منتخب فرنسا «المتلعثم» بنجومه الكبار في مواجهة المكسيك بشبابها الطموح

نيجيريا تستعيد ذكريات مونديال 1994 لأجل الإطاحة باليونانيين

TT

سيكون المنتخب الفرنسي بطل 1998 ووصيف بطل النسخة الأخيرة مطالبا بالفوز على نظيره المكسيكي اليوم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى ضمن الدور الأول لنهائيات كأس العالم.

ولم يظهر المنتخب الفرنسي بمستوى مطمئن أمام الأوروغواي، وعانى الأمرين على غرار مشواره في التصفيات وحملته الإعدادية للمونديال التي ختمها بخسارة تاريخية أمام الصين المتواضعة.

فبعد الاختبار الأوروغوياني، سيجد المنتخب الفرنسي نفسه أمام امتحان أصعب يتمثل في بطل تصفيات الكونكاكاف منتخب المكسيك بقيادة نجمه مدافع برشلونة الإسباني رافائيل ماركيز، الذي أنقذ منتخب بلاده من الخسارة أمام جنوب أفريقيا المضيفة 1/1 في المباراة الافتتاحية.

ويبدو أن الأجواء غير مطمئنة في صفوف المنتخب الفرنسي بسبب المشاكل الكثيرة التي يعاني منها سواء بين المدرب ريمون دومينيك ولاعب وسط تشيلسي الإنجليزي فلوران مالودا، على الرغم من أن الأخير نفى ذلك، بالإضافة إلى أجواء غير صافية بين عدة لاعبين في صفوف الفريق، بالإضافة إلى معاناتهم في خط الهجوم حيث لم يسجلوا سوى هدف واحد في المباريات الثلاث الأخيرة وكان في مرمى تونس 1/1 وديا.

وكان دومينيك احتفظ بمالودا على مقاعد الاحتياط في المباراة الأولى على الرغم من جاهزيته واعتماده عليه في جميع المباريات الإعدادية وذلك بسبب مشادة كلامية في حصة تدريبية عشية المباراة إثر تدخل قوي بحق القائد باتريك إيفرا.

وبرر دومينيك اختياره بكونه كان يرغب في لاعب وسط مدافع إضافي بدلا من إشراك مالودا. وطالب دومينيك لاعبيه بمنع المكسيكيين من الاستحواذ على الكرة للحد من خطورتهم وتعزيز الحظوظ في التغلب عليهم.

وقال دومينيك «المكسيك منتخب قوي جدا جدا، يلعب بأسلوب جيد وعندما يسرع إيقاع اللعب ويستحوذ على الكرة بإمكانه زعزعة دفاع أي منتخب في العالم، يجب أن نحرمهم من الاستحواذ على الكرة حتى لا تسنح أمامهم فرص للقضاء علينا».

في المقابل، أكد مدرب المكسيك خافيير أغويري أنه «سنواصل اللعب بطريقة هجومية أمام المنتخب الفرنسي على الرغم من المشاكل التي واجهها في المباراة الأولى أمام جنوب أفريقيا».

وركز أغويري منذ استلامه منصب الإدارة الفنية لمنتخب بلاده، على فك العقم الهجومي الذي كان يعاني منه المنتخب مع سلفه السويدي سيفين غوران إريكسون ونجح في رهانه لأن المكسيك حققت 8 انتصارات مقابل خسارتين قبل وصولها إلى المونديال.

وقال أغويري «إنه الأسلوب الذي أوصلنا إلى هنا ولن نغيره»، مضيفا «صحيح أننا تركنا مساحات كبيرة لمهاجمي جنوب أفريقيا في المباراة الأولى، لكننا سنواصل لعبنا بالطريقة ذاتها مع فعالية كبيرة في الهجوم».

من جهته، اعترف ماركيز بخطورة الأسلوب الهجومي الذي ينهجه منتخب بلاده، وقال «نعرف أن خطر هذا الأسلوب هو الهجمات المرتدة للمنتخبات المنافسة، لكننا نعمل بجدية على تصحيح ذلك من أجل تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف».

وأضاف «هذا هو سبب تدريباتنا وعملنا الشاق»، مشيرا إلى أن «هولندا عانت بدورها لهز الشباك أمام الدنمارك على الرغم من ضمها مهاجمين بارعين، أنا واثق من أننا سنبذل قصارى جهدنا لتصحيح هذه المشكلة».

وحذر ماركيز زملاءه من مغبة الاستهانة بالمنتخب الفرنسي الذي يعيش فترة انعدام وزن في الآونة الأخيرة، وقال «إنه منتخب قوي جدا سواء في الهجوم أو الدفاع على الرغم من أن خط الهجوم لم يرق إلى المستوى الذي تعودنا على رؤيته»، مضيفا «لكنه يملك لاعبين كبارا يمكن أن يحدث أي منهم الفارق في أي لحظة».

نيجيريا - اليونان

* يدخل المنتخبان النيجيري واليوناني إلى مباراتهما على ملعب «فري ستايت ستاديوم» في بلومفونتين وهما يبحثان عن التعويض بعد أن استهلا مشوارهما في المجموعة الثانية بالخسارة.

