رياح الأمل تهب على المعسكر الإيطالي

كامورانيزي يقترب من الشفاء وقد يشارك أمام باراغواي وبيرلو قد يلحق بالمباراة الثالثة

TT

لقد أعاد الانتقال إلى جنوب أفريقيا كامورانيزي لليبي وللمنتخب الإيطالي. ففي خلال التدريب الأول للمنتخب الإيطالي بملعب ساوث داون كولديج، قام اللاعب الإيطالي الأرجنتيني الذي تعرض لإصابة في الركبة قبل 10 أيام أولا بالإحماء مع زملائه وبعد ذلك، عندما كانوا يلعبون في التقسيمة، قام هو بتدريب فني مع بيتزولي: وشمل هذا التدريب تغيير الاتجاهات والتمريرات والتسديدات، وقد أدى جميع هذه التدريبات بقوة وحماس لدرجة أن مساعد المدير الفني يعزو سبب ذلك إلى المزاج الجيد و«وضوح الأفكار» لدى ليبي. ولم تعد الإصابة التي لحقت بكامورانيزي في مفصل الركبة خلال معسكر سيسترييري تسبب له أي آلام، وهكذا فإنه يعود للفريق ولديه فرصة جيدة في اللعب يوم الاثنين المقبل أمام منتخب باراغواي. وهو خبر جيد للغاية بالنظر إلى غياب بيرلو، رغم أنه سيتم إبقاؤه في قائمة الـ23 لاعبا الأخيرة. ومقارنة بكامورانيزي ظهر أن حالة ماركيزيو أكثر تأخرا، فاللاعب يعاني منذ مباراة المكسيك الودية من مشكلة في عضلة الساق وقام بتدريبات بدنية فردية دون أن يلمس الكرة.

كيلليني في الجانب الأيسر: لقد قام ليبي خلال التقسيمة بتجربة خطي الهجوم ووسط الملعب أمام خط الدفاع الأساسي وخلال تلك التقسيمة تم مجددا الدفع بكيلليني في الجانب الأيسر، بينما لعب زامبروتا في الجانب الآخر. وهو ما يتفق مع فكرة «الدفاع المتماسك» الذي تحدث عنه ليبي المدير الفني بعد التدريب بفترة قصيرة في مقر إقامة المنتخب الإيطالي. فبعد أن عدل ليبي عن طريقة 4 - 2 - 3 - 1 التي جربها خلال معسكر الفريق في إيطاليا، بدأ حاليا التوجه نحو طريقة 4 – 3 - 3 من خلال الدفع بجيلاردينو في المقدمة ودي ناتالي في الجانب الأيسر. وفي وسط الملعب، نظرا لحالة ماركيزيو وإصابته، ترتفع حظوظ مونتوليفو، الذي لعب بالأمس إلى جانب دي روسي، وغاتوزو، بينما يتبقى الاستقرار على مَن سيكون لاعب قلب الدفاع الثاني إلى جانب كانافارو: فبعد الدفع ببونوتشي لفترة طويلة كان هناك بالومبو أيضا خلال التدريب الأول للمنتخب في جنوب أفريقيا.

ولم يتأثر مستوى تدريب المنتخب الإيطالي بالرحلة التي دامت 12 ساعة. لكن الاستقبال كان متواضعا: فقد كان هناك نحو 20 شخصا يرتدون قميص المنتخب الإيطالي في المطار وعدد أكبر من ذلك بقليل عند الوصول لفندق ليريبا لودج في سينتوريون، حيث تقيم بعثة المنتخب الإيطالي. باختصار كان عدد قوات الأمن الخاصة، التي تراصت، بشكل مسرحي بعض الشيء، حول طائرة الفريق بمدافعهم الرشاشة المشرعة، أكثر من عدد الجماهير التي كانت تنتظر المنتخب الإيطالي: ولم يحدث انتشار مماثل لقوات الأمن لدى وصول طائرة منتخب هندوراس التي كانت تقف بالقرب من طائرة المنتخب الإيطالي. لكن الأمن حول أبطال عالم يسير بشكل خاص: فبالإضافة إلى رجال الأمن الإيطاليين (وقد صرح مانجانيللي رئيس جهاز الشرطة الإيطالي قائلا «إننا نتمنى للمنتخب حظا طيبا دون أي حقد»، منهيا بذلك الجدل بشأن قضية دي روسي)، يقوم 20 من رجال الأمن المحليين بحراسة ملعب تدريب المنتخب الإيطالي ومائة رجل أمن آخرين بحراسة المنطقة المحيطة، بينما تحوم طائرة عسكرية في السماء وكأنها تؤكد ما كُتِب على حافلة المنتخب الإيطالي: «لوننا الأزرق في سماء أفريقيا».

وهكذا يبدو أن رياح الأمل قد بدأت تهب، وربما يكون المنتخب الإيطالي بصدد الخروج من النفق، على الأقل بالنسبة للإصابات الخطيرة. فاحتمال مشاركة كامورانيزي في مواجهة باراغواي أدت إلى حالة من التفاؤل في معسكر المنتخب الإيطالي. لكن موقف بيرلو أكثر حساسية، وقد يتمكن قائد خط الوسط أن يكون متاحا للمباراة الثالثة في المجموعة يوم 24 أمام سلوفاكيا. ذكريات وندم: وقال لاعب وسط الميلان عائدا بالذاكرة 4 سنوات: «مشاعر مباراة نصف النهائي أمام ألمانيا لا يمكن أن أنساها أبدا لأن لا شيء أفضل من الفوز في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي في استاد ملئ بالمشجعين الألمان. في ألمانيا كان هناك مناخ مذهل وأتمنى ألا يكون مختلفا هذا العام. البرودة؟ قد يكون جيدا اللعب في الشتاء لكن المشكلة المتعلقة بالارتفاع عن مستوى البحر واجهناها بالفعل في سيسترييري. ويا للخسارة بالنسبة للكرة، أيضا لأن المسار يتغير قليلا فسرعة الكرة تزداد والكرة ذاتها تفقد جزءا من وزنها». وضع نجم المنتخب الإيطالي، بعد ذلك، التصنيف الذي يراه بخصوص المنتخبات واللاعبين، وقال: «والفرق الأوفر حظا لإحراز اللقب من وجهة نظري هي إنجلترا، البرازيل وإن كانت إسبانيا أوفر حظا، لكن من بين اللاعبين سأركز على تشابي الذي يترك بصمته منذ سنوات، وروني القوي للغاية. إيطاليا؟ قدمنا أداء سيئا في كأس القارات لكن التركيز لم يكن مناسبا. والآن نخوض المونديال كحاملي لقب وهذا شيء عظيم لكن علينا الانطلاق من الصفر. مسألة أننا لسنا مرشحين لا تقلقني بل إنني أفضل من دون حديث كثير. من كنت أريد أن يكون معنا؟ نيستا، وحاولت بشتى الطرق إقناعه بالعودة إلا أن إصابته الأخيرة لم تساعد. قرارات كهذه تعد شخصية ومن الصعب اتخاذها ولذا لا بد من احترامها. وفيما يتعلق بي، فأتمنى أن ألعب للمنتخب الإيطالي لأطول فترة ممكنة، وأعتقد أني سأواصل ارتداء قميص (الأزوري) لفترة طويلة أخرى». ونحن أيضا.