ليبي: مطمئن على منتخب إيطاليا.. ولا يوجد لدي أساسي واحتياطي

عقب التعادل مع سويسرا 1/1 في التجربة الأخيرة قبل مونديال جنوب أفريقيا

TT

تعادل المنتخب الإيطالي بطل العالم مع نظيره السويسري بهدف لكل منهما في التجربة الأخيرة لهما قبل خوض غمار مباريات مونديال جنوب أفريقيا.

قدم المنتخب الإيطالي مباراة طيبة تبعث على التفاؤل بعد الأداء المخيب للآمال والخسارة أمام المكسيك وكذلك إصابة كامورانيزي وبيرلو اللعينة. ويسافر المنتخب الإيطالي إلى المونديال بعد تعادل في سويسرا، وهو ما حدث في 1982 و2006 والجميع يعرف كيف كانت النهاية، خلاصة القول هي أن هذه المرة هناك بعض العناصر الباعثة على الأمل.

ليبي لا يقبل اسم فريق الاحتياط، وعندما سألوه على الهواء مباشرة عن «منتخب إيطاليا - 2» أجاب: «هؤلاء ليسوا أجانب، إنهم إيطاليون، ليس هناك فريقان لإيطاليا بل فريق إيطاليا واحد. النتيجة ترجع لثلاثة أيام أكثر من العمل وكنا أكثر تألقا، كنت أتمنى أن يظل الجميع على قوتهم طوال المباراة». وأضاف: «في بروكسل وأمام المكسيك، دفعنا ثمن إجهاد اليوم الثاني عشر لمعسكرنا في المرتفعات وهذه ليست نكتة، لكن العلماء يؤكدون هذا أيضا. والآن بدأت الأمور في التحسن».

وتابع ليبي: «مستوى الفريق تطور بمرور الدقائق على الرغم من الهدف الذي دخل مرمانا، بدأ الظهور بشكل أفضل والضغط أكثر في الأمام، ولعبنا الشوط الثاني في نصف ملعب الخصم. الأداء مشجع، سنقوم بيومين للراحة ثم السفر إلى جنوب أفريقيا وسنكون أكثر تألقا، وقد وجدت انطباعا طيبا من اللاعبين، كيلليني الذي لم أعتقد أنه سيتحمل لعب المباراة كاملة، ثم زامبروتا، وهو الوحيد الذي لعب مباراتين خلال يومين، وفي الشوط الثاني أجبر كوالياريللا بتحركه نحو الوسط زييغلر على ملاحقته في وسط الملعب ليدع جانب الملعب لماجيو عشرات المرات. عمل إيجابي وسنقدره بعد ذلك في جنوب أفريقيا».

وكان رد ليبي قاطعا بشأن إصابة أندريا بيرلو، وقال: «قررنا مع البروفيسور كاستيلاتشي سفره معنا، قد لا يلحق بالمباريات الثلاث الأولى، ولا مشكلة، وربما يعود في الرابعة، من يعرف! من جهة أخرى، يمكنني أن أقول لكم أن كوسو فقط هو الذي سيأتي، وكيفما انتهى الأمر فلن أستدعي لاعبين آخرين».

غياب اللاعب ذي المهارة الكبيرة والنقطة المرجعية في اللعب يظهر مشكلة في التكتيك، لكن ليبي يتجاوز ذلك قائلا: «غيرنا 6 أو 7 خطط إلى الآن، أيضا غيرناها في مباراة سويسرا عدة مرات. المهم لا بد أن يدخل رؤوس الجميع هو إرادة القيام بأشياء معينة. ويوم 13 من الشهر الجاري سأختار من بين الأكثر لياقة الفريق الذي سيخوض لقاء الباراغواي الافتتاحي لنا بالمونديال».

وبعدما أكد إيمانه بأن «غاتوزو، الذي يلعب أو لا، يظل عنصرا أساسيا في الفريق»، أجاب ليبي بحدة على صحافي ألماني اعتبر سؤاله «مثيرا»، وقال: «أنتم أحرار في أن ترونا كبارا في السن، إننا ذاهبون إلى جنوب أفريقيا بحب وحماس شديدين ولا يثير اهتمامنا ما ترونه أنتم الألمان».

