إيطاليا تفقد اللقب وتودع المونديال من الدور الأول لأول مرة منذ 36 عاما

سلوفاكيا تفجر المفاجأة ليلحق الأزوري البطل بالوصيف الفرنسي والباراغواي تتصدر المجموعة

TT

بدد المنتخب السلوفاكي آمال نظيره الإيطالي في الدفاع عن لقبه العالمي وأطاح به من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعدما تغلب عليه 3/2 أمس في مباراة مثيرة بالجولة الثالثة من مباريات المجموعة السادسة التي شهدت تصدر الباراغواي للمجموعة إثر تعادلها مع نيوزيلندا سلبيا أمس أيضا.

وفجرت سلوفاكيا المفاجأة الكبرى لتتأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها وذلك في مشاركتها الأولى الرسمية في النهائيات، حيث حلت في المركز الثاني برصيد 4 نقاط بفارق نقطة واحدة خلف الباراغواي المتصدرة ونقطة واحدة أمام نيوزيلندا، مقابل نقطتين لإيطاليا الرابعة والأخيرة.

ولحقت إيطاليا حاملة اللقب بفرنسا الوصيفة التي ودعت بدورها من الدور الأول بحلولها رابعة وأخيرة في المجموعة الأولى برصيد نقطة واحدة خلف الأوروغواي والمكسيك وجنوب أفريقيا.

وتدين سلوفاكيا بإنجازها التاريخي إلى مهاجمها المخضرم روبرت فيتيك الذي سجل هدفين في الدقيقتين 25 و73 رافعا رصيده إلى 3 أهداف في صدارة لائحة الهدافين إلى جانب الأرجنتيني غونزالو هيغوين، قبل أن يضيف البديل كميل كوبونيك الثالث في الدقيقة 89، في حين سجلت إيطاليا هدفيها عبر انطونيو دي ناتالي في الدقيقة 81 وفابيو كوالياريلا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.

وهي المرة السادسة التي تودع فيها إيطاليا النهائيات من الدور الأول بعد أعوام 1950 عندما تنازلوا باكرا عن اللقب الذي توجوا به عام 1938، و1954 و1962 و1966 و1974.

وكررت سلوفاكيا المصنفة 34 عالميا والتي تشارك في العرس العالمي للمرة الأولى في تاريخها، تجارب أخرى سابقة للمشاركين الجدد، على غرار أوكرانيا التي وصلت إلى الدور ربع النهائي عام 2006 قبل أن تخسر أمام إيطاليا بالذات، والسنغال التي بلغت ربع نهائي 2002 عندما تغلبت على فرنسا حاملة اللقب في الدور الأول، ونيجيريا التي بلغت الدور الثاني عام 1994 متقدمة على الأرجنتين وبلغاريا، وجمهورية ايرلندا التي وصلت إلى ربع نهائي 1990، والقصة الخرافية لكوريا الشمالية عام 1966 عندما هزمت إيطاليا وسقطت بصعوبة أمام برتغال أيزيبيو 3/5.

وكانت المواجهة بين إيطاليا وسلوفاكيا الأولى بين المنتخبين في مسابقة رسمية منذ تأسيس الاتحاد السلوفاكي عام 1993 اثر الانفصال عن تشيكيا، علما بأن الإيطاليين تواجهوا مع تشيكوسلوفاكيا في مناسبتين خلال النهائيات، الأولى تعود إلى نهائي عام 1934 عندما توج «الازوري» بلقبه الأول بعد فوزه 2/ 1 بعد وقت إضافي، وفي دور المجموعات عام 1990 عندما فاز أيضا بهدفين سجلهما سلفاتوري سكيلاتشي وروبرتو باجيو في مباراة شارك فيها مدربها الحالي فلاديمير فايس. والتقت إيطاليا مع سلوفاكيا مرة واحدة وديا عام 1998 في كاتانيا وفازت الأولى بثلاثية نظيفة.

وكانت إيطاليا التي خاضت مباراتها الـ80 في نهائيات كأس العالم التي تحمل لقبها 4 مرات، بحاجة إلى التعادل فقط لضمان مواصلة دفاعها عن اللقب، لكنها عجزت عن ذلك بسبب أدائها المتواضع خصوصا في الدقائق الـ60 الأولى ولم يتحسن أداؤها إلا في الدقائق العشر الأخيرة، إلا أن ذلك لم يكن مجديا لان سلوفاكيا عقدت مهمتها في كل مرة كان الطليان يقلصون الفارق. وباتت إيطاليا ثالث منتخب بطل يخرج من الدور الأول لنهائيات كأس العالم.

