المنتخب الإيطالي يستهل دفاعه عن اللقب بمواجهة الباراغواي اليوم

الإصابات مشكلة الآزوري.. وسانتا كروز يتوعد كانافارو بالهزيمة

TT

أنهى المنتخب الإيطالي استعداداته لبداية رحلة الدفاع عن اللقب أمام الباراغواي في مونديال جنوب أفريقيا اليوم ضمن مباريات المجموعة السادسة التي تضم أيضا كلا من منتخبي سلوفاكيا ونيوزيلندا.

مارشيللو ليبي المدير الفني لإيطاليا لم يقرر بعد الفريق الإيطالي الذي سيلعب، لكن نبأ سارا واحدا على الأقل يأتي من التدريب الأخير المغلق في كلية ساوث داونز، ففي اللقاء الأول سيكون دي روسي مشاركا، وهو أحد المؤكد نزولهم إلى الملعب إلى جانب بوفون، كانافارو، كيلليني، وجيلاردينو. أما باقي الفريق فهو مجرد كلام وفرضيات ونظريات.

وعن هذا اللقاء، يقول سانتا كروز، مهاجم المنتخب الباراغواياني وفريق مانشستر سيتي الإنجليزي «سنفوز على إيطاليا بهدف أو اثنين مقابل لا شيء مع كامل الاحترام لكانافارو الذي أعرفه، وقد قلت ذلك أيضا للمدرب روبرتو مانشيني. كما أنني لم أتحدث عن مستقبلي في النادي الإنجليزي، هذا مبكر. أنتظر أولا لأرى أي ضربات سوق الانتقالات سيتم القيام بها، فهناك مشروعات كبرى. كما تربطني بالمدير الفني علاقة ممتازة وبالتالي فلست قلقا. إنني أشعر، مؤخرا، بحالة جيدة وبالتالي أتمنى المشاركة في مباريات كثيرة هنا في جنوب أفريقيا. لدينا أفضل فريق طوال تاريخنا». إذن فهم قادرون على الوصول، على الأقل، إلى ربع النهائي. ويضيف كروز «بإمكاننا الوصول بعيدا لكن سيكون مهما البدء بالنقاط الثلاث الأولى».

لكن بعد يومين من التدريب المغلق يبدو أنه من الصعب إلى حد ما إذا كان المدير الفني لباراغواي جيراردو مارتينو، مورينهو أميركا الجنوبية، قد قرر إخراج ليبي عن مساره من خلال تقديمه لتشكيل زائف قد يلعب به أمام الآزوري إلى وسائل الإعلام. آخر مران مفتوح كان الخميس الماضي، وحينها جرب المدير الفني الأرجنتيني طريقة (4/4/2) من خلال منح سانتا كروز حرية التحرك خلف رأس الحربة، وهو على الأرجح باريوس أكثر من فالديز. كلا المهاجمين يلعبان لفريق بروسيا دورتموند الألماني، ويعيشان موقفا غريبا.. ففي البوندزليغا يكون فالديز احتياطيا لباريوس، لكن في المنتخب الباراغواياني يفخر فالديز بأربعين مشاركة مقابل أربع مشاركات فقط لباريوس. هل سيلعب بالفعل أقلهما خبرة؟ بإمكاننا الإجابة بنعم بالنظر إلى الإمكانات الخططية، فلكون باريوس رأس حربة قويا في منطقة الجزاء ينسجم بشكل أفضل مع سانتا كروز المهاجم القادر على المراوغة واللاعب الأكثر شهرة في أوروبا، الذي أبدى تفاؤله أمس بشأن نتيجة المباراة.

إلى ذلك، تعافى باريتو لاعب أتلانتا من المشكلة العضلية، لكنه لن يشارك نظرا لابتعاده عن التدريبات الأخيرة. المفاضلة ستكون في وسط الملعب بين سانتانا وكاسيريس، أما فيرون الذي يلعب دائما كظهير أيمن فسيتحرك إلى القلب.

