا على ملعب هامبدن بارك في غلاسكو.

ولم يستطع ناديه الوقوف في وجه العروض التي انهالت عليه فاضطر مكرها للاستغناء عنه إلى نادي ايفرتون الذي دفع 800 ألف جنيه إسترليني للتعاقد معه عام 1985. تأقلم لينكر مع فريقه الجديد في سرعة فائقة حتى إنه سجل 39 هدفا توجته هدافا للدوري الإنجليزي لموسم 85 - 86، كما أنه اختير أفضل لاعب في الموسم نفسه.

نجح لينكر في دخول التاريخ من بابه العريض بعدما أصبح أول إنجليزي يفوز بلقب هداف كاس العالم عام 1986 في المكسيك متقدما على أفضل اللاعبين العالميين في البطولة أمثال الأرجنتيني دييغو مارادونا والبرازيلي كاريكا والإسباني اميليو بوتراغوينيو. ولدى وصوله إلى المكسيك كانت يده موضوعة في الجبس بعد إصابته بكسر في مباراة تحضيرية كادت تبعده عن النهائيات، لكنه تخطى هذه المشكلة وتفوق على وضعه المعنوي فقاد منتخب بلاده إلى الدور ربع النهائي قبل أن يسقط أمام الأرجنتين ويد مارادونا.