تغييرات جذرية في تشكيلة المنتخب الإيطالي لمواجهة سلوفاكيا الحاسمة غدا

قلق داخل معسكر التدريب.. وخوف من الخروج المبكر

TT

إن السؤال الذي يشغل بال الإيطاليين جميعهم الآن هو: ما هو تشكيل إيطاليا الذي سيواجه سلوفاكيا الخميس المقبل؟ التفكير في البدء بالمجموعة التي لعبت أمام نيوزيلندا مع قلب طريقة اللعب مرة أخرى يبدو من الوهلة الأولى أنه الأقرب للتنفيذ حيث يبدو حدوث ثورة تغيير كبيرة في صفوف الفريق أمرا صعبا، فهو أمر ليس من أسلوب ليبي. غير أن هذه هي لحظة الصدمة، فهناك 3 أو 4 تغييرات مرتقبة في صفوف الأزوري مثلما حدث في كأس القارات بين لقاءي مصر وأميركا، وهو اللقاء الحاسم للتأهل أو توديع البطولة. وقد تبدأ الثورة من الهجوم، وخصوصا بالنسبة لجيلاردينو وماركيزيو، ثم ياكوينتا، بيبي وكريشيتو.

المشكلات: إنها تغييرات أملتها مواجهة سلوفاكيا وهي خصم مختلف عن نيوزيلندا وباراغواي فلا يمكنه غلق المساحات والانتظار فليس أمامه سوى الفوز لضمان التأهل لثمن نهائي المونديال. لكن من الأفضل أن لا نتصور أن إيطاليا ستهاجم بكل قوة فقد أدرك الجميع أننا نعاني في مواجهة الدفاعات الكثيفة. النقطة الثانية هي أن المنتخب الذي يضم هامسيك نجم نابولي يلعب بثلاثة رؤوس حربة، مع مهاجمين على الأطراف يعودان لخلق التفوق العددي في وسط الملعب. النقطة الثالثة تتعلق بالكرات العالية في منطقة الجزاء التي تأتي من الركلات الثابتة وتمثل كابوسا. النقطة الرابعة تتمثل في دي ناتالي الذي يلعب كظهير وهو مركز مختلف بالنسبة إليه ولا يجد فيه ذاته.

أمام ليبي ثلاثة حلول: الاستمرار على طريقة 4 - 4 - 2، تجريب 4 - 3 - 3 والعودة لطريقة 3 - 4 - 3 التي تخلى عنها في معسكر الفريق في إيطاليا قبل التوجه إلى جنوب أفريقيا.

طريقة 4 - 4 - 2: تعتبر طريقة 4 - 4 - 2 حلا ممكنا، فإذا كان حقيقيا أن الأهداف تأتي خصوصا (وفقط) من الكرات التي يتم تسديدها من العمق فالظهيرين كامورانيزي وبيبي قد يضمنان لعب الكرة إلى داخل منطقة الجزاء حيث جاءت لحظة باتزيني وحيث يتعين على دي ناتالي إثبات إذا كانت مشكلته تتمثل في المركز فقط. إضافة إلى الإبقاء على ثنائي الوسط دي روسي ومونتوليفو، مع إمكانية الدفع بماجيو لمنح دفعة أكبر للجناحين، مثل زامبروتا الذي انتقل إلى الجهة اليسرى. كما أن كامورانيزي الذي لم يكن مفيدا أمام نيوزيلندا لكنه نشيط للغاية قد يمنح الجانب المهاري للفريق. طريقة 4 - 3 - 3: قد يضحي ليبي بأحد الظهيرين (كامورانيزي أو بيبي) لإدخال غاتوزو حيث مسألة الشخصية داخل الملعب وكذلك تغطية لاعبي الأطراف لسلوفاكيا (مثل هامسيك). ويقول لاعب الميلان المخضرم: «أنا جاهز للعب ومشحون للانطلاق».

في الهجوم سيلعب باتزيني في قلب الهجوم وقد يشكل بيبي وياكوينتا ظهيري الهجوم أو كامورانيزي مع دي ناتالي، لأن لاعب يوفنتوس، كما حدث أمام نيوزلندا، بإمكانه التمركز بشكل يسمح لدي ناتالي باللعب أكثر قربا من مرمى المنافس.

ثلاثة مدافعين: وفي النهاية، تبقى إمكانية اللعب بطريقة 3 - 4 - 3، ولم لا؟ حيث تسمح بتواجد مدافع آخر (بونوتشي) للحد من خطورة الكرات العالية في منطقة الجزاء، كما تغطي الدفاع الذي لم يقع تحت وطأة الضغط إلى الآن، ومن جهة أخرى فهو يدعم وسط الملعب الذي سيشهد كثافة عددية من لاعبي سلوفاكيا، حيث اللعب بظهيرين (زامبروتا، ماجيو) وثلاثة لاعبين في قلب الوسط (دي روسي، مونتوليفو وكامورانيزي ذاته). ليبي ما زال يفكر في كل هذا. لكن إذا تمكن بيرلو من التعافي واللحاق باللقاء الحاسم سيكون التخلي عن ثلاثي الوسط أكثر صعوبة.

