كاكا يسعى لإظهار وجهه الحقيقي.. ودروغبا لتفجير المفاجأة

أسماء رنانة لا تلمع في المونديال وأسماء أخرى يسطع بريقها

TT

الأسماء الرنانة لا تلمع في كأس العالم لكرة القدم بجنوب أفريقيا وهذا ينطبق على النجم البرازيلي ريكاردو إيزيسون دوس سانتوس ليتي صاحب القميص رقم عشرة والذي بدا وأنه مجرد شبح للاعب الذي يتمتع بشهرة كبيرة في شتى أنحاء العالم، وهو بالتأكيد الرجل الذي يعرف باسم كاكا. ولكن كأس العالم ما زالت تنتظر كاكا الذي فاز بلقب أفضل لاعب في العالم والذي اختارته مجلة «تايم» واحدا من بين الـ100 شخصية الأكثر تأثيرا على مستوى العالم. وتأمل البرازيل أن يظهر الوجه الحقيقي لكاكا خلال المباراة أمام كوت ديفوار غدا الأحد في ملعب سوكر سيتي بجوهانسبورغ. وخلال المباراة أمام كوريا الشمالية، فشل اللاعب الذي كلف خزينة ريال مدريد الإسباني 70 مليون يورو (86.5 مليون دولار) الصيف الماضي، في إثبات نفسه. وتتوقع البرازيل ما هو أكثر من الرجل صاحب القميص الأصفر رقم 10 الأسطوري، والذي سبق وأن ارتداه أقطاب كرة القدم مثل بيليه وزيكو.

وكان هناك جهد مبذول داخل الملعب ولكن ظلت التمريرات شاردة، في الوقت الذي لعب فيه آخرون أمثال صاحبي الهدفين، مايكون وايلانو ومعهم روبينهو، دورا أكثر تأثيرا خلال المباراة. ورغم ذلك فإن كاكا، الذي خرج في الدقيقة 78 وشارك نيلمار بدلا منه، كان راضيا عن أدائه وكذلك عن عدم تجدد الإصابة في العضلات.

وقال كاكا: «كبداية أعتقد أنها جيدة، لم أكن أعرف الحالة التي سأصبح عليها في كأس العالم بسبب الإصابة، وبالتالي فأنا سعيد، أتمنى أن يتحسن أدائي ولكن المباراة الأولى ظهرت خلالها بشكل إيجابي». وليست مفاجأة أن يواجه كاكا صعوبة في استعادة مستواه المعهود بعد موسم عانى خلاله من شبح الإصابة، وأعرب المدرب كارلوس دونغا، الذي سيحتاج إلى لاعب خط وسط مؤثر من أجل إحراز لقب كأس العالم، عن رضاه عن تقدم مستوى اللاعب.

وقال دونغا: «كنا نعرف أن كاكا لن يشارك في كل أوقات المباراة، لم يلعب مباراة بأكملها منذ نحو خمسة أشهر». ويحتاج دونغا إلى كاكا لأنه ليس لديه لاعب مماثل يخترق به دفاعات الفرق المنافسة من منتصف الملعب، ويخلق مساحات لأمثال روبينهو ولويس فابيانو وهو قادر أيضا على تسجيل أهداف بنفسه. ولكن وصول كاكا إلى أعلى مستوى له عندما فاز بلقب أفضل لاعب في العالم مع ميلان الإيطالي، مسألة أخرى.

ووصل اللاعب إلى جنوب أفريقيا وهو ما زال يعاني من شد في الفخذ اليسرى، وهي الإصابة التي قلصت مشاركاته مع ريال مدريد في أول ظهور له بالدوري الإسباني. واعترف اللاعب قبل مباراة كوريا الشمالية بأنه على الأرجح غير قادر على المشاركة طوال 90 دقيقة ولم تكن عملية استبداله بمثابة مفاجأة. وأوضح كاكا: «في كل مباراة أتحسن أكثر فأكثر، هناك الكثير يحتاج إلى تحسين ولكن ذلك سيأتي مع الوقت».

