بدرية البشر: في المونديال.. الصغار يكسرون رؤوس الكبار

تمنت خروج الجزائر سريعا وقالت إن «الرز» سبب نكسة الأخضر

TT

ضيفتنا في هذا الحوار المونديالي الأديبة والكاتبة السعودية في صحيفة «الحياة» بدرية البشر، طرحنا عليها هذه الأسئلة من دون سابق تحضير، فكانت إجاباتها عفوية على النحو التالي:

* ماذا تعرفين عن كأس العالم؟

- أعرف أنها بطولة تقام كل 4 سنوات و«تجنن» الناس، وأتذكر أنها تقلق والدتي لأنها تأتي في وقت الامتحانات النهائية، وهذا المونديال بالتأكيد يسرقنا من الحصاد الدراسي فيتحول الأمر إلى صراع بين المشاهدة والمذاكرة في تلك الفترة.

* هل تتابعين مباريات البطولة؟

- بصراحة أنا مجبرة على المتابعة والمشاهدة اليومية، على الأقل لأنني لا أستطيع أن «أُغير» القنوات التلفزيونية وفق رأيي، على اعتبار أن زوجي (الممثل السعودي الأشهر ناصر القصبي) وأولادي راكان (18 عاما)، ومهند (16 عاما)، وهالة (10 أعوام) لا يريدون سوى مشاهدة مباريات المونديال في هذه الفترة، لذا علي أن أتابع معهم وأشجع، وأعتقد أن من لا يتابع منافسات كأس العالم في هذه الأيام فإنه يعيش في عالم آخر غير الكرة الأرضية ومن الضروري في تقديري أن أتكيف مع المجتمع الذي أعيش فيه من خلال متابعة شيء فيه نوع من التسلية والاستمتاع، وكيف لا يكون هناك متعة وأفضل منتخبات العالم تلعب في أرض واحدة.

* هل تتابعين منتخبا معينا في المونديال؟

- أعجبني الأداء الإنجليزي أمام أميركا وكذلك المنتخب الإيطالي، رغم أنهما تعادلا.. السعوديات بتن يعشقن المنتخب الإيطالي ربما لوسامة وجمال نجومه.. أعتقد أننا صرنا ننافس اللبنانيات على عشق الإيطاليين وأدائهم الأنيق داخل الملعب!!

* من ترشحينه للظفر بلقب الكأس؟

- الترشيح لمنتخب معين يبدو مبكرا في رايي، وعلى الرغم من أنني لست خبيرة في الشؤون الفنية الكروية، فإنني أتمنى إيطاليا أو الأرجنتين، لا سيما أن ابني راكان عاشق لإيطاليا، بينما يبدو مهند أرجنتينيا خالصا.

* أي أسماء اللاعبين العالميين راسخ في ذهنك؟

- لا يوجد بالنسبة لي غير الفرنسي زين الدين زيدان الذي كان يقدم كرة راقية وأنيقة ولافتة وكنت حينها أحب فرنسا لأنه قائدها الأول.

* منتخب الجزائر.. المشارك العربي الوحيد في كأس العالم الحالية.. ماذا تتوقعين له؟

- أتمنى أن تخرج الجزائر سريعا من هذه البطولة حتى نشعر بالراحة في التشجيع.. لا يمكن أن تستمتع بمثل هذه البطولة في ظل وجود فريق عربي.. من الأفضل أن تخرج وهذا في رأيي ينسحب على أي منتخب عربي لا منتخب الجزائر بعينه.. وسط مشاركة الجزائر الحالية نسمع إسقاطات غير مقبولة بسبب مشاركتها، خصوصا بعد المباراة التاريخية غير المشرفة التي شاهدها العالم كله في الخرطوم وما قبلها.. مشكلة العرب أنهم لا يتحلون بالأخلاق الرياضية حينما يتنافسون فيما بينهم ويحولون مواجهاتهم إلى مباريات سياسية، وبالتالي من الطبيعي جدا أن أتمنى الجزائر أو غيرها من المنتخبات العربية أن تخرج مبكرا من المونديال.

* لماذا لم يتأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم 2010؟

- ربما لأنهم يكثرون من أكل «الرز» فكان خروجهم طبيعيا من التصفيات النهائية الآسيوية.. أتذكر حينما خسروا بـ8 أهداف من ألمانيا كانت وسائل الإعلام الرياضية السعودية تؤكد أن الأخضر نقل معه إلى طوكيو 8 أكياس من الأزر.. سبحان الله 8 أكياس وتلقت شباكنا 8 أهداف من ألمانيا.. ارتباط غريب في العدد.. ليتنا منحنا الألمان 4 أكياس لنتعادل معهم..!

* من هم أبرز اللاعبين في كأس العالم الحالية؟

- هل ممكن أن «تغششني» اسما لأذكره.. لا بأس بميسي نجم الأرجنتين.. لاعب كبير يجوب الملعب طولا وعرضا من مهارته وسرعته.. لا أظن أن هناك من ينافسه في جنوب أفريقيا الآن!!

* هل تتوقعين بطلا جديدا لكأس العالم 2010؟

ـ لا أعرف بصراحة!

* في السياسة الصغار لا يهزمون الكبار.. في كرة القدم هل تتوقعين العكس؟

- نعم الصغار في كرة القدم «يكسرون» رؤوس الكبار.. ربما لا تكون الديمقراطية حاضرة إلا هنا في المونديال.. كرة القدم أنموذج للديمقراطية، ففيها يتألق الصغار أمام الكبار، وأقصد بالطبع صغار السياسة أمام كبار السياسة..

* كأس العالم.. هل هي ثقافة أم إجادة أم تسلية؟

- هي تسلية خلقت ثقافة فكانت الإجادة حاضرة في ملاعبها وميادينها وأروقتها.. هي كانت مجرد كرة قدم ودخلت فيها الأزياء والمشروبات وتحولت إلى تجارة وصناعة وتسويق، بل إن «منظمات كثيرة تلعب فيها بشكل أساسي»!

* هل الوصول إلى المونديال يعكس التطور الرياضي في البلد المشارك؟

- نعم يعطي دلالة وإشارة إلى التطور الذي تسير عليه تلك الدولة من خلال كرة القدم حيث التفوق والاهتمام ولأنه لا يمكن للحظ أو الصدفة أن يلعب كل منهما دورها ويتأهل من خلال ذلك منتخب أو منتخبان.

* هل توالي المباريات يؤثر على علاقاتك ومواعيدك العملية والاجتماعية؟

- يؤثر بارتباطي بأبنائي وشغفهم بكرة القدم.. ومتابعتهم الدقيقة تجعلني أتابع معهم لكن لا يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مواعيد أساسية في حياتي الاجتماعية لكنني أمنحها الوقت المناسب كما أنني أتفادى ما يأتي بعدها من زحام ومشكلات مرورية.

* قطر ستستضيف كأس العالم.. كيف ترين هذا التوجه الكبير لها؟

- أقول لها «برافو» ما تقوم به الدوحة يشكل علامة فارقة في خارطة الخليج العربي.. تستحق ما تفكر فيه وما تأمل في تحقيقه.. أتمنى نجاح ملفها لاستضافة 2022.. زرت الدوحة مؤخرا فوجدت فيها حركة تعليمية ونهضوية قلما تجدها في مكان آخر.. إنهم يعملون للارتقاء بكل مفاهيم التطور والارتقاء الصحيح والسليم للبلد النموذجي.