وفي المعسكر الآخر، يقول جامباولو باتزيني مهاجم الآزوري «أخيرا نحن هنا، يبدو لي أننا نعد لهذه المباراة أمام باراغواي منذ ستة أشهر. أنتظر المباراة بفارغ الصبر». مهاجم سمبدوريا لا يعرف بعد إذا كان يشارك في أول مباراة لمنتخب بلاده، لكن هناك المشاعر الكافية، فهذه هي مشاركته الأولى في بطولات كأس العالم. ويضيف باتزيني الذي يدخل في صراع مع جيلاردينو على مركز رأس الحربة الأساسي «كلما نقترب أدرك مدى أهمية هذا الحدث». وقام ليبي أمس بشرح خصم الغد أمام لاعبي الآزوري، ويقول باتزيني عن ذلك «إنه فريق يحتوي على مهاجمين رائعين للغاية، خصوصا أنه فريق خطير جدا ويرتكب أخطاء كثيرة. علينا أن نكون منتبهين لكنا جاهزين للرد بشكل قوي وفعال من دون خوف».

لكن القلق هنا في جنوب أفريقيا يأتي من أشياء أخرى، بدءا من رمز المونديال: آلة الفوفوزيلا، التي يقول عنها مهاجم الآزوري «إنها ليست شيء جميلا، وأدركت ذلك مساء أول من أمس خلال اللقاء الودي، وكان هناك ثلاث فقط منها. ولا يمكنني تخيل عندما تكون 20 أو 30 ألفا. سيكون صعبا سماع صافرة الحكم وصوت رفاقي». لكن هناك شيئين بعينهما قد يود باتزيني تجنبهما «إنجلترا فريق منظم ويمتلك لاعبين أقوياء، بعد ذلك أفضل ألا أواجه لوسيو فلنا سابقة معا»، في إشارة إلى مباراة إنتر مع سمبدوريا عندما انتهى الحال به مطرودا بعد مشاحنة مع اللاعب البرازيلي. لكنه يركز على دي روسي من بين لاعبي الآزوري، حيث يواصل حديثه قائلا «بعد الانتقادات التي وجهت إليه منذ 4 أعوام أتمنى يكون هذا هو مونديال دي روسي». يكن مهاجم سمبدوريا تقديرا كبيرا لنجم فريق روما، فعندما سألوه إذا كان حقيقيا، كما يزعم كثيرون بمن فيهم كانافارو، أنه في هذا المنتخب لا يوجد لاعبون مميزون أجاب بهذا الرد اللاذع «إنني لست مقتنعا بهذا كثيرا. دي روسي، كيلليني، بوفون، بيرلو، وكانافارو ذاته جميعهم مميزون، وأنا سعيد بأن يكونوا معي في الفريق».

وتبدو إصابات ربلة الساق في صفوف المنتخب الإيطالي وكأنها «وباء» تقريبا، فقد ارتفع العدد إلى أربعة لاعبين، وجاء الدور على دانييلي دي روسي. وعن ذلك يقول البروفسور إنريكو كاستيلاتشي طبيب المنتخب «تمت إراحة دي روسي احترازيا بسبب تعرضه لألم عضلي في ربلة الساق اليمنى، ليس هناك قلق بشأنه وقد شارك في التدريب الأخير». لكن حان موعد مباراة الباراغواي ولا يعرف أحد كيف ستكون حالة لاعب وسط روما الذي، في غياب أندريا بيرلو، سيكون على عاتقه الأخذ بأيدي المنتخب الإيطالي من خلال الاستفادة من خبرته الدولية. بالطبع هناك قدر قليل للغاية من القلق حتى وإن كان الطاقم الطبي للمنتخب يرى المسألة بشكل إيجابي.

في بادئ الأمر، كان جيورجيو كيلليني أول من تعرض لإصابة في ربلة الساق خلال أول مران في معسكر المنتخب في سيسترييري، وعاد إلى الفريق فقط في 5 يونيو (حزيران) الحالي في المباراة الودية أمام المنتخب السويسري. وفي اللقاء التالي أمام المكسيك تعرض اثنان للإصابة: بيرلو وإصابته هي الأخطر، وماركيزيو الذي عاد للانتظام مع الفريق قبل 4 أيام فقط حيث لعب لمدة ساعة في المباراة التجريبية الأخيرة التي لعبها الآزوري أمام الفريق المحلي الممثل لإقليم غواتنغ بجنوب أفريقيا الذي يستضيف معسكر المنتخب الإيطالي. وربما لا يكون صدفة وقوع إصابات متشابهة بين اللاعبين، بخلاف ماركيزيو الذي تعرض لضربة تسببت في إصابته، فاللاعبون اشتكوا من أرضية سيسترييري الصعبة، وتغيير أرضية الملعب قد يسبب إصابات من هذه النوعية.