وكان المنتخب البرازيل أول بطل يخرج من الدور الأول وذلك عام 1966 في إنجلترا عندما خسر أمام البرتغال والمجر 1/3 وفاز على بلغاريا 2/صفر، بعد أن توج في النسخة السابقة في تشيلي. أما الثاني فكان الفرنسي عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما خسر مباراتين أمام السنغال صفر/1 الدنمارك صفر/2 وتعادل في واحدة سلبا مع الأوروغواي من دون أن ينجح في تسجيل أي هدف. وكان المنتخب الإيطالي يمني النفس في أن يصبح أول منتخب يحتفظ باللقب منذ البرازيل عامي 1958 و1962، علما بان إيطاليا كانت أول من حققت هذا الإنجاز عامي 1934 و1938 بقيادة مدربها الشهير فيتوريو بوتزو، لكن أحلامه ذهبت سدى. ولم يقدم المنتخب الإيطالي ما يشفع له كبطل للعالم بل إنه لم يخلق أي فرصة حقيقية للتسجيل في الشوط الأول باستثناء تسديدتين في بداية المباراة دون خطورة.

وأجرى مدرب إيطاليا تبديلين على التشكيلة التي سقطت في فخ التعادل أمام نيوزيلندا بإشراكه جينارو غاتوزو وانطونيو دي ناتالي على حساب كلاوديو ماركيزيو، فيما استمر غياب اندريا بيرلو بسبب الإصابة قبل أن يضطر ليبي إلى الدفع به كورقة أخيرة في الشوط الثاني على الرغم من عدم اكتمال شفائه، فتحسن أداء الإيطاليين نسبيا لكن دون جدوى.

أما مدرب سلوفاكيا فلاديمير فايس فأجرى 4 تعديلات على التشكيلة التي خسرت أمام الباراغواي فأشرك رادوسلاف زابافنيك وميروسلاف ستوخ ويوراي كوكا واريك يندريسيك مكان كورنيل سالاتا وفلاديمير فايس ويان كوزاك وستانيسلاف سيستاك.

وبادرت إيطاليا إلى تهديد مرمى سلوفاكيا مبكرا من تسديدة قوية لدي ناتالي فوق العارضة في الدقيقة الثانية، وأخرى لفيتشنزو ياكوينتا من داخل المنطقة بجوار القائم الايسر في الدقيقة الرابعة. وردت سلوفاكيا عبر قائدها مارك هامسيك من تسديدة على الطائر مرت بجوار القائم الأيسر للحارس فيديريكو ماركيتي في الدقيقة (6).

ونجحت سلوفاكيا في افتتاح التسجيل عندما استغل يوراي كوكا كرة خاطئة من دي روسي ومررها إلى فيتيك المتوغل داخل المنطقة فسددها بيمناه زاحفة على يمين الحارس ماركيتي في الدقيقة (25).

وكاد زدينو ستربا يضيف الهدف الثاني من تسديدة قوية من 30 مترا أبعدها ماركيتي بصعوبة إلى ركنية في الدقيقة (35).

وكاد سكيرتل يخدع حارس مرماه لدى محاولته ابعاد كرة عرضية برأسه فمرت فوق العارضة بسنتمترات قليلة في الدقيقة (41).

وأطلق كوكا كرة قوية على الطائر من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيسر في الدقيقة (45).

ودفع ليبي بفابيو كوالياريلا وكريستيان ماجيو مطلع الشوط الثاني مكان غاتوزو ودومينيكو كريشيتو. وأهدر ياكوينتا فرصة ذهبية لإدراك التعادل عندما تلقى كرى عرضية داخل المنطقة فتابعها برأسه بعيدا عن المرمى، وحذا حذوه دي ناتالي عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من ماجيو لكنه سددها برعونة بجوار القائم الأيسر في الدقيقة (56). ودفع لببي بورقته الأخيرة بإشراكه بيرلو مكان مونتوليفو في الدقيقة (56)، وجرب دي ناتالي حظه من خارج المنطقة بيد أن الحارس تصدى لكرته على دفعتين في الدقيقة (63). وابعد المدافع سكيرتل الكرة من باب المرمى اثر تسديدة قوية لكوالياريلا من مسافة قريبة في الدقيقة (67).

وكاد ستوخ يوجه الضربة القاضية لأبطال العالم من هجمة مرتدة أنهاها بتسديدة قوية من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيسر (69).

ووجه فيتيك الضربة القاضية لإيطاليا عندما استغل تمريرة عرضية من هامسيك فتابعها من مسافة قريبة داخل مرمى ماركيتي في الدقيقة (73).

وقلص دي ناتالي الفارق عندما استغل كرة مرتدة من الحارس موشا إثر تسديدة زاحفة لكوالياريلا من داخل المنطقة في الدقيقة (81).

وسجل كوالياريلا هدفا ألغاه الحكم بداعي التسلل في الدقيقة (85). وأحبط كوبونيك، بديل ستربا، آمال الإيطاليين بتسجيله الهدف الثالث لسلوفاكيا عندما استغل كرة من تماس داخل المنطقة فتابعها ساقطة داخل مرمى الحارس الإيطالي في الدقيقة (89).