ويأتي التفكير في التغيير بعد أن فاجأ المنتخب الإيطالي العالم بتعادله الثاني على التوالي في الدور الأول من منافسة كأس العالم، لتصبح المباراة المقبلة أمام سلوفاكيا هي الفرصة الأخيرة أمام الأزوري للتأهل إلى الدور ثمن النهائي. وفي الوقت الذي ينكر فيه لاعبو المنتخب المخضرمين مثل جيلاردينو وكيلليني وبيبي خوفهم من فكرة الخروج المبكر من البطولة بعد النتائج غير المتوقعة التي حققها الفريق، اعترف آخرون بشعورهم بخيبة الأمل الشديدة وقلقهم حيال تقلص فرص الأزوري في التأهل للدور المقبل.

من جانبه، عقب كلاوديو ماركيزيو قائلا: «بعد التعادل الثاني على التوالي للفريق، أصبحنا نخشى العودة المبكرة إلى أوطاننا، خاصة أن منتخب سلوفاكيا ليس ضعيفا على الإطلاق ولن يسهل علينا التغلب عليه. غير أن الأمر لم ينته بعد، وبإمكاننا التأهل للدور المقبل في حال الفوز في المباراة القادمة، ولذلك، يتعين علينا أن لا نستسلم لليأس، وأن نستعيد الكفاءة التي افتقدها الفريق في المواجهات السابقة». أما ياكوينتا، صاحب الهدف الوحيد الذي سجله لمنتخب الإيطالي عن طريق ركلة الجزاء، فيقول: «هناك شيء من الخوف حيال التوقف عند هذه المرحلة، لا أصدق أننا لم نفز في أي مباراة حتى الآن. ولو أننا نجحنا في التغلب على نيوزيلندا، لكنا أكثر هدوءا الآن. علينا أن نرفع رؤؤسنا عالية وأن نحصد النقاط الثلاث أمام سلوفاكيا».

من جهة أخرى، نفى فابيو كانافارو مسؤوليته عن الهدف الذي استقبلته شباك الأزوري قائلا: «لا يكون الأمر سهلا على الإطلاق عندما يقذفون بالكرة نحوك، ولكن يمكنكم إلقاء اللوم علي إذا ما كنتم تبحثون عن كبش فداء. والآن، نتوقع حدوث أي شيء، بيد أنني واثق في إمكانيات هذا الفريق الذي ظل يناضل من أجل الفوز حتى اللحظات الأخيرة من المباراة. ولا ينقصنا سوى حصد النقاط». وعن اتهامه بتصنع السقوط على الأرض من أجل الحصول على ركلة جزاء، عقب دانيلي دي روسي قائلا: «لقد شعرت باللاعب المنافس وهو يشد قميصي بقوة. علينا أن نفوز في المباراة المقبلة وإلا خرجنا من المنافسة في هذه المرحلة المبكرة. لم أستسلم يوما لفكرة سهولة الدور الأول من المونديال كما يعتقد آخرون، ولا أخشى الإقصاء من المنافسة، ولكنني مندهش من النتائج الضئيلة التي حققها الفريق أمام باراغواي ونيوزيلندا. لم أشعر بالخوف في معسكر المنتخب الإيطالي، بل رأيت عزيمة قوية للفوز، فنحن المنتخب الإيطالي. هل ترك المدير الفني مواهب قيمة في إيطاليا؟ فلتجيبوا بأنفسكم عن هذا السؤال». أما جورجيو كيلليني فيقول: «لا نرى الطريق إلى ثمن النهائي معتما، وعلينا أن نفكر بشكل إيجابي. ربما يكون الحصول على المركز الأول صعبا للغاية، ولكننا سنصبح فريسة سهلة للفرق الأخرى في حال تأهلنا للدور المقبل».

ومن جانبه، أكد مونتوليفو، الأفضل بين لاعبي الأزوري في مواجهة نيوزيلندا، قائلا: «إنني أنضج بمرور الوقت. لم نتمكن من استدراج مدافعي المنتخب النيوزيلندي خارج منطقة الجزاء الخاصة بهم، ولم يحالفني الحظ في اختراق شباك الفريق المنافس. من جهة أخرى، لم يتصرف المنتخب الإيطالي بشكل صحيح طوال المباراة، حيث افتقد الفريق إلى الخشونة والعدوانية والإيمان بقدرتنا على الفوز. كما كان يتعين على لاعب الوسط مساندة المدافعين بشكل أكبر. والآن، لن نستفيد شيئا من التفكير في مواجهة هولندا أو البرازيل، فنحن في حاجة إلى الفوز من أجل التأهل وتحسين الحالة المعنوية في الفريق. بيرلو؟ آمل أن يعود قريبا، وأن نتمكن من اللعب سويا عن طريق تقديم مركزه قليلا والدفع بي إلى جانب دي روسي». أما جيلاردينو فيقول: «يسعدني أن أكون باولو روسي الثاني في تاريخ إيطاليا، ولكنني ألعب في مركز جديد، ولا أستطيع تسجيل الأهداف من هذا المكان»، ويوافقه ماركيزيو الرأي حيث يقول: «لقد التبس علينا الأمر بسبب التغيير المستمر في المراكز، ونعجز عن تطبيق ما قمنا به في التدريبات». ولم يكن كريشيتو بعيدا عن هذا الرأي، حيث قال: «كان علينا أن نحتفظ بالكرة على أرض الملعب بشكل أكبر، ولكننا كنا نسددها بين أيدي حارس المرمى النيوزيلندي».