في ظل تمني أن يرى دي روسي الملعب سريعا، يتزايد التفاؤل الحذر بشأن حالة بيرلو، ويشدد كاستيلاتشي أنها «مستقرة لكنها مرضية بوجه عام»، لذلك تتزايد إمكانية استعادته.

لكن التساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو: إلى أين تذهب إيطاليا؟ سنعرف الإجابة فقط أمام الباراغواي، وهل سيستهل حامل اللقب مشواره بطريقة (4/2/3/1)، (ومسألة إشراك ماركيزيو كصانع ألعاب المجهولة) أم بطريقة (4/4/2) المفاجئة قليلا لكنها يمكن الاعتماد عليها أكثر؟ هل سيتم إشراك دي روسي المصاب حاليا في ربلة الساق أم الدفع بغاتوزو من جديد؟ وهل أيضا سيتم الدفع بياكوينتا كرأس حربة ثان أم دي ناتالي؟ كيلليني في الوسط أم ظهيرا؟ بيبي أم كامورانيزي على الأطراف؟

أسئلة كثيرة للغاية حول تشكيلة وطريقة لعب الآزوري أمام باراغواي.

فلنبدأ من الخطة، فبعدما تخلى ليبي تقريبا وبصورة متعجلة للغاية عن طريقة (4/2/3/1) بعد مرور 20 دقيقة فقط أمام المكسيك وديا، باتت هذه الطريقة غير مرشحة بالمرة. وبعدها العودة إلى الطريقة ذاتها وبنفس اللاعبين لمدة ساعة أمس، من خلال زامبروتا وكريشيتو ظهيرين، وكيلليني في القلب حتى صافرة النهاية، وماركيزيو خلف جيلاردينو، وبيبي وياكوينتا جناحين.

هل هذا هو المنتخب الإيطالي الذي سيواجه الباراغواي؟ لو الإجابة بنعم سينبغي إتمام آليات مختلفة للتعامل مع طريقة (4/2/3/1)، فإن كان محور زامبروتا - بيبي يعمل بالفعل في الجهة اليمنى، وإذا كان مونتوليفو يثبت كفاءة في مركز بيرلو ويغطيه غاتوزو، نجد أن ياكوينتا يعاني في مركز لاعب الوسط الظهير ذي المهام الدفاعية أكثر، وكذلك ماركيزيو الذي يبذل مجهودا لاتخاذ الزمان والمكان المناسبين. ليس هذا فحسب، فطريقة (4/2/3/1)، عندما يقوم الخصم بالهجوم، تصير (4/4/2) من خلال ماركيزيو كرأس حربة ثان. هكذا جاءت ثلاثة أهداف، اثنان لبيبي وآخر لياكوينتا، الذي كان نشطا لمدة ربع ساعة، ثم المشكلات المعتادة في إعداد الهجمة.

لكن لو كانت الإجابة بلا، أي لو كانت هذه الطريقة (4/2/3/1) مجرد خداع، قد تكون مباراة إيطاليا وغواتنغ إهدارا للوقت، فلماذا لا يجرب نموذجا للفريق؟ عموما، بعد ساعة بالتحديد، غير ليبي أحد عشر لاعبا ليبقي على كيلليني فقط داخل الملعب ويلعب لمدة 30 دقيقة بطريقة (4/4/2) التي تستغل إرهاق المنافس لتطوير هجمات أكثر انسيابية على الرغم من وجود لاعبين (بوكيتي، كوسو، بالومبو، كوالياريللا لاعب وسط، باتزيني) من الصعب رؤيتهم أساسيين، وسجل الآزوري ثلاثة أهداف بهذه الطريقة (2 لباتزيني و1 لدي ناتالي).

قد يمثل تشكيل المنتخب الإيطالي أمام الباراغواي مزيجا بين هذين التشكيلين، ويبدو زامبروتا مؤكدا في مركزه الحالي، والشيء ذاته بالنسبة لمونتوليفو، ومن الصعب أن يترك ليبي ماركيزيو على مقعد البدلاء، كما أنه ما زال يفكر، ومعه الحق في ذلك، حول مركز واحد داخل الملعب. من المحتمل أنه لم يتم التفكير في فكرة كيلليني على الأطراف، كما أن بيبي وكامورانيزي قادران على القيام بشيء ما عظيم، ودي ناتالي يدخل في مفاضلة مع ياكوينتا وكوالياريللا من أجل اللعب كرأس حربة ثان مع جيلاردينو، لكن كل شيء يتوقف على حالة دي روسي الصحية.