مصير الأوروغواي والمكسيك في أيديهما.. وفرنسا وجنوب أفريقيا تخشيان المؤامرة

التعادل يكفي المنتخبين الأولين للتأهل.. والثأر يؤجج مواجهة «بافانا بافانا» و«الديوك»

TT

سيكون مصير منتخبي الأوروغواي والمكسيك في أيديهما عندما يتواجهان اليوم الثلاثاء على ملعب «رويال بافوكنغ» في راستنبورغ، فيما تعول فرنسا وجنوب أفريقيا المضيفة على «الروح الرياضية» لمنافسيهما من أجل الحصول على فرصة تأهل إحداهما إلى الدور الثاني عندما تلتقيان بدورهما على ملعب «فري ستايت ستاديوم» في بلومفونتين وذلك في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى لمونديال 2010.

في المباراة الأولى، سيكون التعادل كافيا لكي يضمن المنتخبان الأوروغواياني والمكسيكي تأهلهما إلى الدور الثاني لأن كل منهما يملك أربع نقاط، مقابل نقطة لكل من فرنسا وجنوب أفريقيا، إلا أن الطرفين سيسعيان للفوز من أجل تجنب مواجهة محتملة جدا في الدور الثاني مع الأرجنتين متصدرة المجموعة الثانية، وهو الأمر الذي سيفتح المجال أمام منافسيهما للإبقاء على «حلم» التأهل الذي سيكون اقرب إلى الفرنسيين «- هدفين» في حال فوزهم على البلد المضيف «- 3 أهداف» بفارق ثلاثة أهداف، شرط فوز الأوروغواي «+ 3 أهداف» على المكسيك «+ 2» بفارق هدفين. وكان المنتخب المكسيكي وجه ضربة قاسية لآمال الفرنسيين ببلوغ الدور الثاني بعدما تغلب عليهم 2/0 في الجولة الثانية، فيما تغلبت الأوروغواي على جنوب أفريقيا المضيفة 3/0.

وهناك مخاوف من أن يلجأ المنتخبان إلى سياسة المحافظة على الوضع القائم وكل مباراة بمباراتها من أجل أن يضمنا معا تأهلهما إلى الدور الثاني دون أن يتطلعا إلى هوية المنافس في الدور المقبل، وهذا «المخطط» ليس بالغريب عن كأس العالم فقد اختبرته الجزائر عام 1982 عندما أقصيت من النهائيات بسبب النتيجة «المدبرة» بين ألمانيا الغربية والنمسا التي خسرت أمام «حليفتها» 0/1 وذلك كان كافيا لتأهل الاثنين معا إلى الدور الثاني وخروج المنتخب الأفريقي.

أما الواقعة الأكثر حداثة في هذه الناحية فتعود إلى كأس أوروبا 2004 عندما أقصيت إيطاليا من الدور الأول بعد التعادل «المدبر» بحسب «الازوري» بين الدنمارك والسويد 2/2. وفي حال تحقق هذا الأمر ستنهي الأوروغواي الدور الأول في الصدارة بفارق الأهداف عن المكسيك، مما يعني أن طريقها للتأهل إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1970 سيكون أسهل لأنها ستواجه اليونان أو كوريا الجنوبية أو نيجيريا، فيما ستتواجه المكسيك مع الأرجنتين مما يصعب مهمتها كثيرا للوصول إلى ربع النهائي للمرة الثالثة بعد 1970 و1986 عندما استضافت النسختين.

لكن من «الناحية الإعلامية» يبدو أن الأوروغوايانيين عازمون تماما على إنهاء الدور الأول بفوز وهو ما أكده مدافعهم دييغو غودين الذي أعرب عن ثقته بأن منتخبه «سيمزق» المكسيك أربا، مضيفا: ستكون المكسيك منافسا صعبا كما حال جميع المنتخبات المشاركة في كأس العالم. يلعبون بطريقة جيدة لكننا نملك الأسلحة لتدمير طريقة لعبهم ونحن نعلم كيف نؤذيهم.

وأشار مدافع فياريال الإسباني إلى أن منتخب بلاده سيبقى على الأرض ولن يبالغ في تفاؤله ويتراخى بعد فوزه الكبير على المنتخب المضيف بفضل ثنائية من الهداف المميز دييغو فورلان، مضيفا: نحن في وضع جيد، نحن هادئون. تفكيرنا منصب على المكسيك وكيف سنسيطر على الكرة، وخلق فرص للتسجيل واستثمارها أهدافا. لم تتلق شباكنا أي هدف حتى الآن وهذا أمر هام. إذا نجحنا في تكرار الأمر أمام المكسيك، فيعني ذلك أننا تأهلنا إلى الدور الثاني وأي شيء قد يحصل بعد ذلك.

* فرنسا × جنوب أفريقيا

* سيحاول المنتخب الفرنسي ونظيره الجنوب أفريقي أن ينفضا عنهما خيبة الخسارة في الجولة الثانية في مباراة صعبة جدا على الطرفين من الناحية المعنوية لأن الأول يواجه مشكلات كثيرة في معسكره والثاني أمام احتمال دخول التاريخ بطريقة سلبية، لأنه سيصبح أول بلد مضيف يودع النهائيات من الدور الأول. ويدخل المنتخب الفرنسي إلى هذه المواجهة وهو متشرذم الصفوف تماما بعد طرد مهاجم تشيلسي الإنجليزي نيكولا انيلكا من الفريق بسبب أهانته المدرب ريمون دومينيك بعبارات نابية جدا خلال استراحة شوطي مباراة المكسيك. وباتت مهمة الديوك بالغة التعقيد في بلوغ الدور الثاني، ومن غير المرجح أن ينجحوا في تجنب تكرار سيناريو كأس أوروبا 2008 عندما ودعت الدور الأول ونهائيات مونديال 2002 عندما منيت بالمصير ذاته أيضا. ولن تكون مهمتها أسهل أمام جنوب أفريقيا العازمة على الخروج فائزة أمام جماهيرها حتى وإن لم تتأهل، وهي تريد الثأر من منتخب «الديوك» الذي كان حقق فوزا كبيرا على «بافانا بافانا» عام 1998 عندما استضاف النهائيات بنتيجة 3/0. وقد تكون معنويات جنوب أفريقيا في الحضيض بعد الخسارة أمام الأوروغواي، لكن قائدها ارون موكوينا لا يزال متمسكا ببريق من الأمل، وهو يقول: كانت فرصة السيطرة على مصيرنا في أيدينا. لم تسر الأمور كما أردنا. أصبحت الأمور صعبة لأنه علينا الأمل بان تصب الأمور في مصلحتنا. وأشار موكوينا إلى أنه يجب نسيان ما حصل أمام الأوروغواي والتحضير للقاء فرنسا، مضيفا: في كرة القدم هذه الأمور تحصل في بعض الأحيان. لكن الإيمان لا يزال موجودا، هناك أمل.