المنتخب الإيطالي يبدأ مشوار المونديال وسط كثير من الشكوك

TT

إن اللاعبين وأداءهم يأتون حقا قبل أي طريقة لعب، لكن عامين من العمل لم تكفيا لوضوح الرؤية بالنسبة إلى ليبي المدير الفني للمنتخب الإيطالي، الذي استخدم في المباريات الودية الخمس التي أعقبت تأهل إيطاليا المبكر للمونديال 4 طرق لعب مختلفة، وكان يغير من طريقته كثيرا أيضا أثناء المباراة الواحدة، وحقق فوزا واحدا و3 تعادلات وهزيمة واحدة أحرز خلالها المنتخب 3 أهداف ودخل مرماه 3 أخرى. وكان ليبي قد استخدم قبل سفره إلى ألمانيا في المونديال الماضي طريقتين فقط في العدد نفسه من المباريات الودية، حيث استخدم طريقة 3 - 3 - 4 أربع مرات، وطريقة 1 - 3 - 2 - 4 مرة واحدة، محققا فوزين ثمينين أمام منتخبي هولندا (1 - 3) وألمانيا (1 - 4)، أحرز خلالهما المنتخب الإيطالي 9 أهداف ودخل مرماه 4 أهداف فقط. إن إصابة بيرلو وكامورانيزي تعتبر حجة قوية، لكن بداية مشوار المونديال من دون وجود أساس خططي مؤكد قبل سبعة أيام فقط من انطلاق مشواره في المونديال يعتبر مشكلة لا يستهان بها. ولا يبقى إذن سوى أن نأمل في قدرات ليبي، لأن صانع الألعاب الحقيقي هذه المرة هو ليبي نفسه.

إن تماسك الفريق أمر معتاد فقط لمن لم يتابع عن قرب أحد الفرق، لا سيما في المونديال. وقد كانت المجموعة وتماسك أعضاء الفريق، بالنسبة إلى المدربين ليبي ولبيارزوت، أول أسرار النجاح في عامي 1982 و2006. ونتمنى أن يصبح الفوز على منتخب باراغواي في بداية مشوار المنتخب نقطة انطلاق لخلق دفعة قوية من الثقة بالنفس والاتحاد في صفوف المنتخب الإيطالي. لكن لا يمكن الاستهانة بأي شروخ تظهر في صفوف الفريق. ويعتبر تنفيس ياكوينتا، وهو واحد من أبطال المونديال الماضي الـ9 الذين وثق فيهم المدير الفني، عن غضبه بعد الهزيمة أمام المكسيك علامة على وجود خلل عميق في الفريق، على الرغم من أن هذا الخلل يقتصر على الجوانب الخططية. وقد شعر ليبي بالاستياء لتصرف اللاعب، فقد طالب اللاعبين من قبل بالالتزام التام بأفكاره. وبالتالي ما زلنا مقتنعين بأن الإعلان المبكر عن تولي برانديللي تدريب المنتخب بعد المونديال لا يجب أن يعتبر حجة، لكننا لا نريد أن نكتشف عكس ذلك مع أول موقف صعب يواجه المنتخب.