ويبين اللقاء التجريبي الأخير أن عناصر منتخب إيطاليا التي أغلبها من الاحتياطيين كانت أفضل من الأساسيين، ربما اعتمد الأمر على الخصم الأقل سرعة والتزاما من المكسيك، أو على الرغبة في الظهور والحصول على مكان أساسي في لحظة يضطر المدير الفني فيها لمراجعة التشكيل وطريقة اللعب بسبب فقد جهود بيرلو. لكن الاختلاف، كما يرى اللاعبون، يكمن في الحالة البدنية، وقال زامبروتا وهو الوحيد الذي شارك في المباراتين الأخيرتين من البداية: «تطور أداؤنا البدني مقارنة بلقاء بروكسل، وهذا هو الشكل الإيجابي لنا، وعليه فإن لعبنا أيضا أكثر تحررا».

في واقع الأمر، إيطاليا لم تشعر بالخطر كثيرا لكنها أيضا لم تخلق فرصا عديدة، ويضيف ظهير الميلان: «فريقنا لم يكن ممتعا قط، حيث خلقنا 10-15 فرصة تهديفية خلال المباراة، ولن يكون كذلك أبدا. التماسك هو تماسكنا ونحن نعثر عليه الآن. ولا حتى في ألمانيا سجلنا أهدافا عديدة لكننا فزنا بالمونديال بفضل الفريق وصلابة الدفاع. هذا ما يطلبه منا المدرب والأهداف قادمة».

ويؤكد دي ناتالي أيضا أن «الأقدام بدأت تعمل أفضل»، بينما يشرح كريشيتو أن الفريق «كان يريد الثأر لهزيمة المكسيك». ويضيف مونتوليفو الذي منحته إصابة بيرلو فرصا أكبر للمشاركة: «وجدنا توازننا وهذا مهم. والآن ننتظر معرفة كيف حال أندريا، على أي حال نحن 3 أو 4 في وسط الملعب وجميعنا جاهزون». لكن انجيلو بالومبو خرج من الملعب وهو يعرج بسبب إحدى الكرات المشتركة، لكنه هو ذاته الذي أكد أنها «مجرد كدمة في الكاحل»، وكان يريد العودة إلى الملعب مباشرة لكن ليبي أوقفه. هذه هي الروح التي تروق للمدير الفني، ودي ناتالي لا يتراجع قائلا: «ألعب في ذلك المركز، في الجهة اليسرى، منذ 10 سنوات، لكن لو ليبي طلب بإمكاني اللعب في الجهة اليمنى أيضا».

وقال فابيو كوالياريللا آخر المنضمين لمنتخب ليبي وصاحب هدف التعادل في مرمى سويسرا متفاخرا: «في كل مرة يعتبرونني فيه قد مت، أظهر على القمة دائما». والآن، وهو يشعر أنه في قلب الفريق أكثر من أي وقت مضى، ينظر لمونديال جنوب أفريقيا، وأضاف: «كنت حريصا على تقديم أداء طيب وهذا هدف رائع يكلل أداء الفريق الجيد. الصعوبات؟ لا تقلقني، ومن الأفضل أن أجدها الآن. وأمام المكسيك كانت فقط مشكلة إجهاد لا لاعبين، إننا أبطال العالم». ثم اتجه للحديث عن قائد الفريق، رينو غاتوزو: «قدم مباراة كبيرة، ولم يتوان قط، إنه مهم لنا داخل الملعب وخارجه».

أهدى كوالياريللا هدفه الرابع في مسيرته مع المنتخب الإيطالي، بعدما أعادنا السويسري إينلر لاعب أودينيزي إلى جحيم المكسيك من خلال هدف التقدم لبلاده. وآخر مرة لعب فيها فابيو مع الأزوري كانت منذ عامين في سويسرا، وفي زيوريخ، حيث روض منتخب دونادوني دون جهد لاعبي البرتغال في وجود كريستيانو رونالدو. وكان يبدو الأمر وكأنه جواز مرور لأمم أوروبا 2008 كأبطال لكن هذا كان مجرد وهم قبل الإخفاق المؤلم. وقد يحدث العكس هذه المرة، ومن الممكن بعد هذه اللقاءات التي تقضي على الأمل أن يولد منتخب جديد لإيطاليا، ربما من خلال أهداف كوالياريللا وفئة مجتهدة من اللاعبين يحلمون بالخلد.