وكذلك أعرب لاعب خط الوسط غيلبرتو سيلفا عن ثقته في أن الفريق البرازيلي سيخرج أفضل ما في كاكا خلال كأس العالم، «في كل مباراة سيتحسن». وأضاف: «من الرائع مشاهدته لأنه حقا متعطش للظهور بشكل جيد من أجل البرازيل ومن أجل نفسه، الفريق بأكمله يسانده، كما أنه يحظى بثقة جميع اللاعبين، وواثق من أنه في المباريات القادمة سيتحسن أكثر وأكثر».

وكاكا الذي انضم إلى ميلان في 2003 قادما من ساو باولو مقابل 8.3 مليون يورو، هو رجل مسيحي إنجيلي متدين، أصبح في 2004 أصغر سفير للبرنامج الغذائي للأمم المتحدة. ويعزو كاكا شفاءه من كسر في العمود الفقري في حادث بحمام سباحة في سن الثامنة عشرة إلى قوة إيمانه، ويرفع يديه إلى السماء في إشارة إلى شكره لله عندما يحرز الأهداف. ومونديال جنوب أفريقيا يمثل ثالث مشاركة للاعب البالغ من العمر 28 عاما، والذي من المفترض أن يصل إلى الذروة في جنوب أفريقيا. وفي كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان شارك كاكا في 25 دقيقة فقط من البطولة التي توج بها الفريق البرازيلي في النهاية. وفي كأس العالم 2006 بألمانيا سجل كاكا هدفا وحيدا ليقود الفريق البرازيلي للفوز 1/صفر في المباراة الافتتاحية أمام كرواتيا في برلين، ولكنه فشل في الحفاظ على قوته الدافعة ليودع نجوم السامبا المونديال إثر الهزيمة أمام فرنسا في دور الثمانية.

والمباراة أمام كوت ديفوار قد تكون اللحظة الحاسمة لظهور الوجه الحقيقي لكاكا، حيث إن الفوز سيضمن للبرازيل حسابيا إحدى بطاقتي التأهل لدور الستة عشر، وفي حال فاز الفريق البرازيلي على كوت ديفوار وفازت البرتغال على كوريا الشمالية فإن فريق دونغا سيضمن بشكل عملي التأهل.

وعلى الجهة المقابلة اعترف المدرب السويدي غوران إريكسون المدير الفني للمنتخب الإيفواري لكرة القدم (الأفيال) بأن لاعبه ديدييه دروغبا مهاجم تشيلسي الإنجليزي من المرجح أن يكون ضمن التشكيل الأساسي للفريق خلال مباراته المرتقبة اليوم أمام نظيره البرازيلي. وقال إريكسون: «لن تكون مفاجأة إذا لعب منذ البداية. الدقائق الـ25 التي لعبها أمام البرتغال كانت جيدة». ويشعر المنتخب الإيفواري بالثقة في قدرته على تفجير مفاجأة أمام المنتخب البرازيلي ليفتح المنافسة من جديد في «مجموعة الموت». وقال إسماعيل تيوتي، نجم خط وسط المنتخب الإيفواري، إن «التغلب على المنتخب البرازيلي ليس مستحيلا. أحترم هذا المنتخب لأنه ربما يكون الفريق الأفضل في العالم ولكننا لا نخشاه». ويدرك المنتخب البرازيلي أن الاختبار الأفريقي ربما يكون الأصعب بالنسبة له في هذه المجموعة. وقال روبينهو، مهاجم المنتخب البرازيلي، : «إنها عقبة صعبة بالنسبة لنا. سر الفوز يكمن في تسجيل هدف في أول 15 دقيقة من هذه المباراة. إذا أحرزنا هدفا مبكرا ستكون المباراة أكثر انفتاحا». وقال جوليو باتيستا، لاعب خط وسط الفريق، إنها «ستكون أصعب مبارياتنا لأنهم (المنتخب الإيفواري) يتميزون بالقوة البدنية». واشتهر باتيستا بلقب «الوحش» عندما كان لاعبا في صفوف إشبيلية الإسباني بسبب قوته البدنية مما يرشحه للعب دور بارز في مباراة اليوم.