2010 عام الفروسية السعودية في السباقات الكلاسيكية الأوروبية

مسك الختام فوز فرس الأمير خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن «وركفورس» بالديربي البريطاني

TT

منذ أكثر من 30 عاما، يضفي ملاك الخيول العاشقون لها من منطقة الشرق الأوسط عنصرا خاصا على السباقات الأوروبية، والأميركية مؤخرا. ولم يشرف أحد الساحة البريطانية، بتواضع ومهارة وحرفية، مثل ما فعله الأمير خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن.

وقد حملت الكثير من الجياد الجيدة ألوان سباقه بتميز واضح، ولكن مقدر لعام 2010 أن يبقى في الذاكرة عام الأمير خالد، ليس بالنسبة إلى الأمير وحده، ولكن في ذاكرة منظومة سباقات الخيول الكلاسيكية بالكامل.

تقام أهم السباقات كل عام في ثلاث دول أوروبية مهمة: إنجلترا وفرنسا وآيرلندا، وهي خمسة سباقات كلاسيكية للخيول عمر ثلاثة أعوام. ويخصص اثنان من هذه السباقات لإناث الخيول والثلاثة الباقية للذكور منها.

ومع بداية العام كانت حظوظ الأمير خالد جيدة بصورة مدهشة، حيث هزمت فرسه «سبيشل ديوتي» في نهائيات داخل «نيوماركت» و«لونغتشام» في سباقات الميل الواحد (1600 متر) الكلاسيكية لأنثى الخيل. وبعد تحقيقات فيما حدث، منحت المركز الأول في كلا السباقين بسبب تجاوزات من الفائزين الأصليين.

وكانت هذه الفعاليات تمهيدا للانتصار الأبرز حتى الآن، «دربي إبسوم» في السبت الأول من يونيو (حزيران). وفي مواجهة معارضة قوية ولا سيما من آيرلندا كان لدى «وركفورس»، الذي دربه السير مايكل ستوت لصالح الأمير، سلبية حيث لم يدخل في السابق سوى مرتين فقط قبل اختباره الأكبر.

وبقي الحصان «وركفورس»، الذي كان يمتطيه البطل الشاب ريان موور، في مؤخرة الميدان بينما كان «آت فريست سيت»، الذي بدا وكأنه يقود الخيل الممثلة لأيدن أوبرين الأقوى كما يزعم، متقدما بدرجة جيدة.

ولبعض الوقت، بدا أنه لا يمكن اللحاق بـ«آت فيرست سيت»، وكان معظم الفرسان الآخرين في الميدان يسابقون بجد. ولكن بعد ذلك، بدا الحرير القرنفلي والأخضر والأبيض يعدو بقوة في الميدان.

وقبل 250 مترا من النهائي، جاء «وركفورس» سريعا لينضم إلى «آت فريست سيت». وبينما كانت بقية الخيل تقترب أكثر من دون تجاوز الأول، تمكن «وركفورس» من التقدم بمقدار نحو 30 مترا.

وذكر هذا الفوز بحصان آخر للسير مايكل ستوت «شيرغار»، الذي أنهى عمله كحصان للاستيلاد عندما اختطف من مزرعة عائلة آغا خان بعد عامين فقط من الديربي الذي فاز فيه.

ويكمن عنصر الإثارة الأكبر للسباق المرتبط بـ«وركفورس» في أنه ما زال حصانا غير متمرس، ولذا فإن مستقبله واعد. وقرر مدربه ألا يجعله يعدو نهاية الأسبوع الحالي في الديربي الآيرلندي، والانتظار شهرا حتى سباق الملك جورج السادس والملكة إليزابيث في أسكوت. ويعد سباق الملك جورج الأكثر أهمية خلال العام داخل بريطانيا، حيث يمكن أن تقابل الخيول من عمر ثلاثة أعوام الخيول الأكبر سنا.

وكما هو الحال مع الديربي، كان أسكوت، وهو تجمع ملكي يعقد في يونيو، لطيفا مع الأمير. وفي الأسبوع الماضي، فاز حصانه الفرنسي «بيورد» بسباق «الأمير ويلز» المهم. ويدرب العبقري أندر فابر الحصان «بيورد». وبالطريقة التي فاز بها هذا الحصان في أسكوت خلال سباق المجموعة الأولى لـ2000 متر، فإن له مستقبلا عظيما.

والسمة الأبرز في السباقات التي يشارك فيها الأمير خالد هي أن جميع خيله خلال العشرين عاما تربت في مزرعته «جودمونت» داخل وارغراف في بركشير.

وساعد الاختيار الدقيق لأنثى الخيل والفحول على جعله أفضل مالك خيل في بريطانيا وعلى قدم المساواة بالمقارنة بالآغا خان في آيرلندا وفرنسا. وقدم الرجلان بمهارة سلالات أخرى من النخبة، حيث إن المربين المهمين إما ماتوا أو تركوا مجال السباق.

وقد حقق موسم 2010 بالفعل نجاحات أخرى في السباقات الكبرى لـ«خيول الأمير خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن» مثل جواد المسافات الطويلة «مانيفيست» والعداء «مين إيم»، بينما لا تزال الآمال الكبرى معلقة على «بوليت ترين» على الرغم من أن أداءه كان من دون المتوقع في سباق «ديربي». ولا تزال بعض الخيول تحدث تأثيرا العام الحالي، مثل المهرة «ميدداي»، التي سافرت إلى كاليفورنيا العام الماضي وفازت بسباق في لقاء «بريدرز كاب» في الخريف. كما يعد «سبانيش مون» أحد الخيول التي حققت أداء عاليا مع توقعات كبرى في المستقبل.

وكل عام في المملكة المتحدة، يفوز الأمير خالد بالكثير من السباقات، كان أقل رقم هو 41 وأعلى رقم هو 82. وفي العام الحالي فاز حتى الآن بـ24 سباقا في بريطانيا. وفي حين أنه لا تزال هناك أربعة أشهر في الموسم، فقد فاز بالفعل بجوائز مالية أكثر من أي وقت مضى.

وعندما يأتي الناس من مناطق بعيدة عبر البحار ويتفوقون في أي مجال، يكون هناك في الغالب عنصر من عناصر الغيرة. بالنسبة إلى الأمير خالد بن عبد الله، أحد اللاعبين الرئيسيين في مجالات السباق وتربية الخيول لسنوات كثيرة، فلا يوجد هناك سوى الامتنان والإعجاب من جانب البريطانيين.

* صحافي بريطاني متخصص في سباقات الخيول الأوروبية يكتب خصيصا لـ«الشرق الأوسط»