تدق ساعة الحقيقة أمام المنتخب الجزائري لكرة القدم اليوم عندما يلاقي نظيره الإنجليزي في كيب تاون ضمن الجولة الثانية من نهائيات كأس العالم المقامة حاليا في جنوب أفريقيا. وبعد خسارته المباراة الأولى أمام سلوفينيا، يدرك المنتخب الجزائري أن أي تعثر جديد يعني خروجه خالي الوفاض من العرس العالمي.
من جهة أخرى بعد انطلاقتها الباهتة في البطولة العالمية، بدأت إنجلترا تتطلع للاعبها غاريث باري لاستعادة انسيابية الأداء والانتصارات التي تميزت بها البلاد خلال مشوارها بتصفيات المونديال. وبسبب إصابته بشد في الكاحل في مايو (أيار) الماضي، غاب باري عن مباراة إنجلترا الافتتاحية بالمونديال التي تعادلت فيها 1/1 مع الولايات المتحدة يوم السبت الماضي ولكن الإيطالي فابيو كابيللو أكد أن باري سيكون ضمن التشكيل الأساسي للفريق أمام الجزائر اليوم. كما أكد أن لديه الثقة الكاملة في أن فريقه سيعوض ما فاته في المواجهة الأولى أمام الولايات المتحدة ويحقق انتصارا كبيرت في المواجهة الثانية اليوم.
وبعودة باري إلى مكانه بخط وسط المنتخب الإنجليزي سيعود قائد الفريق ستيفن جيرارد بدوره إلى مركزه في الجانب الأيسر بدلا من جيمس ميلنر. وألمح كابيللو إلى عدم تغيير حارس المرمى روبرت غرين رغم الخطأ الذي ارتكبه عندما انزلقت الكرة من بين يديه ليهدي للأميركي كلينت ديمبسي هدف التعادل لفريقه في مباراة السبت، كما أشار إلى إمكانية الدفع بجيرمين ديفو في خط الهجوم إلى جانب واين روني بدلا من إميل هيسكي رغم تألق مهاجم أستون فيلا في المباراة الأولى لإنجلترا.
وبذلك لم يعد أمام كابيللو سوى أن يجد بديلا للاعب ليدلي كينغ الذي أصيب في فخذه في مركز قلب الدفاع. ومن المرجح أن يحل جيمي كاراغر الذي لعب مكان كينغ عندما خرج من مباراة السبت للإصابة محله من جديد ولكن هذا الأمر يثير الشكوك حول إمكانية افتقاد السرعة بين لاعبي خط دفاع إنجلترا الأربعة.
وقال كاراغر لاعب ليفربول الإنجليزي: «كل لاعب له نقاط قوته ونقاط ضعفه ولا يوجد لاعب واحد يتمتع بكل الصفات الجيدة. لست لاعبا بطيئا بكل تأكيد ولكنني أيضا لست أسرع لاعب». وأضاف: «إذا كنت تلعب أمام مهاجم سريع فعليك أن تكون أكثر عمقا بالملعب أما إذا كان المهاجم بطيئا فعليك أن تضغط عليه، إن سبب وجودي أنا وجون تيري في هذا المستوى من البطولات هو قدرتنا على قراءة المباريات أكثر من سرعتنا».
وفي الوقت الذي أمضى فيه لاعبو المنتخب الإنجليزي، بمن فيهم غرين، وقتهم في الاسترخاء بملعب للغولف يوم الأحد الماضي فقد ظل كاراغر في الفندق لمتابعة مباراة الجزائر مع سلوفينيا التي انتهت بفوز الأخيرة 1/ صفر. وعلق كاراغر على المنتخب الجزائري الذي ستلتقي به بلاده اليوم قائلا: «أعتقد أن الجزائر كانت سيئة الحظ في هذه المباراة.. كنا نفضل أن تنتهي هذا المباراة بالتعادل، ولكن الجزائر لعبت بعشرة لاعبين ثم سجلت سلوفينيا هدفها».
وأضاف كاراغر: «كانت كفتا الفريقين متعادلتين ولكنني أعتقد أن الجزائر تفوقت قليلا في الأداء، وأعتقد أن الكرة أخذت اتجاها غريبا (في هدف سلوفينيا)». واعترف كاراغر بأن عدم تعرف المنتخب الإنجليزي على خصمه الجزائري بشكل جيد يضيف مشكلة أخرى لإنجلترا. وقال: «ربما لا نعرف عنهم الكثير حقا ولكننا حاولنا تغيير هذا الأمر طوال الأسبوع فقد حصلنا على جميع الشرائط المصورة والمعلومات التي نحتاجها». وأضاف كاراغر: «الأمر يشبه كثيرا عندما تلعب مع ناديك أمام فريق أوروبي ما، فأنت حينها تجد نفسك لا تعرف شيئا عن الفريق ولكنك تشاهد شرائطه المصورة قبل بضعة أيام من مواجهتك له».
ويحتمل أن تخوض الجزائر مباراة اليوم بدون حارسها الأساسي فوزي شاوشي الذي أخفق في تقدير تسديدة السلوفيني روبرت كورين يوم الأحد الماضي حيث أصيب شاوشي بشد في ركبته اليسرى ومن المحتمل أن يحل حارس سلافيا صوفيا مبولحي رايس وهاب محله اليوم. كما يغيب عبد القادر غزال عن صفوف الجزائر اليوم للإيقاف بعد حصوله على البطاقة الحمراء في مباراة سلوفينيا.
وفي الوقت الذي أكد فيه رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائري أن فريقه سيعمل كل شيء من أجل الفوز على إنجلترا وأن فريقه سيدافع ويهاجم بأكبر عدد ممكن من اللاعبين لإحداث المفاجأة، اعترف لاعب خط وسط بورتسموث الإنجليزي حسن يبدة أن الجزائر ستواجه اختبارا صعبا اليوم. وقال يبدة: «شاهدت مباراة إنجلترا أمام الولايات المتحدة وأعتقد أنها كانت مباراة جيدة». وأضاف: «لا أرى العديد من نقاط الضعف في المنتخب الإنجليزي فهم يمتلكون العديد من اللاعبين الجيدين ولكننا سنحاول بذل قصارى جهدنا حيث إننا نريد الفوز بمباراتينا الأخيرتين بدور المجموعات من أجل التأهل للدور التالي».