«المهرجون».. «الخز والعار» وأكثر

الصحف البريطانية تفتح النار على منتخب بلادها بعد مباراة الجزائر

TT

فتحت وسائل الإعلام البريطانية أمس نيرانها على المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم، بعدما قدم عرضا هزيلا آخر ليتعادل من دون أهداف مع الجزائر ضمن منافسات المجموعة الثالثة في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

ولم يقتصر اللوم الموجه إلى نجم هجوم المنتخب الإنجليزي، واين روني، على هبوط مستوى أدائه فحسب، وإنما على انتقاد نجم مانشستر يونايتد لصافرات الاستهجان التي أطلقتها الجماهير الإنجليزية في استاد «غرين بوينت» بمدينة كيب تاون بعد إطلاق صافرة نهاية المباراة.

وكتبت صحيفة «ديلي ميل» تقول: «يا له من كم هائل من الأمور المشينة»، واصفة لاعبي المنتخب الإنجليزي، بقيادة مدربه الإيطالي فابيو كابيللو، بأنهم «مهرجو كيب تاون». وعلقت صحيفة «تايمز» على روني بقولها: «بالتأكيد كان من الواضح أن هذا الضغط وصل إلى واين روني، إن شجارات روني تستحق التحقيق فيها».

وأشارت صحيفة «صن» اليومية إلى أنه بعد التعادل 1/1 في مباراته الافتتاحية بالمونديال أمام أميركا، فإن بداية منتخب الأسود الثلاثة (إنجلترا) في نهائيات جنوب أفريقيا تسير من سيئ إلى أسوأ، بعدما فشل الفريق في هز شباك خصمه الشمالي الأفريقي المتواضع، على حد وصف الصحيفة.

وكتبت «صن» تقول : «رتيب وكئيب ومحبط ومفكك، وفي بعض الأحيان يائس، وبشكل عام قاتم مثل المياه الراكدة، إننا نشكر منتخب إنجلترا، لا عجب في أنكم تلقيتم صافرات الاستهجان من مشجعيكم لدى مغادرتكم الملعب ليلة أمس».

وعلقت «جارديان» على المباراة بقولها: «لقد حققوا (المنتخب الإنجليزي) تعادلا سلبيا لا يستحق المشاهدة إلى درجة هزلية أمام فريق وصف بأنه الأسوأ في نهائيات كأس العالم». وأضافت في إشارة إلى آخر مدربين يتوليان تدريب إنجلترا قبل كابيللو: «يواصل فابيو كابيللو تأكيد سمعته كإريكسون الجديد (على الأقل هذا الأخير قاد إنجلترا لدور الثمانية) وبهذا المستوى المتراجع سيبدأ المدرب الإيطالي مباراة إنجلترا الأخيرة بدور المجموعات وهو على مسافة خطوة صغيرة من أن يتحول إلى ستيف ماكلارين».

وتحت عنوان «روني يسخر من صيحات استهجان المشجعين بعد التعادل مع الجزائر» تنشر صحيفة «الجارديان» تحقيقا تقول فيه إنه بينما اعترف قائد المنتخب الإنجليزي، ستيفن جيرارد، بأن أداء الفريق «لم يكن جيدا بما فيه الكفاية»، فإن روني علق على صيحات الاستهجان من جانب الجماهير وهو يغادر الملعب، أمام كاميرا التلفزيون فقال : «جميل أن ترى الجماهير تصيح استهجانا ضدك، بينما هي جماهير للتشجيع».

واعتبر جيرارد ومدير الفريق فابيو كابيللو بأن من حق الجماهير التعبير عن استيائها من أداء الفريق.

أما صحيفة «الإندبندنت» فنشرت تفاصيل حول المباراة، منها موضوع بعنوان «آمال إنجلترا معلقة بخيط رفيع بعد الأداء المروع». وقالت: «لم يكن هناك عيد ميلاد سعيد لفابيو كابيللو في كيب تاون بعد صيحات الاستهجان من قبل مشجعي منتخب إنجلترا عقب أدائه المروع أمام الجزائر، الذي ترك آماله معلقة بخيط رفيع». ومضى كاتب المقال يقول: «من الناحية الحسابية الأمر بسيط للغاية: فوزوا على سلوفينيا في بورت إليزابيث يوم الأربعاء، وستكون إنجلترا في طريقها لدور الـ16، وفي حالة الفشل، سيصبحون جميعا في طريق العودة إلى الوطن». ويضيف أنه «بعد أن لعبوا 180 دقيقة حتى الآن (مبارتين) منذ وصولهم إلى جنوب أفريقيا، فإن هذا بالتحديد ما يستحقونه».

وجاء عنوان «ذي تايمز»: «إنجلترا البائسة في نقطة اللاعودة». وأضافت الصحيفة: «من المؤكد أن واين روني سيواجه الضغوطات. روني يواجه أسئلة جدية». وتابعت: «أحيانا عندما يلعب لامبارد وجيرارد وباقي الفريق يبدو كأنه حلم لإنجلترا، لكن في أوقات أخرى... يبدو كأنه كابوس».

وكتبت «دايلي ميرور» عن لاعبي فريقها الذي واجه الجزائر في مدينة كيب تاون: «مهرجو كيب»، وأضافت: «عهد كابيللو الواعد اقترب من نهاية ممتلئة بالخزي والعار».

وستلعب إنجلترا من أجل كل شيء في مباراتها الثالثة الأخيرة أمام متصدرة المجموعة الثالثة سلوفينيا، حيث ستكون في أمس الحاجة لتحقيق الفوز بتلك المباراة للمحافظة على فرصتها في التأهل لدور الـ16. ويحتاج كابيللو لإجراء تعديلات كبيرة في صفوف المنتخب الإنجليزي المرشح لإحراز اللقب، أبرزها تقديم مركز قائد الفريق ستيفن جيرارد ليلعب خلف رأس الحربة روني مباشرة، مما سيشكل خطورة أكبر على مرمى الخصم، الأمر الذي افتقدته إنجلترا بشدة أول من أمس.

في الوقت نفسه، كان من الواضح أيضا أن إنجلترا أضاعت فرصة كبيرة بتعادلها في يوم خسرت فيه منافستها القديمة ألمانيا أمام صربيا في المجموعة الرابعة، في حين تعادلت أميركا مع سلوفينيا في مباراة المجموعة الثالثة الأخرى.

ولم تنس صحيفة «ديلي تليغراف» الإشارة إلى انتقاد قيصر الكرة الألمانية، فرانز بيكنباور، لمنتخب إنجلترا عندما قال إنه عاد لأساليب «التسديد والجري» القديمة.

وقالت الصحيفة: «مع افتقاده الثقة والطاقة بشكل مقلق، يواصل فريق فابيو كابيللو إخفاقاته، سواء على الارتفاعات العالية أو على مستوى سطح البحر، الله وحده يعلم كيف سيرد فرانز بيكنباور على هذا (التعادل)». واعتبرت «دايلي تيليغراف» أنه على كابيللو إعادة هيكلة فريقه، كي يستعيد لامبارد وروني «الكئيب» مستواهما، قبل المباراة الأخيرة في المجموعة أمام سلوفينيا.