ليبي: المنتخب الإيطالي ينقصه إنهاء الهجمة

دي روسي يرى أن هدف التعادل أمام باراغواي هو الأهم له

TT

استهل المنتخب الإيطالي مشواره في مونديال جنوب أفريقيا نحو الدفاع عن اللقب بتعادل جاء بشق الأنفس أمام منتخب باراغواي العنيد ضمن منافسات المجموعة السادسة والتي أقيمت على ملعب غرين بوينت في كيب تاون. في البداية تقدم ألكاراز لباراغواي في الدقيقة 39 من الشوط الأول، ثم أدرك ديانييلي دي روسي التعادل للأزوري في الدقيقة 18 من الشوط الثاني.

إذا كانت الأمور قد سارت بهدوء في مونديال ألمانيا 2006، فقد اختلف الأمر في جنوب أفريقيا والإبحار يبدو صعبا بسبب التعادل وبسبب إصابة بوفون. لكن المدير الفني للمنتخب الإيطالي مارتشيللو ليبي يشعر أنه وجد ما كان ينتظره ويطلق التحدي مجددا: «إيطاليا موجودة تركيزا وحماسا ولياقة، إذا كان البعض انتابته بعض الشكوك. وربما أدرك الآخرون أيضا أننا موجودون». لكنه استشاط غضبا عندما قيل له إن إذاعة «بادانيا» الإيطالية كانت تشجع منتخب باراغواي.

ويتابع ليبي: «لدي ندم كبير بسبب هذه النتيجة لأننا كنا نستحق الثلاث نقاط كاملة. وهم سجلوا هدفا في المرة الوحيدة التي وصلوا فيها إلى مرمانا. وفي مباريات كهذه لا بد من الفوز، علينا أن نقوم بشيء ما أكثر في إنهاء الهجمة. بوفون؟ عانى من مشكلة في الظهر والتي تعرض لها خلال الإحماء وكان يعتقد أنه يمكنه اللعب. والأمر كان سلبيا لأنه بخلاف قيمة حارس المرمى فقد أضعنا تغييرا. الأطباء فقط هم الذين بإمكانهم إخبارنا إذا كان سيلحق بالمباراة المقبلة».

يرى ليبي أداء ماركيزيو الذي لم يكن مقنعا في الهجوم إيجابيا ويقول: «إنني راض للغاية عن أسلوب الدخول إلى المباراة، العقلية وشكل اللعب. أخذنا في الاعتبار خصما كان الجميع يقول إنه لا بد من الخوف منه كثيرا وكنت أتوقعه أكثر خطورة. في الشوط الأول نحن فقط الذين لعبنا وكان ينبغي أن نفعل شيء ما أكثر لأننا سددنا قليلا. هل طريقة 4/4/2 أفضل؟ أعتقد أنهم في النهاية دفعوا ثمنها بدنيا ونحن أنهينا المباراة بأربعة مهاجمين. علينا الزيادة في التألق». أيضا لأنه إذا كان بيبي ودي ناتالي، مع كامل الاحترام لهما، اللذان مع أودينيزي أنقذا فريقهما من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية في الأسابيع الأخيرة، موجودين داخل الملعب فربما يقول هذا شيئا ما حول مستوى المنتخب الإيطالي، وعن هذا يضيف ليبي: «فلنتذكر أننا لعبنا على أرضية رائعة لكنها منزلقة».

كما أشاد المدير الفني للأزوري بجميع لاعبيه تقريبا، بادئا بمونتوليفو فقد «أدى مباراة غير عادية وعلى مستوى عال كما وكيفا على الرغم من تلقيه ضربات عديدة. وكذلك كريشيتو وبيبي إلا أن الجميع يتطور مستواهم بشكل جيد. دي روسي ذاته تجاوز المشكلات البدنية. كانافارو وزامبروتا؟ لم يكن أداؤهما مفاجئا لي وأعتبرهما دعامتين أساسيتين لهذا الفريق».

وانفجر ليبي لدى سؤاله عما قامت به إذاعة بادانيا قائلا: «هذا أمر لا يتعلق بي. إننا هنا في المونديال، وأنتم محترفون وأصحاب مقام رفيع فلا تنزلوا إلى هذا المستوى». لكن نظام الأقاليم في إيطاليا صنع هكذا وفي بعض الأحيان تتدخل السياسة بشكل صارم في الكرة.

على بعد كيلومترات قليلة، بدأ العالم يتغير منذ 43 عاما حينما تمكن كريستيان برنارد لأول مرة في التاريخ من زراعة قلب في صدر لويس واشكانسكي في أحد مستشفيات كيب تاون فاتحا طريقا أصبح مسارا يوميا نحو الأمل. وفي المدينة ذاتها، سعى ليبي لتكرار الشيء ذاته مع هذا المنتخب من خلال زرع قلب مونديال برلين في مجموعة أخرى للآزوري للقيام بهجوم على المستقبل.

لحسن الحظ بدأت الكرة في الدوران وكانت جسارة دانييلي دي روسي هي المادة المضافة اللازمة حتى تنجح عملية زرع القلب الجديد للمنتخب الإيطالي، ويقول صاحب هدف إيطاليا الوحيد في مواجهة باراغواي: «هل تقولون إنها 9 أهداف لي مع المنتخب مثل توتي؟ إنها عديدة وقد يكون هذا هو الشيء الأهم في المنتخب بالنسبة لي إذا لم أحتسب ركلة الترجيح التي سجلتها أمام فرنسا في نهائي 2006. لعبنا بشكل جيد لكننا كنا ساذجين انطلاقا مني حينما أخطأت بجعل لاعب الخصم الذي يتعين علي مراقبته يتمكن من التسجيل. لكن بعدها كان بإمكاننا الفوز حتى وإن كانت تنقصنا الخطوة الأخيرة لتحقيق الفوز وإن لم يكن لديك هذا يكون الأمر صعبا أمام فرق تلعب على التعادل. هل نفتقد توتي؟ الجميع يفتقد واحدا مثله، ولا فريق لديه لاعب مثله، ولا حتى البرازيل لكن لديه بعض المشكلات البدنية وليبي قام باختيارات أخرى. ثم إننا نتذكر إمكاناته فقط عندما يغيب. عموما منتخب إيطاليا يلعب دائما من أجل الفوز لكن المجموعة ليست سهلة والتأهل فيها غير مؤكد. الآن علينا أن نتطور في المستوى معا مثلما حدث في 2006. وقبل المباراة، ذكرت بيبي كيف بدأنا من بطولات الشباب على الملاعب الرملية. لقد عدنا لنكون الفريق الذي لم يظهر أمام المكسيك، كما أن هذا التعادل يترك مجالا طيبا للأمل ويجعلنا واثقين أننا أمام البرازيل أو الأرجنتين أو أي فريق كبير لن نكون أبدا أقل حظا للفوز حتى وإن كانت لديهم إمكانات تفوق إمكاناتنا. ومن جهة أخرى، نصف الكوب مملوء بالنسبة لنا وفارغ بالنسبة لكم أنتم الصحافيين، كالعادة». لكن هذه المرة يعد نصف الكوب كافيا لإقناعنا أيضا لأن الانطباع هو أن هذا الهدف يعني الكثير، ليس فقط لأن دانييلي دي روسي يبدو الأكثر صلاحية ليكون قائدا للمنتخب في المستقبل لكن أيضا بسبب بصيص الأمل الكبير للوصول بعيدا. إذا كان قلب المنتخب ينبض فهذا يعني أن روح برلين لم تفقد بعد.