ولم يستسلم المنتخب الإيطالي وتابع هجماته إلى أن نجح كوالياريلا في تقليص الفارق من تسديدة ساقطة من خارج المنطقة عانقت شباك الحارس موشا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. ونزلت إيطاليا بكل ثقلها في الدقيقتين الأخيرتين من الوقت بدل الضائع إلا أن الدفاع السلوفاكي استمات في إبعاد جميع الكرات، ليودع المنتخب (الآزوري) المنافسات مبكرا.

* الباراغواي إلى الدور الثاني

* وتأهلت الباراغواي إلى الدور الثاني للمرة الرابعة في تاريخها بتعادلها مع نيوزيلندا صفر/صفر على ملعب بولوكواني أمس أيضا وتصدرت المجموعة وهو ما سيجنبها بالتالي مواجهة هولندا القوية متصدرة المجموعة الخامسة في الدور الثاني.

منتخب الباراغواي كان تأهل إلى الدور الثاني من البطولة أعوام 1986 و1998 و2002، لكنه فشل حتى الآن في اجتياز هذا الدور في المشاركات السبع السابقة في النهائيات.

من جهته، أنهى منتخب نيوزيلندا مشاركته بثلاث نقاط، إذ كانت تعادل مع سلوفاكيا وإيطاليا بنتيجة واحدة 1/1.

وكان منتخب نيوزيلندا يخوض غمار المونديال للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1982 حين تلقى ثلاث هزائم.

ويذكر أن مدرب نيوزيلندا ريكي هيربرت كان أحد عناصر منتخب بلاده في مونديال إسبانيا 1982. بدأ المنتخبان المباراة من دون عنوان واضح فجاء المستوى دون المتوسط مع سيطرة نسبية للباراغواي على الكرة واعتماد نيوزيلندا كالمعتاد على الدفاع والهجمات المرتدة التي كانت نادرة جدا.

وأولى المحاولات الجدية كانت من كرة قوية سددها دينيس كانيزا على يسار مرمى نيوزيلندا بعد مرور ربع ساعة على انطلاق المباراة، وعاد كانيزا ليطلق كرة أخرى بعد أربع دقائق على يسار المرمى أيضا.

وبدا أن جميع لاعبي الباراغواي تخلوا عن دورهم الهجومي تماما باستثناء كانيزا الذي كان وراء تسديدة قوية أيضا لكن كرته علت العارضة بقليل في الدقيقة(29).

وتدخل خوستو فيار حارس الباراغواي للمرة الأولى لالتقاط إحدى الكرات من الجهة اليمنى قبل أن تصل المهاجم روري فالون إلى بعد نصف ساعة على انطلاق المباراة. ولم يضغط منتخب الباراغواي رغم استحواذه على الكرة لأن النتيجة كانت تؤهله إلى الدور الثاني، وكمتصدر للمجموعة أيضا إذ إن الأخبار كانت تصله من المباراة الثانية التي تقدمت فيها سلوفاكيا على إيطاليا بطلة النسخة الماضية، في حين أن أداء منتخب نيوزيلندا لم يحدث أي مفاجأة لأنه ينتظر هجمة مرتدة أو كرة عالية لمحاولة خطف هدف. وساءت الأمور أكثر في الشوط الثاني على الأقل في النصف الأول منه بغياب الخطورة الفعلية عن المرميين وكأن المنتخبين ارتضيا بالنتيجة.

وكادت نيوزيلندا تباغت مرمى الباراغواي حين أطلق سايمون اليوت كرة قوية لم تكن عالية كثيرا عن مرمى فيار في الدقيقة (48)، وانتظر كاردوزو عشر دقائق ليرد عليه بكرة عالية من ركلة حرة.

وتدخل الحارس النيوزلندي مارك باستون لإبعاد أول كرة خطرة على مرماه من رأس كريستيان ريفيروس قبل أن يحولها الدفاع إلى ركلة ركنية من الجهة اليمنى لم تسفر عن أي نتيجة (63).

وعاد منتخب الباراغواي للسيطرة على المجريات ساعيا إلى التسجيل وسط تراجع النيوزيلنديين إلى منطقتهم حتى إن واحدا أو اثنين منهم على الأكثر كانوا موجودين في النصف الآخر من الملعب.

حاول المدربان خيراردو مارتينو وريكي هيربرت إجراء التبديلات اللازمة لتغيير الإيقاع الرتيب جدا للمباراة حيث سعى كل منهما في خطف هدف السبق. وانتظر منتخب الباراغواي ربع الساعة الأخير ليحاصر منافسه داخل منطقته ويحاول هز شباكه لكن الدفاع النيوزلندي بقي متماسكا ومن خلفه الحارس المتألق باستون الذي أبعد كرة قوية جدا إثر ركلة حرة نفذها روكي سانتا كروز مهاجم منتخب باراغواي الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة من نحو ثلاثين مترا في الدقيقة 81 في آخر محاولة جدية على المرمى.