من المؤكد أن المنتخب النيجيري بدا بشكل أفضل بكثير من أبطال أوروبا 2004 الذين لم يقدموا شيئا يذكر على الإطلاق خلال مباراتهم مع الكوريين، وإذا خاضوا مواجهتهم بالمستوى ذاته أمام «النسور الممتازة» فسيودعون على الأرجح النهائيات دون أن يسجلوا فوزهم الأول وهدفهم الأول في العرس الكروي، وذلك لأن مشاركتهم الوحيدة السابقة عام 1994 انتهت بخسارتهم مبارياتهم الثلاث أمام كل من الأرجنتين وبلغاريا (صفر-4) ونيجيريا بالذات (صفر-2).

ويبدو أن اليونان بعيدة كل البعد عن ذكريات 2004 عندما فاجأت العالم وتوجت بطلة لأوروبا على حساب البرتغال المضيفة بفضل الخطة الدفاعية التي اعتمدها مدربها الألماني أوتو ريهاغل.

لكن حارس المنتخب اليوناني ألكسندروس تزورفاتس أكد أن فريقه سيستجمع قواه بعد خسارة المباراة الأولى من أجل محاولة الفوز على منتخب المدرب السويدي لارس لاغرباك، مضيفا «حاولنا أن نضع الانتقادات جانبا بعد الخسارة واستعادة توازننا بأسرع ما يمكن من أجل أن نكون جاهزين للمباراة المقبلة»، مشيرا إلى أن الكوريين استفادوا من أخطاء بسيطة من أجل الفوز بالمباراة.

وتابع: «يجب أن نرى الصورة بأكملها، ومعرفة أين مكمن الخطأ. نيجيريا فريق قوي جدا. يجب أن نحلل مباراتنا بكافة نواحيها، وأن نحلل مباراة نيجيريا أيضا (ضد الأرجنتين) لنرى ما يجب فعله من أجل الفوز».

وعلى العكس، أظهر المدافع فاسيلي توروسيديس بعض التخوف، وقال: «الحقيقة أن أي فريق لا يستطيع أن يحدث طفرة وتحول في مستواه في غضون خمسة أيام» في إشارة إلى أن مستوى الفريق لن يتغير كثيرا في المواجهة أمام نيجيريا عما كان عليه أمام كوريا الجنوبية. وقال توروسيديس: «ما نحتاجه هو أن نصبح أكثر عنادا وأن نظهر ذلك على أرض الملعب. حتى إذا لم نحقق الفوز. لن نشعر بالإحباط ما دمنا لعبنا جيدا».

أما ريهاغل، الذي أصبح أكبر مدرب في تاريخ النهائيات، 71 عاما، فقد حذر لاعبيه من أن الوضع لا يتحمل أي تعثر آخر، مضيفا «يجب أن نأخذ العبر من المباراة الأولى والمحافظة على تركيزنا إذا ما أردنا أن نحافظ على آمالنا في مواصلة المشوار. نحن قادمون لمواجهة أقوى فريقين في المجموعة».

ولن تكون مهمة رجال ريهاغل سهلة على الإطلاق لأن نسور نيجيريا سيقاتلون من أجل الخروج بنقاط المباراة الثلاث والمحافظة بالتالي على آمالهم في تكرار سيناريو 1994 و1998 عندما تأهلوا إلى الدور الثاني مرتين على التوالي، والمفارقة أن تأهلهم في المرة الأولى جاء عن مجموعة ضمت الأرجنتين واليونان أيضا، إضافة إلى بلغاريا، علما بأنهم خرجوا من الدور الأول عام 2002 وغابوا عن نهائيات 2006.

ولم يسجل المنتخب اليوناني حتى الآن أي هدف ولم يحرز أي نقطة في مشاركتيه السابقة والحالية بالمونديال.

وعمل فينسنت إنييما حارس مرمى المنتخب النيجيري على تهدئة المشجعين في بلاده بعد الهزيمة صفر/1 أمام المنتخب الأرجنتيني، وقال إنييما: المباراة أمام المنتخب اليوناني ستكون من أجل تصحيح الأوضاع وتحقيق الفوز ليس هناك أي مجال أن نخسر المباراة، والحصول على نقطة (التعادل) لن يكون كافيا».

ومن المؤكد أن يخوض إنييما المباراة ضمن التشكيل الأساسي بعدما كان أبرز نجوم المباراة الأولى أمام الأرجنتين حيث تصدى لعدة تسديدات من المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وساعد فريقه على الاحتفاظ بهذه النتيجة وعدم اهتزاز شباكه بمزيد من الأهداف.

ومن المرجح أيضا أن يخوض المهاجم أوبافيمي مارتينز نجم فولفسبورغ الألماني وزميله بيتر أوديمونغي لاعب لوكوموتيف موسكو الروسي المباراة ضمن التشكيل الأساسي أيضا.

وفشل فيكتور أوبينا نسوفور مهاجم مالقة الإسباني الذي لعب بجوار ياكوبو إيوجبيني مهاجم إيفرتون الإنجليزي بالهجوم في ترك بصمته خلال لقاء الأرجنتين وسيخسر مكانه بالتشكيل الأساسي لصالح مارتينز الذي أظهر إصرارا أكبر بعدما حل مكان أوبينا في الشوط الثاني.