ليبي يبحث عن حلول بديلة قبل مواجهة نيوزيلندا

مشكلة المنتخب الإيطالي.. هجوم عقيم في ظل غياب لاعبين مبدعين

TT

إن الأنباء السيئة بشأن بوفون تضاعف من آمال ليبي الذي يحلم بتفجر باولو روسي جديد. لكن من المحتمل أنه حتى قلب هجوم المنتخب الإيطالي بطل العالم عام 1982 قد لا ينجح في تسجيل هدف مع هذا المنتخب الحالي بنفس السهولة التي كان يسجل بها في ذلك الحين. وللحقيقة حقق المنتخب الإيطالي الفوز بكأس العالم الماضية عام 2006 في ألمانيا دون هداف كبير، لأن هدافي المنتخب في ذلك المونديال كانا هما توني وماتيرازي برصيد هدفين لكل منهما وكان رمز المنتخب هو كانافارو، الذي حصل على جائزة الكرة الذهبية بعد المونديال مثلما حصل عليها باولو روسي بعد مونديال إسبانيا عام 1982. لكن موقف المنتخب الإيطالي قد أصبح أسوأ بعد أربع سنوات من مونديال ألمانيا ولم نكتشف ذلك فقط في جنوب أفريقيا. فمنتخب إيطاليا الحالي يسجل القليل من الأهداف لأنه يسدد قليلا، وأيضا لأنه لا يحرز الأهداف عن طريق المهاجمين إلا نادرا. لقد أحرز المنتخب في المباريات الودية الثلاث التي لعبها قبل المونديال ثلاثة أهداف فقط، جاء اثنان منهما بأقدام مدافعين (كيلليني وبونوتشي) والهدف الثالث بقدم مهاجم احتياطي هو كوالياريللا.

وفي مباراة الاثنين الماضي أمام منتخب باراغواي جاءت الهجمات الخمس التي انتهت بالتسديد على مرمى المنافسين بواسطة لاعبي خط الوسط: 3 قام بها مونتوليفو وتسديدة واحدة قام بها كل من بيبي ودي روسي.

وفي تلك الحالة من السهل إلقاء اللوم على جيلاردينو وياكوينتا ودي ناتالي، الذين كانوا في هذه المباراة ضحايا أكثر من كونهم مذنبين.

إن مشكلة المنتخب الإيطالي هي غياب اللاعبين المبدعين الذين لم يعد ليبي يمتلك ولم يعد قادرا على صنع أي منهم رغم محاولته الدفع بماركيزيو كلاعب خط وسط مهاجم، وما زاد من سوء الوضع هو عدم وجود ظهيري جنب في خط الدفاع يقومون بدور هجومي، بمعنى هؤلاء الذين يجيدون اللعب مثل مايكون في المنتخب البرازيلي، قادرون على رفع كرات عالية على رأس جيلاردينو أو لعب كرات عرضية للمهاجمين الآخرين. إن محاولة الهجوم والضغط من الوسط فقط لا تكفي، لا سيما أمام منافسين يجيدون غلق الملعب مثل منتخب باراغواي. وبالتالي، ورغم غياب بيرلو، لا بد أن يعود ليبي لاستخدام طريقة 4 - 4 - 2 التي قد تكون أقل روعة لكنها أكثر فعالية، عن طريق الدفع بجيلاردينو (أو ياكوينتا أو باتسيني) ورأس حربة خفيف الحركة (دي ناتالي أو كوالياريللا) إلى جانبه، مع الاستعانة بظهيرين قادرين على تمرير الكرات له من العمق مثل بيبي وكامورانيزي. ويستطيع ليبي أيضا أن يجرب طريقة 4 - 3 - 3، بشرط أن يقوم بفتح اللعب على الجانبين وإلا فإن المنتخب الإيطالي سيهاجم كثيرا ويسجل قليلا، في انتظار عودة قريبة لبيرلو في أفضل حالاته، مع أو من دون بوفون.

وهكذا فإن الأمور من المفترض أن تتغير أمام نيوزيلندا في المواجهة القادمة. فيجب أن يتحول ليبي من اللعب بطريقة 4 - 2 - 3 - 1 إلى طريقة 4 - 4 - 2. ولم يحكم ليبي بفشل الطريقة التي يتم فيها الدفع بماركيزيو كلاعب خط وسط مهاجم، لكن هذه الطريقة تحتاج لبعض التصحيحات من أجل استعادة التوازن (مثلما حدث في الشوط الثاني أمام منتخب باراغواي) وليس فقط لترك المهاجم. وقد يكون الحل بسيطا: الدفع بلاعبي قلب هجوم.

ثمة عدة عوامل ترجح كفة طريقة 4 - 4 - 2: إعجاب اللاعبين بها وهي البديل الأول لطريقة 4 - 2 - 3 - 1 ويمكنها أن تخلخل من الأجناب التكتل الدفاعي المتوقع من منتخب نيوزيلندا الذي قد يجعل منتخب باراغواي يبدو كمنتخب هجومي. وتتعلق الملحوظة الأولى على أداء المنتخب الإيطالي المتوقع بوسط الملعب: فسيلعب ليبي بخط وسط مكون من أربعة لاعبين هم: بيبي ودي روسي ومونتوليفو ولاعب واحد من بين كامورانيزي وماركيزيو.

ومع المطالبة باللعب بطريقة 4 - 4 - 2، فإنه لا يمكن أيضا استبعاد اللعب بالطريقة الأخرى، وهي طريقة 4 - 3 - 3، التي تتميز بوجود لاعبين متحركين في خط وسط «قوي» (دي روسي ومونتوليفو ولاعب واحد من بين جاتوزو وماركيزيو) لحماية خط هجوم مكون من بيبي وباتسيني ودي ناتالي (أو ياكوينتا). وقد لعب بالفعل كامورانيزي في مركز متأخر خلال الشوط الثاني من مباراة باراغواي، تاركا مثلثا هجوميا في الأمام. ولم يقتصر الأمر على ذلك: فقد بدأت إيطاليا العام الماضي تطبيق طريقة 4 - 2 - 3 - 1 في الماضي أمام منتخب نيوزيلندا وعانت كثيرا بسبب تلك الطريقة ولم تتمكن من تغيير النتيجة إلا بعد التحول لطريقة 4 - 3 - 3 (في ظل أداء متحرر لبيرلو وياكوينتا).

وفي الدفاع تم إجراء تقسيمة للاعبين الذين لم يشاركوا لمدة 90 دقيقة في المباراة الأولى بمدينة الكاب، وكان الهجوم في هذه التقسيمة يتكون من باتسيني ودي ناتالي وماركيزيو كظهير جنب. وسنعرف المزيد عن ذلك من التدريبات القادمة لأن ليبي قد يفكر في إدخال بعض التجديدات أيضا على خط الدفاع: فنظرا للمحور الثلاثي المتوقع من منتخب نيوزيلندا قد يمثل ماجو وزامبروتا ثنائيا أكثر فعالية في الدفاع من زامبروتا وكريشيتو. ويجب مواجهة منتخب نيوزيلندا الضعيف الذي يمتلك حارسا متواضع المستوى بتسديدات بعيدة، مع التزام الحذر في الضربات الثابتة، فلاعبو نيوزيلندا بقاماتهم الطويلة يمثلون خطورة في الضربات الثابتة.