ليبي يدافع عن اختياراته: لم أترك لاعبا فذا في إيطاليا

الجماهير الإيطالية تنتقد المدير الفني لعدم استدعائه كاسانو وبالوتيللي

TT

عدد سكان نيوزيلندا أقل من عدد سكان إقليم كامبانيا في إيطاليا، وهو الإقليم الأكثر تمثيلا في المنتخب الإيطالي المشارك في المونديال الحالي، مما قد يجعلنا ندرك أن أثر التعادل الذي عاشته الجماهير في إيطاليا مثل الهزيمة التاريخية المذلة بالنسبة لبلد تعيش على الكرة، بخلاف العدد القليل لممارسي لعبة كرة القدم في نيوزلندا. ربما فكر مارشيللو ليبي في كل ذلك «فورا»، بعد دقائق من انتهاء المباراة، وخصوصا السؤال الذي يثير الكبرياء.

أين اللاعبون الأفذاذ؟ إنه تساؤل صعب وشرعي في ظل أداء بعض أبطال العالم في 2006، وهل ليبي لا يزال على قناعه بأنه قام باختيارات لا تعرف المجاملة؟ يرد المدير الفني للمنتخب الإيطالي قائلا: «إنني دائما على قناعة من اختياراتي، وإنني مقتنع تماما أنني لم أترك لاعبين أفذاذا كانوا سيغيرون مجريات هذه المباراة». ثم ينذر صاحب السؤال: «لا تطرح أسئلة بعينها أولا. وتذكر أنه أحيانا هناك خطر التراجع عنها». وقد يكون جميلا لو حدث ذلك. لكن حتى وإن كان معه قلبا دفاع من فريق يوفنتوس الذي دخل مرماه 56 هدفا أي أكثر من فريق أتالانتا الذي هبط إلى الدرجة الثانية وظهير من جنوا الذي سكنت شباكه 61 هدفا مثل ليفورنو الأخير في الترتيب والظهير الآخر لعب مع الميلان في 24 مباراة، تقول الأفعال إنه ربما ليس صدفة أن يدخل مرمى الأزوري هدف «مع خصم يلقي بالكرة من بعيد إلى داخل منطقة الجزاء». هكذا يقول ليبي الذي ربما لا يرى الأمر على أنه مشكلة في الشق الدفاعي، حيث يتابع: «المشكلة في تصرف الفريق ككل».

لقد أعطت التغييرات في الشوط الثاني انطباعا بخلق ارتباك في صفوف فريق جاء إلى جنوب أفريقيا من دون ملامح دقيقة في اللعب ويغيب عنه أيضا لاعبان مهمان مثل بوفون وبيرلو. أما ليبي فلا يرى ذلك، حيث يقول: «في الشوط الثاني لعبنا بطريقة 4/2/3/1 من خلال ياكوينتا في الجهة اليمنى إلى الخارج، ودي ناتالي في اليسار وكامورانيزي كصانع ألعاب. ودفعت بماوري ودي ناتالي من أجل محاولة التسديد من بعيد عن طريق تحركاتهم. المهارة؟ كانت موجودة في الملعب إلا أننا لم نستغلها. بيبي؟ قام بأشياء مختلفة عما طلبته منه إلا أن التبديل ليس عقابا». ورد بيبي المنتقل حديثا إلى يوفينتوس قائلا: «إنني بحالة جيدة بدنيا، وسنتحدث أنا والمدرب عن الكيفية التي لعبت بها، إنها أمور يكون الحديث عنها فيما بيننا».

كما تطرق ليبي للحديث عن التكتيك، وقال: «بحثت عن حلول مختلفة. وعندما تحاول التعديل يتم تجريب خيارات عدة، ولا تنجح دائما. بيرلو؟ أتمنى استعادته أمام سلوفاكيا لكن ليس هناك تأكيد». ويبرئ ليبي ساحة الهجوم غير القادر على التسجيل من هجمات تكتيكية مؤكدا: «لدينا دي ناتالي هداف الدوري الإيطالي، وجيلاردينو وباتزيني اللذان كثيرا ما سجلا، وياكوينتا استعاد لياقته بشكل جيد. كامورانيزي لن يكون متألقا للغاية لكنه لاعب ذو مهارة. بالطبع علينا الاعتراف بخطئنا، ونظرا لقيمة المنافس كان ينبغي علينا الفوز. كانت هناك إرادة لكن غاب التألق. وأمام هيمنتنا على مجريات اللعب قمنا بخلق القليل من الفرص، حيث واصلنا لعب الكرة إلى داخل منطقة الجزاء مع لاعبين طولهم متران، وانتهى بنا الحال بالتكيف مع طريقة لعبهم».

