سعدان يتنفس الصعداء بفوز غير مطمئن للجزائر على الإمارات وديا

فريق «محاربي الصحراء» ما زال أمامه الكثير من العمل قبل انطلاق المونديال

TT

تنفس رابح سعدان الصعداء عقب انطلاق صافرة نهاية المباراة الودية التي فاز فيها المنتخب الجزائري على نظيره الإماراتي 1/صفر، في آخر استعدادات الفريق لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب أفريقيا.

وفي الوقت الذي يعلم فيه سعدان أن فريقه ما زال في حاجة إلى بعض العمل، حصل مدرب «محاربي الصحراء» على دفعة معنوية إيجابية ضرورية قبل السفر إلى جنوب أفريقيا، خصوصا بعد الهزيمة في أربع مباريات ودية على التوالي.

وقال سعدان عقب انتهاء المباراة: «النتيجة النهائية لا تعني الكثير بالنسبة لي، كنت مهتما بمشاهدة كم لاعبا يشارك في الدفاع وكذلك في الهجوم».

وأضاف: «بالتأكيد سيكون لدينا أسلوب مختلف وخطة أخرى في جنوب أفريقيا، وواثق من أننا سنكون مختلفين في المباراة أمام سلوفينيا». ويعود المنتخب الجزائري إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 24 عاما، ويستهل الفريق مشواره في المونديال بمواجهة سلوفينيا يوم 13 يونيو (حزيران) في بولوكواني. وخضع الفريق العربي الوحيد المشارك في المونديال لمعسكر تدريبي في ألمانيا، اختتمه بالمباراة التي جرت أمام الإمارات في حضور 13 ألف مشجع جزائري. وأعرب سعدان عن سعادته بمستوى فريقه وسط جو حارّ في جنوب ألمانيا. وقال «أنا راضٍ تماما عن حالة اللاعبين وعن تخطينا هذه المرحلة الإعدادية دون أي إصابات، أتمنى أن نكون مستعدين لمباراة سلوفينيا».

وأشار سعدان إلى أن فريقه ما زال في حاجة إلى الكثير من العمل، وأنه «راض عن الأسبوع التدريبي. ما زال هناك أمور نحتاج إلى العمل عليها، ولكن ما زال أمامنا نحو أسبوع قبل أن نخوض أول مباراة لنا في كأس العالم، وأعتقد أننا قادرون على حل مشكلاتنا». وأكد: «نعاني من بعض المشكلات الدفاعية، بذلنا جهدا كبيرا خلال معسكرين، سويسرا وألمانيا».

ويتركز القلق الأكبر للمدرب سعدان على الشق الهجومي، حيث يقول: «لدنيا أسبوع قبل انطلاق مشوارنا في كأس العالم، والهدف الوحيد الذي سجلناه أمام الإمارات جاء من ضربة جزاء. لدينا ثلاثة مهاجمين ولكن لدينا مشكلات في تسجيل الأهداف خلال المباريات».

ويشارك سعدان للمرة الثالثة في المونديال خلال مسيرته التدريبية بعدما قاد منتخب بلاده لكأس العالم 1982 وهو في منصب المدرب المساعد، ثم تولى منصب المدير الفني ليقود الفريق إلى مونديال 1986 قبل أن يصعد بـ«محاربي الصحراء» مجددا إلى مونديال جنوب أفريقيا.

وقال سعدان: «كنت مدهوشا بعض الشيء بشأن مستوى بعض اللاعبين خلال المعسكر التدريبي، وكيفية تطور أدائهم. إننا نعمل أيضا على كأس الأمم الأفريقية 2012 وما بعد ذلك». وفي ظل احتواء قائمة المنتخب الجزائري على 20 من أصل 23 لاعبا، أعمارهم دون التاسعة والعشرين، فإن الفريق ربما ما زال أمامه بعض العمل في ما يخص مونديال جنوب أفريقيا، ولكن الفريق يسعى أيضا لتطوير بنيته التحتية من أجل المستقبل.

وكان اللقاء أمام الإمارات قد شهد سيطرة جزائرية وهجوما على المرمى الإماراتي، لكن دون قدرة على التسجيل، إلى أن جاءت الدقيقة 51 ليحرز كريم زياني الهدف الوحيد من ضربة جزاء.

ووصف سعدان المنتخب الإماراتي بأنه فريق قوي، خلق صعوبات لفريقه سواء في الدفاع أو الهجوم، مؤكدا أن النتيجة لم تكن تهمه بقدر ما كان يهمه أداء اللاعبين ومدى جاهزيتهم.

وسيطر المنتخب الإماراتي على مجريات اللعب في الدقائق الأولى لكنه لم يتمكن من تشكيل خطورة كبيرة على شباك فوزي شاوشي حارس مرمى المنتخب الجزائري. وبعدها بدأ المنتخب الجزائري يسيطر على مجريات اللعب وحاصر الفريق الإماراتي في وسط ملعبه لدقائق، لكن الدفاع الإماراتي لم يسمح بخطورة حقيقية تهدد مرماه.

وأولت الصحافة الجزائرية الصادرة أمس حيزا كبيرا للمباراة وأفردت لها مساحات واسعة، حيث أجمعت على أن الفوز كان بمثابة الجرعة المعنوية التي بحث عنها الفريق لمدة طويلة على الرغم من اعترافها بوجود الكثير من النقائص على مستوى خطي الدفاع والهجوم. وكتبت الصحيفة اليومية الرياضية «الهداف» بالبنط العريض «زياني فك العقدة والتأكيد في المونديال». وفي نفس الاتجاه سارت صحيفة «الخبر» التي اختارت عنوان «فوز معنوي يفك العقدة قبل المونديال». أما «وقت الجزائر» فذكرت «الخضر يطردون النحس ويطيرون إلى جنوب أفريقيا بمعنويات عالية». وأضافت «الخبر الرياضي»: «الجزائر ترفع المعنويات بالفوز على الإمارات». ووصفت «ليبرتيه» المباراة بالمطمئنة وعنونت صفحتها الأولى بـ«فلتبدأ الأمور الجدية». وقالت «لوببيتور»: «فوز مطمئن قبل مباراة سلوفينيا». واشتركت «المجاهد» و«لوكتيديان دوران» و«لوجور دالجيري» و«ليكسبريسيون» و«لوثون دالجيري» في عنوان واحد هو «(فوز) جيد للمعنويات».

واعترفت «الوطن» أن فوز الجزائر على الإمارات لم يكن مقنعا، لكن رغم ذلك اعتبرته مشجعا قبل أيام من انطلاق المونديال. وتحدثت «لوسوار دالجيري» عن «الخضر يمنحون أنفسهم الثقة» و«الفجر» عن «الخضر بمعنويات الفوز اليوم في دربان». وكتبت «الشروق اليومي» في صفحتها الأولى: «أداء مقبول وهجوم مشلول». أما «النهار الجديد» فنوهت بمردود زياني ولحسن وبودبوز. وأكد الموقع الإلكتروني «كل شيء عن الجزائر» أن مواجهة الإمارات كشفت عن الكثير من النقائص والقليل من الإيجابيات.

ونقلت اليومية الرياضية «كومبتيسيون» تصريح القائد يزيد منصوري الذي قال فيه إنه «لا يستحق مثل هذه المعاملة»، في إشارة إلى صيحات الاستهجان التي أطلقها بعض المشجعين تجاهه بعد استبداله في المرحلة الثانية من المباراة.