إلى ذلك، بات التأهل للدور التالي أكثر تعقيدا. وواصل المدير الفني للأزوري الكلام قائلا: «لا ذعر، فأنا أعمل في كرة القدم منذ 35 عاما، وكنت محظوظا بالمشاركة في بطولات مختلفة والفوز بالعديد منها. هناك استياء، هذا صحيح فلو لم نفز في المباراة المقبلة سيكون هذا عدلا..». بالطبع يقصد العودة إلى إيطاليا، لكن ليبي لا يختم الجملة، حيث يقول متفائلا: «بإمكاننا اجتياز هذا الدور أيضا بثلاثة تعادلات، كما فعلت إيطاليا مع بيرزوت في مونديال إسبانيا 1982. ومن جهة أخرى، أذكركم أنني في الدقيقة الأخيرة لأحد لقاءات الشامبيونز كنت قد خرجت تقريبا من ربع النهائي مع يوفنتوس، وبعدها سجل لاعب ما هدفا في اليونان، واجتزنا ذلك الدور وفزت باللقب». نتمنى لليبي مسيرة كبيرة مع الأزوري ويشبه بيرزوت في 1982 أكثر منه في 1986.

وعلى شبكة الإنترنت، في استطلاع للرأي أجراه موقع «لا غازيتا»، لم يتفق 86.5% من المشاركين مع ما قاله المدير الفني بعدم وجود لاعبين كبار تركهم في إيطاليا، فهم يرون لاعبين فذين بقيا في إيطاليا، الأول قد تزوج لتوه والآخر يستمتع صيفا مستحقا بعد ثلاثية الإنتر التاريخية. أجل، ففي الاستطلاع الثاني عن اللاعبين اللذين تركهما ليبي في إيطاليا وكانا سيصبحان أكثر إفادة للمنتخب المشارك في جنوب أفريقيا كانت النتيجة: بالوتيللي وكاسانو. ويرى 53.6% أن كاسانو بمهارته كان سيؤثر من خلال وجوده في الفريق، بينما كان بالوتيللي أقل من مهاجم سمبدوريا حصولا على عدد أصوات، فقد توقف لاعب الإنتر الموهوب عند 29% من إجمالي من أدلوا برأيهم في الاستطلاع. بعدهما جاء كل من توتي (11%) وديل بييرو (6%).

على الجانب الآخر، قفز جميع لاعبي نيوزيلندا مع صافرة انتهاء المباراة في ملعب «مبومبيلا ستاديوم» كما لو كانوا فازوا باللقاء، ونزل إلى الملعب المدير الفني ريكي هيربرت والذي كان لاعبا في منتخب نيوزلندا في مونديال 1982 وهو الأول لبلاده وفاز به المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب بيرزوت. وفي المقصورة احتفل رئيس الوزراء جون كي، ويشرح هيربرت: «سيكون عدد مواطنينا الذين يتابعوننا على شاشات التلفزيون كبيرا للغاية ولن يناموا. هذه نتيجة عظيمة». ثم تتضح بعض الأرقام، فهناك حديث عن مليون مشاهد تابعوا اللقاء من أصل 5 ملايين هم إجمالي عدد سكان بلد كرة الرغبي البيضاوية هي الأكثر متابعة فيه.

إنها فرحة عارمة تزيد الفخر بشكل يفوق الحدود وتبدد الاتهامات، مثل سعادة روري فالون، 190 سم ويتميز بعضلات قوية، والذي يقول: «لاعبو المنتخب الإيطالي كانوا يسقطون كالأطفال»، ما يبرز ثقافة الرياضية للرغبي. كما انتقد المدرب هيربرت حكم المباراة قائلا: «بعض قراراته أضرت بنا، وركلة الجزاء التي احتسبت لدي روسي خير مثال على ذلك. وبعدها كان قاسيا للغاية مع فالون». وفي مرات عديدة خلال المباراة، حاول لاعبو نيوزلندا تقليد سقوط الإيطاليين على الأرض في حالة الاحتكاكات والكرات الثابتة.

ثم طغت الفرحة بعد ذلك على حديث هيربرت، حيث أضاف: «كنت أعلم أن اللقاء سيكون صعبا للغاية، وغيرنا بعض النواحي الخططية لدينا لمواجهة إيطاليا وقد كان الرد بليغا. واقتربنا من تحقيق الفوز الذي كان سيعتبر نتيجة أكثر روعة بالنسبة إلى فريق ما كان يفترض أن يكون هنا، ونسير بشكل جيد. التأهل لثمن النهائي؟ قلت دائما إن المباراة الأولى هي الأصعب، فقد تجاوزنا عقبة سلوفاكيا جيدا، ولعبنا أمام بطل العالم في أربع نسخ من البطولة، والآن نعيد كتابة التاريخ مقارنة بمن كانوا يقولون إننا لا نستحق أن نكون هنا».

وتابع هيربرت: «لا يروق لي الحديث عن أفراد لكن قائد الفريق مذهل. نيلسون يجيد بث الطموح في اللاعبين الشباب، وقد رأينا أننا متحدون للغاية. إنني أدرب فريقا موحدا، لم أر شيئا كهذا من قبل. هذا الفريق يجيد خلق الدوافع بمفرده وقد رأينا هذا في الملعب. إننا لا نخشى المنافسين، وسنلعب على الفوز دائما».